العدد 4097 - الأحد 24 نوفمبر 2013م الموافق 20 محرم 1435هـ

للعنف السياسي عنوانٌ في يوم مناهضة العنف ضد المرأة

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نراه يوماً مناسباً للحديث عن معاناة المرأة البحرينية في ظل الحراك والمطالبات بالإصلاحات، لأن المرأة هنا واجهت عنفاً اتجاه مشاركتها في هذا الحراك.

إن الحديث عن العنف السياسي لا يقل تأثيراً عن العنف الأسري أو الاجتماعي، وقد عانت المرأة هنا في البحرين ومازالت تعاني عنفاً سياسياً يضاف إلى ما تعانيه من عنف وضغوط.

بعد مطالبات نسوية، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1999 القرار (54/134)، باعتبار 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث دعت الأمم المتحدة الحكومات، المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، إلى تنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس حول مدى حجم المشكلة في هذه الاحتفالية الدولية.

يشار إن الحادثة التي ارتبط بها إعلان يوم عالمي لمناهضة العنف تجاه المرأة تعود إلى حادثة مهمة تعود إلى 25 نوفمبر من العام 1960، وقد وقعت في الدومنيكان، حيث قتلت الأخوات ميرابال- اللواتي شكلن حركةً مع مجموعةٍ من المعارضين عرفت باسم «حركة الرابع عشر من يونيو»، من قبل مجهولين، وبتوجيه حكومي في عهد الدكتاتور رافاييل تروخيلو، بطريقة وحشية وأصبحن فيما بعد حدثاً مهماً للعالم فيما يتعلق بقضايا مناهضة العنف ضد المرأة.

العنف في حد ذاته كما يعرفه الكثير من المهتمين، هو فعلٌ إنساني يتسم بالقوة والإكراه والعدوانية، صادر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعةً أو دولة، وموجّه ضد الآخر بهدف إخضاعه واستغلاله في إطار علاقة قوة غير متكافئة، ما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية لفرد أو جماعة، وحينما تقع المرأة ضحية هذا العنف يصبح عنفاً مضاعفاً، لأنها الأضعف في كل الأحوال.

العنف ضد المرأة له عدة مصادر، فالأقرب لها هو العنف الأسري وهو صورةٌ لواقع العنف ضد الأضعف ويتخذ صوراً من الأذى الجسدي والحرمان المالي. وهناك عنف اجتماعي مصدره المجتمع ومحيط العمل ويكون صوره في الاضطهاد والقهر والتمييز والإقصاء، أما العنف السياسي فهو سلب حرية المرأة في التعبير عن رأيها السياسي وعدم السماح لها بالمشاركة في صنع القرار، وقد يفوق ذلك باعتقالها وتعريضها للتعذيب والأذى النفسي والتطاول عليها.

العنف له كثيرٌ من النتائج المدمرة والقاسية على المرأة بالذات، فهو يؤدي إلى تأزّم حياتها، وعدم شعورها بالأمان والاستقرار النفسي، وينعكس بالتالي على وظائفها الاجتماعية والوطنية، والذي بالإمكان أن يفقدها القدرة على تربية أطفالها وتنشئتهم، والمشاركة في الحياة الاجتماعية.

العنف هو شر الإنسان وراسبٌ من رواسب الانتقام، وسلوك بشري ينافي المدنية والتحضر والإنسانية. وسيادة هذا المنهج هو ناتجٌ لقوة يمتلكها إنسانٌ دون آخر، فيحيلها إلى تجبّر وسيطرة من خلال العنف القسري المُمارَس ضد الأضعف. لذا فإن محاربة العنف كحالة عامة وضد المرأة كحالة خاصة، توجب على الجميع التحرّك لإيجاد لجانٍ مستقلةٍ شعبيةٍ ورقابيةٍ على وضع المرأة الإنساني في قطاعات الدولة، بعد أن تخلت عنها الجمعيات النسائية في أقسى الظروف، ولم تعد اليافطات التي تحمل اسماً نسائياً، سوقاً رائجاً في الأوساط النسائية في البحرين، لأنها أول من باع المرأة البحرينية في العنف السياسي، بعدما كانت تتغنى بأنها ضده، فصمتت صمت الموتى، وكان الاتجاه إليها اتجاه اليأس من أصحاب القبور.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4097 - الأحد 24 نوفمبر 2013م الموافق 20 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً