العدد 4145 - السبت 11 يناير 2014م الموافق 10 ربيع الاول 1435هـ

وزير العمل بين «اتحادين»

محمود الجزيري Mahmood.Ridha [at] alwasatnews.com

.

يبدو أن وزير العمل مهتم هذه الأيام بإنهاء الخصومة بين الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين والاتحاد الحر وعقد الصلح بينهما.

فقد دعا الوزير خلال كلمته في الحفل السنوي الـ 29 لتكريم العمال المجدين والمتفوقين والمنشآت المتميزة في القطاع الأهلي، «الاتحادين» للعمل بوتيرة أسرع وأكثر فاعلية لتجاوز أي خلافات، وتوجيه جهودهما وطاقتهما معاً للتصدي لمظاهر الفرقة والانقسام، وتعزيز أجواء التوافق والانسجام والعمل المشترك في مختلف مواقع العمل والإنتاج.

ليس ثمة من يختلف على ضرورة رأب الصدع الذي ألمَّ بالجسم العمالي، والحاجة الملحة لمعالجة الآثار المدمرة التي تفتك به إثر الخطوات الارتدادية التي اتخذتها الحكومة حيال أحداث (14 فبراير/ شباط 2011)، وأتت على إنجازات التجربة النقابية التي كانت قوية ومزدهرة، لكن ليس بالطريقة المرسلة التي يتبناها الوزير.

دعوة سعادة الوزير خيّرة لكنها غير عادلة، لأنها عائمة بلا ملامح، وتغفل الحقائق التي تختفي بين التفاصيل. فليس من العدل أن تساوي الوزارة بين الاتحاد العام والاتحاد الحر في درجة واحدة من الخلاف، وكأن الضرر قد بدر من كليهما ووقع عليهما بالدرجة ذاتها.

كلا، هذا المنطق المعوج غير مقبول، لأن الطرفين ليسا سواء، ومنهما من أوذي ومن آذى، والحكومة إذا كانت جادة في تحقيق الوئام فلزوم العدل أن تأخذ الحق لأصحابه قبل الشروع في عملية المصالحة.

الآن سنتغافل عن أن الحكومة هي التي من أوجدت الاتحاد الحر، مستفيدة بذلك من النزعات الانفصالية لدى بعض النقابيين، وسنبدو وكأننا نسينا أن الحكومة خالفت القانون وطيّعت نصوصه لصالح قيام الاتحاد الحر، وكيف أنها غضّت الطرف عن ضرورة توافر صفة «التشابه في المهنة» بين النقابات كشرط لازم لقيام الاتحاد في حدود كونه «قطاعياً» وليس «عامّاً». فالاتحاد الحر فسَّر نفسه بنفسه، وعرّفت أدبياته وألسنة أعضائه الهدف الذي جاء لتحقيقه، وهو مناكفة الاتحاد العام، وتشتيت جهوده وتشويه صورة قياداته، وصولاً إلى إضعاف العمل النقابي وتفتيته، وليس مشروعاً آخر.

ولا أدّل على ذلك مما تنضح به بيانات وتصريحات أعضاء الاتحاد الحر التي ملأت صفحات الصحف تخويناً وطعناً وتكذيباً للاتحاد العام وقياداته. وما يقابله من أدب جمّ وتركيز على الأولويات من قبل قيادات الاتحاد العام وترفّعهم عن الانشغال بسفاسف الأمور.

نحن والوزير اليوم بين مشروعين متضادين؛ الأول بقيادة الاتحاد العام وهو المشروع وطني متزن، ويسعى جهده لتعزيز القيم النقابية وصيانتها، وتحقيق أعلى درجات التضامن النقابي لتحصين القضايا العمالية وحمايتها، والثاني يعيش على تخريب المشروع الأول وإشغاله. لا أقول ذلك تحيّزاً أو عن ميل أو عصبية، إنما أجزم بأن كل منصف يحترم عقله ويقرأ الأمور بحقائقها لن يصل إلى خلاف النتيجة المذكورة.

إذا أراد وزير العمل أن يصالح بين الطرفين عليه أن يتنبّه أولاً أن هنالك ضيماً يجب أن يُرفع، وقع على قيادات الاتحاد العام، إساءةً وتشهيراً، لم يجد من الحكومة من يلجمه حتى الآن.

إقرأ أيضا لـ "محمود الجزيري"

العدد 4145 - السبت 11 يناير 2014م الموافق 10 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 8:52 ص

      قمة التناقض بين المقال والواقع

      نحن والوزير اليوم بين مشروعين متضادين؛ الأول بقيادة الاتحاد العام وهو المشروع وطني متزن؟؟؟ أين يوجد الأتزان اخي الكريم ؟؟؟ وأين المشروع الوطني؟؟؟

    • زائر 14 زائر 13 | 10:16 ص

      االى الزائر 13

      عاتبت صاحب المقال على قوله ان الاتحاد العام متزن و مشروع وطني فأين الاتزان و اين المشروع الوطني و الجواب عليك ان تقرأ المقال حيث ذكر :لأول بقيادة الاتحاد العام وهو المشروع وطني متزن، ويسعى جهده لتعزيز القيم النقابية وصيانتها، وتحقيق أعلى درجات التضامن النقابي لتحصين القضايا العمالية وحمايتها. ظ شفت اشلون ؟ مو ما يسمى بالاتحاد الجر المعتمد على التبعية و تأسيس الطائفية في العمل و الكذب و الدجل في الصحف و

