العدد 4092 - الثلثاء 19 نوفمبر 2013م الموافق 15 محرم 1435هـ

التقارب الأميركي - الإيراني... مصدر إزعاج

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يبدو وبحسب المتابعة الخبرية لتطور الأحداث وتسارع الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام، فإن التقارب الأميركي - الإيراني لم يعد مجرد حلم، ولكنه حقيقة على وشك أن يعلن عنه اليوم في حال اتفقت جميع الأطراف. إلا أن دولاً حليفة وصديقة مثل «إسرائيل» وبعض الدول العربية، لن تسعد بهذا الاتفاق لأنه سيكون بمثابة تهديد للدور الذي تلعبه في المنطقة، وأيضاً قد يخفت بريق الدور الذي ظلت لسنوات طويلة تلعبه الولايات المتحدة مع تلك الدول. الأمر الذي بدأت تثيره وتكتب عنه الصحافة الأميركية قائلة بالعبارة: «حان الوقت لواشنطن أن تغيّر من سياستها الخارجية في منطقة الشرق الأوسط».

هذه السياسة ستركز على حماية المصالح وتنفيذ الالتزامات فقط، بمعنى آخر، الانخراط في صراعات عقائدية أو عرقية هو أمرٌ لا يجب أن تضحّي الولايات المتحدة بنفسها وجنودها من أجله، فقد استنزفت بما فيه الكفاية طوال السنوات الماضية. هكذا تكتب الصحافة الأميركية هذه الأيام.

وقد أشار إلى ذلك جلياً الكاتب توماس فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز» إذ قال: «الاتفاق الذي يحاول فريق أوباما إبرامه في الوقت الحالي للبدء في تقليل القدرات النووية لإيران واختبار المزيد من الأمور الممكنة يصب في مصلحة الولايات المتحدة بشكل أساسي».

فريدمان رأى أن تحقيق انفراجة مع إيران يعد مكسباً مهماً للسماح للولايات المتحدة بتبني سياسة خارجية مستقبلية متوازنة بما يجمع بين المصالح والالتزامات، موضحاً أن هناك في المنطقة من يفضّل وجود حرب قبلية وطائفية لا تنتهي، وهي مبررات رجعية تعوق التطور الداخلي لتلك المجتمعات كمجتمعات منفتحة وتعددية.

فريدمان مثله مثل كثيرين من كتاب الرأي الأميركيين، رأي أنه بالإمكان أن يكون لهم ذلك، ولكنه يجد أنها ليست حرب الولايات المتحدة وليست هي من يفعل ذلك، سواءً في الداخل أو الخارج. وهو ما يعني بصريح العبارة أن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون جزءًا من حروب وصراعات المنطقة التي تضر الولايات المتحدة أكثر مما تنفعها، والأمثلة على ذلك كثيرة.

ونقلاً عن تقارير أخبارية، أشار الدبلوماسي السابق روبرت جوردان الذي كان سفيراً لواشنطن في الرياض من العام 2001 حتى العام 2003 إلى أن أية صفقة تعقد بين الجانبين الأميركي والإيراني، ستكون بمثابة «أسوأ كابوس»، إذ يخشى السعوديون أن تكون هناك خفايا على حساب العالم العربي ودول الخليج وخصوصاً السعودية.

لكن مثل هذا الخلاف لا يقلق واشنطن بقدر ما كان يقلقها سابقاً، نظراً لارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة، وهو ما يقلّص اعتمادها على الخليج، ما يعني أن المنطقة قد تكون مقبلةً على تغيير جديد من قبل الجانب الأميركي. ويكفي أن نرى عندما إلغاء المملكة إلقاء خطابها السنوي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام لأول مرة. ولا يمثل رفض إلقاء كلمة مقررة بالنسبة لأغلب الدول ورفض مقعد مجلس الأمن أكثر من مجرد احتجاج دبلوماسي بسيط. فالسعودية التي تفضل العمل السياسي وراء الكواليس على العمل العلني كان موقفها صريحاً، ويأتي بسبب أن الولايات المتحدة خذلت أصدقاءها العرب لصالح إيران. كما أن الغضب جاء لعدم تحرك المنظمة الدولية بشأن سورية، والسعودية تدعم المعارضة التي تسعى للإطاحة بالحكومة المدعومة من إيران.

كل المؤشرات تدعو إلى وجود مثل هذا الغضب ومثل هذا القلق الذي تشاطره «إسرائيل» أيضاً، وهو أمر قد تراه يهدد مستقبل وجودها في المنطقة بل ويهز مصالحها من خلال إعطاء صلاحيات أكثر لإيران، هذا البلد الذي طالما نظر إليه وتم التعامل معه كعدو أول يهدّد أمن الخليج والشرق الأوسط... فكيف ستجري الأمور في حال تم الاتفاق بين الأميركان والإيرانيين؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4092 - الثلثاء 19 نوفمبر 2013م الموافق 15 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:49 م

      محمد

      ريم ممكن ايكون الموضوع مو بهدا الشكل بعد احداث 11 سبتمبر بدت امريكا تفهم العرب والمسلمين بشكل اكبر ؟ وتطورت هدي العلاقة بعد تفهم خطورة الارهاب ؟ وتفهم الشيعة للغرب بعدما كانو منغلقين على انفسهم ؟؟ ولا اعتقد السعودية تمشي عكس التيار ممكن ايكونون للحين مو مستوعبين التحول في المنطقة

    • زائر 6 | 9:36 ص

      التقرب الامريكي الايراني

      الامريكان دائما ينظرون لمصالحهم ولاتهمهم اي دولة سواء كانت خليجية ام عربية الاهم ان هذه الدول تلبي الطاعة والاوامر فهي محصنة من قبضة الامريكان ام التقرب الامريكي - الايراني فهذا في صالح الشرق الاوسط ويراني تعرف متي تلعبها صح مع الامريكان والايهم الدول المجاوره لانها تعرف حقدهم ومستواهم فبتالي هي لاتريد ان تضيع فرصة اتيحت لها بسبب هذه الدول

    • زائر 5 | 3:24 ص

      نضال الشعوب والإستعمار المنهار لكن

      يقال هنا أن النظام العالمي ينهار اليوم أمام مجموعه هائله من ما خلفته الحرب العالميه من دمار كما ما خلفه الإستعمار لمنطقه الخليج غير مدفوع الضرر ولا ضروره لتواجد مثل هذه الدول في الخليج. فتواجد من زمان وكانت الشركات أجنبيه وتسلب وتنهب لكن مسكوت عنهم أو عنها لذا وجب عدم التعاون مع مثل هذه الجهات الي لا يقال مشبوهه وإنما مدانه ومثال ألبا وبابكو وطيران الخليج أحسن أو من الأمثله التي لا ينكرها أحد. اليس كذلك عبراني؟

    • زائر 4 | 2:20 ص

      وقعوا في الفخ الامريكي

      الامريكان حسبوها ان المصلحة تقتضي حلحله الامور مع ايران على حساب الخليج الذين سيتسللون الواحده تلوه الاخرى لتمتين العلاقة بين الدول التي اصبحت صديقة وجارة

    • زائر 3 | 12:48 ص

      في الصميم

      اعتماد دول الخليج في كل شاردة وواردة على الخارج وتخلي حليفهم الأكبر عنهم دليل على سياستهم الخاطئة

اقرأ ايضاً