العدد 4122 - الخميس 19 ديسمبر 2013م الموافق 16 صفر 1435هـ

السعادة الضائعة

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

من يعتقد أن الله ميّزه عن البشر ووهبه لوحده الحكمة وحسن التدبير، وأن يتصرف في كل مسارات حياته على هذا المبدأ، سيصحو بعد فترةٍ ليجد نفسه لا يمتلك شيء، وأنه عاش في محور ذاته بأكذوبةٍ هو أول من صدّقها، وهو أول من يكتوي بنارها، فالحياة بحاجة إلى مراجعة وإعادة تقويم.

هي الحياة بكل أبعادها فبعض منا يستجدي السعادة والبعض يخلقها. والسعادة لا تكمن في الفرح بقدر ما هي الشعور بالرضا والاطمئنان في الحياة، ولا يمكن الشعور بها وأنت قلقٌ أو مكتئب، فالقانون العام للأحاسيس يقول بأنك لا يمكن أن تشعر بأكثر من إحساسٍ واحدٍ في الوقت ذاته.

السعادة في نظري ليس في أن نصل إلى تحقيق ما نتمناه، لأن هذا يعني أننا سنكون تعساء ونحن في الطريق إلى تحقيق ما نتمناه، لأن ما نتمناه لن يتحقق في برهة، فهو يريد وقتاً وجهداً ونفساً صابرةً متحملة، تمتلك نَفَساً طويلاً، واقتناعاً بالطريق الذي سلكته بأنه الطريق الذي سيوصلها إلى النجاح برضا، وهناك تكمن السعادة.

كيف أكون سعيداً؟ سؤالٌ طالما بحثنا عن إجابته، لأنه أصبح همّنا وخبزنا اليومي الذي نبحث عنه. ربما لم نجد السعادة لأننا فهمناها خطأً وتوقّعنا أن تكمن سعادتنا في أمورٍ بعينها، وهي أمورٌ لا تخرج عن باب الفرح المؤقت الذي يزول بزوال المسبب، أو ربما نعتاد عليه فيصبح من دائرة العيش ونبحث عن أمرٍ آخر نتوقّع معه السعادة، فنعاود الكرّة مرةً أخرى، ونتساءل بعدها: لم لا أكون سعيداً؟

يشير خبراء علم النفس إلى أنه لكي تكون سعيداً، عليك أن تحاول أن تتخيّل الشيء الذي إذا حدث سيجعلك سعيداً، وعند إيجاده قاتل من أجله. قاتل حتى تحصل عليه. وفي معترك هذا القتال إن كان هناك رضا واطمئنان، فهي السعادة، لأنك تسعى ليس في لذة مؤقتة، أو نيل رضا بشر، إنّما لرسم طريقٍ فيه إصلاح لنفسك قبل غيرك، وفيه رضا ربك. لذا لا تهمك عثرات الطريق ولا تتعجل النهاية، لأنك تسير في الطريق الصحيح.

لكن السؤال الذي يطرحه الغالبية منا هنا في البحرين: كيف يمكنني الشعور بالسعادة ونحن نعيش في أزمة؟ التفكير الايجابي يقول إننا يجب إن نساهم في إيجاد حلٍّ لها بحيث يفضي إلى سعادتنا جميعاً، وأن نؤمن بأنه سيأتي اليوم الذي سنتمكن فيه من حلّ المشكلة.

إذاً ليس هناك شيء يجعلك مفكّراً إيجابياً أو متفائلاً سوى الإيمان بأن هناك قوةً عليا وهي الله تعالى، وهي قوة أعلى من كل القوى الموجودة سواءً من تريد هدمك أو عونك، والتوكّل على الله يعني الإقدام بكل ثقة، وبلا خوف ولا تردد... ولا يصح إلا الصحيح.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4122 - الخميس 19 ديسمبر 2013م الموافق 16 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:12 ص

      كلمات من ذهب

      بارك الله فيش

    • زائر 1 | 9:45 م

      كيف تخلق السعادة؟

      شكرًا جزيلا على المقال ولكن سؤالي هو كيف نخلق السعادة او ماهي الآليات التي تجعلنا أن نخلق ظعادتنا في الحياة؟ حتما موضوع شيق ويحتاج لبحث، وسأحاول تناوله في مقال قريبا ويعطيكم العافية

اقرأ ايضاً