    • زائر 12 | 4:59 ص

      كلام واقعي

      كلام واقعي وشفناه علي الواقع علما بان الاتحاد الحر ريموت كونترول عند الحكومة

    • زائر 11 | 1:38 ص

      ما يسمى بالإتحاد الحر أنشأته السلطة

      ما يسمى بالإتحاد الحر قد أنشأته السلطة و لا يمكن أن يخرج من عبائتها و أحضانهاز وهو على حساب العمال و مطالبهمزالتوقيع نقابي

    • زائر 10 | 1:34 ص

      يجب إلغاء ما يسمى بالاتحاد الحر

      يجب إلغاء ما يسمى بالاتحاد الحر لأن العمل و العمال ينبغي ان يبعد عنهم التجاذبات السياسية و يجب ان يتوحدوا تحت راية العمل و العمال فالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين هو صاحب السبق و صاحب القواعد العمالية العريضة و النضال الطويل ومعترف به لدى جميع المنظمات الدولية المعتمدة.

    • زائر 8 | 12:38 ص

      تغيير اسم الإتحاد الجديد

      الإتحاد الحر يذكرني دائما بالجيش الحر ومايرافقه من صور الخراب والتدمير ، يمكن اذا تغير المسمى تتغير النظرة السوداوية لهذا اللقيط أو أل(حجر عثرة في طريق المسلمين)

    • زائر 7 | 12:38 ص

      ارباك للشركات

      الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين هو ممثلنا كعمال و سمعت من مسؤلي بعض الشركات ان تأسيس ما يسمى الاتحاد الحر خلق لهم مشاكل ادارية من لزوم دعمهم و دعم نقاباتهم الصغيرة بل و لا تعتبر تقابة فكل ذلك اربك العمل الادراي في الشركات و كلفهم اعباء مالية وادارية وضياع وقت الاداريين وكلهم يتساءلون لماذا نتعامل مع اتحادين؟ و لماذا نشغل انفسنا مع نقابتين او ثلاث اليس الاجدى فقط نقابة واحدة للعمال في المنشاة الواحدة؟

    • زائر 6 | 12:33 ص

      اسئلة

      الاتحاد العام العام لنقابات عمال البحرين هو الممثل الشرعي لعمال البحرين بماله من قواعد عمالية عريضة و نضال عريق على الساحتين المحلية و الدولية .
      و فجأة تقوم الدولة بتأسيس او دعم إتحاد ثان لإرباك الحركة العمالية و اضعافها فصوت موحد للعمال غير صوتين متضادين و السؤال هل ستدعم الدولة اتحادا ثالثا لو حاولتت مجموعة عمالية تأسيس اتحاد ثالث؟

    • زائر 5 | 12:12 ص

      اصبت الحقيقة

      من النقاط المهمة في المقال:
      ولا أدّل على ذلك مما تنضح به بيانات وتصريحات أعضاء الاتحاد الحر التي ملأت صفحات الصحف تخويناً وطعناً وتكذيباً للاتحاد العام وقياداته. وما يقابله من أدب جمّ وتركيز على الأولويات من قبل قيادات الاتحاد العام وترفّعهم عن الانشغال بسفاسف الأمور.
      ----
      لقد أصبت الحقيقة بالفعل وهذا ما نلاحظة

    • زائر 4 | 11:55 م

      هذا هو الكلام المنصف

      منذ أيام و ارى كتابات التطبيل و اللف و الدوران و الاسائة لتلمع صورة ما يسمى بالاتحاد الحر على حساب الاتحاد الاصل و الممثل الشرعي لعمال البحرين الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين و لكن يأت هذا المقال و بكل صراحة كلاما منصفا .

    • زائر 3 | 11:42 م

      %100

      اقتطافا من المقال :
      نحن والوزير اليوم بين مشروعين متضادين؛ الأول بقيادة الاتحاد العام وهو المشروع وطني متزن، ويسعى جهده لتعزيز القيم النقابية وصيانتها، وتحقيق أعلى درجات التضامن النقابي لتحصين القضايا العمالية وحمايتها، والثاني يعيش على تخريب المشروع الأول وإشغاله. لا أقول ذلك تحيّزاً أو عن ميل أو عصبية، إنما أجزم بأن كل منصف يحترم عقله ويقرأ الأمور بحقائقها لن يصل إلى خلاف النتيجة المذكورة.
      ----
      كلام واقعي 100%

    • زائر 2 | 11:29 م

      --

      من روائع الكتابات التي كتبت في هذا الشأن لحد الآن . نعم كما ذكر الكاتب إنها دعوة خيرة من الوزير و لكنها غير عادلة.
      شكرا لك

    • زائر 1 | 10:40 م

      ولن يلجم

      فصلت واسهبت والقادم اسوء الحر ستقدم له كل التسهيلات وقدمت والنقابات سيضيف عليه الخناق والأمل معقود بسواعد المضحين من رجال ندروا انفسهم للوطن وليس لزيد وعبيد والسجود تحت أقدام الكبار ليرموا عليهم الفتات

اقرأ ايضاً