العدد 4089 - السبت 16 نوفمبر 2013م الموافق 12 محرم 1435هـ

عودة بريق الروس بعد انتفاضات «الربيع»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لعبت التقلبات السياسية في المنطقة العربية دوراً في استقطاب روسيا من جديد إلى الشرق الأوسط، إذ كان للدور الأميركي الأثر الكبير والغالب في كثير من الأوقات، لاسيما في ملفات ساخنة مازالت تشهدها المنطقة بشكل عام. فقد أصبح نفوذ روسيا في الشرق الأوسط أقوى من أي وقت مضى، بعد 22 عاماً من سقوط الاتحاد السوفياتي.

إن التغييرات التي صاحبت سياسة واشنطن الأخيرة بدأت تتغير إزاء تغير مجريات الساحة السياسية في بعض بلدان المنطقة كمصر مثلاً، التي جمَّدت جزءاً من مساعدتها العسكرية عقب عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، في مشهد سياسي مضطرب قاد بدوره إلى سيطرة الجيش وضرب جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر.

الروس كانوا على الدوام يوصمون في بعض الدول العربية بأنهم شيوعيون، ملحدون، وكان ترنح اقتصادهم مدعاة للسخرية، لكن هاهي روسيا اليوم تستعيد جاذبيتها في الشرق الأوسط على حساب تراجع النفوذ الأميركي، وبعد اشتعال انتفاضات الربيع العربي في مطلع العام 2011.

ورغم أن موسكو تدعم النظام السوري الذي عزلته جامعة الدول العربية، إلا أن هذا الأمر لم يمنعها من طرق باب صفقات الأسلحة مع الدول العربية. ولعل آخر مؤشر على هذا التوجه، هو زيارة وفد روسي رفيع المستوى إلى مصر، وفي جعبته اتفاق بيع أسلحة بقيمة 2 مليار دولار.

روسيا قرّرت أن تعود من جديد إلى المنطقة من خلال المصالح العسكرية الروسية العربية، كتقديم مساعدات عسكرية لمصر، منها تسليم معدات عسكرية من بينها مروحيات وأنظمة للدفاع الجوي، كما صرح مسئول روسي كبير في القطاع.

وقد قام وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان بزيارة لا سابق لها على هذا المستوى إلى مصر، بحثا خلالها «التعاون العسكري» بين موسكو والقاهرة التي كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أهم حليف عسكري لموسكو، ولكن ذلك انتهى في العام 1971، ومالت مصر إلى الولايات المتحدة. وفي عهد الرئيس حسني مبارك، الذي حكم مصر من 1981 إلى 2011، تعزّزت العلاقات مع الولايات المتحدة أكثر.

من دون شك أن انتفاضات الربيع العربي أعادت لروسيا بريقها؛ فبعد أعوام من صفقات التسلح مع الغرب، تعتزم دول الخليج اتخاذ بعض القرارات، منها تنويع مصادر تسليحها. ويأتي هذا التغيير ضمن توجه جديد. وبقدر اعتراض هذه الدول على الدعم الروسي للنظام السوري إلا أنها ترى سياسة روسيا ثابتةً منذ البداية، بعكس مواقف الدول الغربية المتذبذبة، وهي وجهات نظر تنقلها عبر كتّاب وسائل إعلامها.

إن انتفاضات الربيع العربي، التي أغضبت الدول الحليفة في المنطقة، خصوصاً عندما تخلى الغرب عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، هي اليوم مستعدة للترحيب بعودة الروس إلى المنطقة، الأمر الذي قد يصبح مصدر إزعاج للأميركان، مؤكدين أن الفوضى وصعود الجماعات الدينية المتشددة هي ما تنتظره مصالح الدول الغربية في المنطقة. وهي رسالة واضحة مازالت تكررها في ظل استمرار الصراع السياسي في المنطقة بين الديمقراطية والديكتاتورية.

من الواضح أن روسيا، على غرار الدول الأخرى، لم تتخلَّ عن سوق مربحة مثل الشرق الأوسط، ويكفي أن نرى كيف اُستقبل وفدها في مصر في ظل اضطراب المشهد السياسي الذي يعصف بالمنطقة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4089 - السبت 16 نوفمبر 2013م الموافق 12 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:20 م

      هلا بطلتك علينا

      يا هلا بهالطلة الحلوة ..!!

    • زائر 3 | 7:57 ص

      محمد

      خلاص ؟ انتهى الربيع والحين ما يستقبلون طلبات جديد ؟؟ اللي ايريد التغيير يعتمد على نفسه

    • زائر 2 | 5:11 ص

      من القضاء قضى ربك لكن

      قد لا يكون الروم من ....لكن مخابراتها مركزيه وتكيد وتدبر وتدير عربية الربيع العربي– يعني مصر ما هي إلا مصرٌ من الأمصار – أي من البلدان المستعمره لكن من زود يعني من كثر الغباء الأمركي أن يعتمد على من وصفهم عمر إبن العاص رجال مع من غلب. ويش قال جحا أم الدنيا وأين ابو الحرث عنهم – يعني وشاركهم في الأموال والولاد!!!

اقرأ ايضاً