العدد 4112 - الإثنين 09 ديسمبر 2013م الموافق 06 صفر 1435هـ

رفض المبادرات والحلول

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما أن أعلنت الجمعيات الديمقراطية المعارضة عن طرح مبادرة جديدة للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد منذ ما يقارب ثلاث سنوات حتى سارعت جمعيات ائتلاف الفاتح بإصدار بيان مضاد يرفض جميع ما جاء في المبادرة جملة وتفصيلاً، حيث وجدت جمعيات الفاتح أن «ما ورد في البيان (المبادرة) يمثل انقلاباً واضحاً على النظام المستقر لمملكة البحرين والذي أجمع عليه شعب البحرين في تصويته على ميثاق العمل الوطني عام 2001... وإن صدور هذا البيان في هذا الوقت وقبل الجلسة المقبلة للحوار الوطني يعني بلاشك محاولة الجمعيات الخمس لنسف الحوار من أساسه وتعطيل مسيرة العمل الوطني الهادفة لدفع العملية السياسية وتطوير الحالة الديمقراطية والمشروع الإصلاحي وانتشال الوطن من أزمته الحالية».

ومع أن جمعيات الفاتح لم تطرح منذ بداية الأزمة وحتى الآن أي مبادرة أو حتى نقاط عامة حول إمكانية حل المشكلة البحرينية، إلا أنها أول من ترفض جميع المبادرات والوساطات، ولا تقبل بأي تقارب بين الأطراف المختلفة، كما أنها ترفض رفضاً قاطعاً اللقاء أو الجلوس مع الجمعيات المعارضة.

إن الاكتفاء بدور المعرقل للحل والقبول بذلك لن يفيد صاحبه بقدر ما يجعل منه مجرد حجر عثرة يمكن استبعادها من طريق المفاوضات أو الحوار في حال رغبة السلطة الحقيقية في إنهاء الأزمة، ولذلك ما أن يشاع وجود مبادرة للحل حتى ترتفع حالة الصراخ والإحباط لدى البعض من أن الحكومة قد «باعت الموالين لها» بعد أن وقفوا بجانبها في جميع المواقف.

من المؤكد تماماً أن الحل سيأتي في يوم ما حتى وإن تأخر هذا اليوم، فلا يوجد بلد في العالم لم يمر باضطرابات وقلاقل، ولكن في نهاية الأمر تغلب المصلحة العامة وتخلق توافقات ترضي الأطراف المعنية، وما لم تتخذ جمعيات الفاتح موقفاً إيجابياً، من خلال لعب دور فاعل ومؤثر، فإنها سترى نفسها خارج أي توافق أو حل.

ليس المطلوب من جمعيات الفاتح أن تتوافق تماماً مع القوى المعارضة، كما ليس المطلوب منها أن تكون مجرد ظل للسلطة، وإنما أن تفرض موقفها وتطرح رؤاها، وأن تبادر لا أن تكون مجرد تابع، ذلك ما هو في مصلحة الجميع.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4112 - الإثنين 09 ديسمبر 2013م الموافق 06 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 5:01 ص

      هم

      هم لم يبادرو ابدا هم يخافون على مصلحتهم ومصلحتهم ان يقفو مع الحكومة هم لايهمه الى مصلحتهم المشتكى لله

    • زائر 9 | 2:51 ص

      ما هو الجديد

      الرجاء من الكاتب الفاضل تحديد النقاط الجديدة في هذه المبادرة . قرأنا ها كثير ولم نجد على الاطلاق اية نقاط جديد يمكن ان تعطيها وصف مبادرة ! فقط هناك عنوان اسمه " مبادرة" اما المحتوى فهو تكرار للمواقف السابقة بغض النظر اذا اتفقنا او اختلفنا معها ، فالرجاء ان يتفضل الكاتب بتحديد النقاط واحدة واحدة وشكرا

    • زائر 7 | 1:48 ص

      اي مبادرة ليش هم يعترفون لنا بحقوق

      هم لم ولن يعترفوا لهذا الشعب بحقوق ولا مطالب ابدا لذلك هم ماضون حتى يهلك البلد بمن فيه ولا ينظرون للبلد وما يحلّ به بل البعض منهم لديه مقولة اخربها واقعد على تلتها

    • زائر 6 | 1:27 ص

      شفت مسرحية العيال كبرت. لقطة منها تمثل تجمع الفاتح

      كلمة للفنان سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت وهي (انا معترض) وقال بعدها طالما في مجلس شعب ونقاش انا امثل دائرة الاعتراض على كل شيء حتى لو كان صحيحا هؤلاء يؤدون نفس الدور تماما

    • زائر 4 | 12:15 ص

      معرضة المعارضة

      استاذي الفاضل لقد خلق النظام هذه الجمعيات لمعارضة المعارضة فقد لا للجلوس مع المعارضة والاتفاق فهم لديهم الاوامر للمعارضة فط وليس للاتفاق
      تحياتي لك استاذي مقال رائع

    • زائر 3 | 10:07 م

      ستراوي

      المشكلة تكمن في انهما رموت كنترول

    • زائر 2 | 9:30 م

      امريكا و بريطانيا ما رأيهم في المبادرة لماذا الصمت

      ان لم يكن بيانا رسميا نريد نسمع تعليقا او رأيا للمسئولين الامريكان و البريطانيين في مبادرة الجمعيات المعارضة

    • زائر 1 | 9:23 م

      الًرفض الكلي للمبادرة دليل رفض اي حل

      لو يريدون حلا لاجتمعت ما اسمت نفسها جمعية الفاتح و تدارست المبادرة و اصدرت بيانا تحدد جوانب الاتفاق معها و جوانب الاتفاق ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث الا اذا اشارت لهم السلطة . السلطة تحرم عليهم الجلوس مع المعارضة منفردين و تحرم عليهم الالتقاء في شيء مما تطرحه المعارضة و محرم عليهم التفكير و المبادرة بطرح افكار للحل.

اقرأ ايضاً