العدد 4076 - الأحد 03 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ

«كراهية الآخر»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ليس من السهل فهم علاقة الإنسان بالحقد والكراهية، وهناك الكثير من الطروحات في هذا المجال، ولكن ما توصلت إليه الإنسانية هو أن الكراهية الموجهة ضد الأجانب أو ضد المنتمين إلى طائفة أو دين، أو ضد من لديهم لون من الألوان أو شكل من الأشكال، وباختصار «كراهية الآخر»، تعتبر جريمة تسببت في مآسٍ للإنسانية.

«كراهية الآخر» تنتج عن خوف غير عقلاني ينظر إلى «الآخر» وكأنه خطر على هويته، ولذا فقد حثّت الأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير فورية ووضع سياسات فعالة وجادة لمنع ومكافحة جميع أشكال ومظاهر العنصرية وكراهية الآخرين أو التعصب ضدهم، وأن يكون هناك برنامج وطني مسنود بتشريعات وآليات مناسبة لمنع انتشار الكراهية والحقد بين الناس وداخل أي مجتمع في أي مكان في العالم.

كراهية الآخر مستمدة من غريزة بدائية في الأساس، ولذا فإن الحيوانات كثيراً ما تكره وتقتل بعضها الآخر، والإنسان الذي يعيش حالة بدائية يخشى من الآخر، ويحارب التنوع، بل إن علاقاته ضيقة جداً، وتتحدد فقط على أساس القرابة النسبية، أو القوة (بين غالب ومغلوب).

المجتمعات غير البدائية قد تصاب بداء الكراهية أيضاً، وهذا ما حصل في الولايات المتحدة الأميركية، مثلاً، عندما شن السيناتور جوزيف ماكارثي حملة في العام 1950 ضد الشيوعيين الذين «تغلغلوا» في وزارة الخارجية الأميركية، وحشد الرأي العام الأميركي ضدهم، وجعل الناس في حالة من الخوف، ودمر من خلال ذلك حياة العديد من الأبرياء. وفي عصرنا شهدنا ما حدث في البوسنة وراوندا، والتاريخ مليء بالمآسي الناتجة عن نشر ثقافة الكراهية عبر نشر القصص والأوهام والخرافات والتحشيد «ضد الآخر» من أجل تحقيق أغراض سياسية وأهداف أنانية. «كراهية الآخر» هي سلاح «العاجز إنسانياً» الذي يسعى إلى تدمير غيره، ولكنه لا يهنأ في حياته لأنه يدمر نفسه بنفسه في نهاية الأمر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4076 - الأحد 03 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 2:09 م

      الكراهية هي سبب الاقتتال في الأمة الاسلامية ....ام محمود

      كراهية الاخر هي غريزة بدائية مستمدة من عالم الحيوانات حيث تقتل و تنهش بعضها البعض صدقت يا دكتورنا الفاضل و الانسان تفوق على الوحوش البرية و في عصرنا رأينا الاهوال كلها
      و من بداية عصر الجاهلية و ظهور الاسلام كانت ثقافة الكره موجودة و لقد اضرت تلك الفئة المريضة بالرسول الكريم و ابن عمه الامام علي ع و بعدها في الغزوات وفي واقعة الطف المؤلمة حيث الانتقام و القتل بلغ الى مرتبة التنكيل و التمثيل بالاجساد الطاهرة
      محليا هناك امعان و تقصد للاضرار ب ثلاثة ارباع الشعب لحقد في النفوس

    • زائر 16 | 4:50 ص

      كم انت جيميل يا دكتور ؟

      نعم مقالك جميل وفي الصميم فبارك الله فيك يا دكتور منصور ، نعم الرجال انت

    • زائر 13 | 2:37 ص

      اصحاب المطامع هم زرّاع الفتنة والكراهية لأن الوضع الفاسد يصبّ في مخابيهم

      لكل وضع فاسد متمصلحين. ولكل دمار في البلد هناك مستفيد .نعم هؤلاء قلّة ولكنهم يستفيدون من الدمار والاوضاع الفاسدة واشعال الفتن والعمل على خلق الناحر والاحتراب. لم اكن اتوقع ان شيخا مثل المحمود يقف المواقف التي وقفها.
      ولكن النفس والحمية الجاهلية

    • زائر 12 | 2:34 ص

      كراهية الآخر ليست المشكلة بل نتيجة

      كراهية الآخر ليست المشكلة يا دكتور منصور، بل هي النتيجة! هي النتيجة لعقيدة الرافضي والناصبي. و لست أنت و لا أنا مسئولين ... بقدر المسئولية التي يتحملها علماء الدين ( من الطائفتين). فكلامي و كلامك، و نقدي و نقدك صرخة في واد ... و نفخة في رماد. بل إن بعض رجال الدين لا وجود و لا أهمية لهم، إلا في في وجود عقيدة الرافضي والناصبي. لذا، اسمح لي يا دكتور منصور أن أنقد توجهك مع صدقه، أنه مُوجه إلى من لا يقدر، و الأولى أن يوجه إلى العلماء، الذين انزووا و تركوا أهم واجباتهم: سلامة المجتمع، و ووحدة الأمة!

    • زائر 11 | 2:20 ص

      دكتور انظر الى الخطابين المختلفين قارن بين خطب الشيخ عيسى قاسم وكلام الشيخ المحمود امس

      من خلال مقارنة بسيطة ستجد اين تكمن الكراهية ولماذا واذا كان هرم مشيختهم بهذا المستوى فما بالك بمن هو دونه في التفكير!
      قد لا يعجب البعض كلامي ولكن اقرأوا خطب الشيخ عيسى قاسم كلها والشيخ علي سلمان ثم آتوا بخطب الشيخ المحمود او ... وضعوا كلامهم على مشرحة التحقيق لنرى من هم المؤزمون ومن الذي ينال من الطائفة الاخرى ومن الذي يحترم المكون الآخر ولا يرضى عليه بأي كلمة تسيء له

    • زائر 9 | 12:57 ص

      يمقن

      يمقن فكرة المقال جت الدكتور بعد ما قرأ مقابلة المحمود أمس ويمقن لا!!

    • زائر 8 | 11:05 م

      سلمت يادكتور

      نعم وضعت يدك الكريمة على الداء نحن نعيش هذه الايام هذا المرض العضال فهل من مستمع ينقد هذه الامة من شر هذا الوباء الخطير .
      كقانا الله واياكم شر الشرور ورد كيد الحاسدين الباغين الحاقدين الى نحورهم امين رب العالمين .

    • زائر 7 | 10:43 م

      انا بكرهك ياقلبي انا بكرهك مبتروحش غير للي بيجرحك

      علاقة جيرة ونسب اكثر من 40 سنة حب ومودة ووو
      تتبدل في يوم وليلة الى كرهية
      بمجرد طلعت اشاعة ان الشيع... ناوين يقتلونكم ويطعوكم ووو
      نسو العشرة وصدقوا الكذبة والاشاعة
      اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجالة فتصبحوا على مافعلتم ناديمن

    • زائر 6 | 10:35 م

      وفي عصرنا شهدنا ما حدث في البوسنة وراوندا،...والبحرين أيضا

      هدم المساجد
      التحقيق مع طائفة معينة
      الاعتقالات والقتل
      الأقالات
      وووو
      مرست بعنواين اكراهية

    • زائر 5 | 10:29 م

      الكراهية الدينية اخطر لانها تنسب الكره لله

      مع ان الدين الاسلامي واضح في الحث على مبادلة غير المسلم الود " تبروهم " و الانصاف و العدل في التعامل " تقصطوا اليهم" الا ان المتشددين اقتطعوا عبارة تخص حالة الحرب فقتل الكافر اينما وجد و لم يعد الكافر مقتصر على غير المسلم بل حتى المسلمون غير السلفيين يدخلون بدرجات في الكفر الذين ينبغي قتلهم اينما وجدوا صغارا كبادا نساءا رجالا لا يهم المهم تحقيق رسالة القتل . هذا الفكر اصاب المجمتمع الاسلامي في وعيه

    • زائر 4 | 10:23 م

      ونحن هنا نعيشها مخفية سابقا جاهرا وبوضوح وعلى رؤوس الاشهاد حاليا

      العجيب الضيف والغريب ممن يحسب نفسه مواطنا بالأصالة هم من يقودون حملة الكراهية ومبركة رسمية وشلة رسمية فمن يستطيع منعي من حق إبداء راي ومن يشحن النفوس شتما وقدعا في صحف رسمية لوعملتها المعارضة لحلت الصحف وأقول كفانا كراهية لازلنا نمارس حقنا بالمطالبة بالتحول الديمقراطي وأقول بعد هذه المعانات فلارجوع حتى تحقيق المطالب من برلمان كامل الصلاحية وعدل وأمن للجميع وتكافؤ الفرص ونكرر مستمرين حتى يلتفت العالم المغمض العينين حاليا لمطالبنا ونكرر لارجوع للوراء

    • زائر 3 | 10:05 م

      اصبت

      اصبت كبد الحقيقة يادكتور وهذا ما نعيشه في البحرين

    • زائر 1 | 9:47 م

      هذا هدفهم

      هذا هدفهم في الحياة نشر الكراهية والحقد والبغضاء وقد توارث القوم هذه الصفات ومن الصعب القضاء عليها وما سالفة المجمع ببعيد

اقرأ ايضاً