العدد 4176 - الثلثاء 11 فبراير 2014م الموافق 11 ربيع الثاني 1435هـ

فزاعة الحالة العراقية

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كتبت مخاطبة الرئيس الأميركي باراك أوباما إثر خطابه الأخير في الأمم المتحدة: «البحرين كانت هي العرض القادم عام 2011 وقد هيأتم مسرحها، وإن وصل عدد قتلى الانفجارات في العراق في شهرين اثنين فقط إلى 1857 هما شهرا يوليو وأغسطس العام الماضي، فإن نصف هذا العدد كافٍ لإشعال احتراب بحريني بحريني، وكأنكم لم تكتفوا»!

كلما تحدثنا عن إصلاح وضعنا بحقوق محقة، وبتحقيق مطالب شعبية ملحة، واستحقاقات مؤجلة، قالوا لا للتغيير، واضعين الحالة العراقية فزّاعة لنا، يلجأون إليها عندما يلوح في الأفق حديثٌ عن حوار وليس مصالحة. هل بالفعل نحن نتشابه مع الحالة العراقية؟ ومن أوصل العراق في الأساس إلى هذا الوضع؟ وإن كنتم تنادون بالوطنية، هل ستدفعون بالبلاد إلى مثل الذي يجري بالعراق انتقاماً من التغيير الذي تخافون أن يطالكم؟ وهل تضعون كفة التسويات بجانب كفة العنف والدماء وأنه لا تغيير، والحل هو البقاء على ما هو عليه، أو المصير العراقي هو المصير الذي ينتظرنا، فهل هذه رسالة تهديد للمطالبين أم تخويف للبقية؟.

الفزاعة وهي الهيكل الخشبي المصنوع على هيئة إنسان صنعها المزارعون القدماء لإخافة الطيور، ونجحت الحيلة ولقطها السياسيون والحكومات وبدأوا باستخدام الفزعات لإيهام وتخويف الناس من الاقتراب من الدعوات الجديدة التي تنتشلهم من واقعهم، ومن سياسات يستفيد منها أصحاب الفزاعات المختلفة باختلاف الموقف والاستخدام.

هنا في البحرين استخدموا فزّاعة إيران لتخويف أهل الداخل من التعاطف والوقوف مع مطالب المعارضة، ولأهل الخارج كانت الحالة العراقية هي الفزّاعة التي تجبر الآخرين بالدفع لتبني مواقفهم والتوقف عن مساندة المعارضة حتى لا يدفع بالبلاد إلى العنف الطائفي بالتشبه بالحالة العراقية.

من يصنع الحالة السياسية لأي بلد؟ ومن يدفع بالبلاد إلى النمو الزاهر أو التردي الشامل؟ أليس هو مقدار الوعي الشعبي ومسئولية أصحاب القرار؟ وإذا اتفق الطرفان على الخير فحتماً سيصدّان أي شر، وإن كان التخوف من حدوث أثر للتغيير سلباً، فالحكمة تشير إلى وضع أساسيات متفقة ومحمية بالقانون لاستبعاد كل ما يخشى منه كحدوث انشقاقات أو استئثار لطائفة دون الأخرى، فالوطن شعب وليس طائفة.

العراق ليس نموذجنا، فتاريخه السياسي ووضعه الاجتماعي وإثنياته وتقسيماته هي جميعها بخلاف الحالة البحرينية. وما الذي يجبر الذاكرة على استدعاء الحال السيء، وتصويره بأنه المصير الحتمي الذي لا شريك له، وما هو الضير من استدعاء النموذج الأمثل كالنموذج الايرلندي إذ ليست الحالات على حد سواء.

الفريق الذي يعتاش على هذا الواقع لديه غاية، ووسيلته هي استثمار جميع إمكانياته، والفرص المتاحة ليطيل أمد مصالحه واستفادته، والفزاعة العراقية هي إحدى وسائله التي تلبي كل تطلعاته ليستحوذ على المزيد. هو الهروب الذي لا يفضي لأية مواجهة، وليس فيه أدنى تحمل للمسئولية. إنه الضجيج الذي يأتي بمقدار الخوف، والإفلاس الذي بات لهؤلاء موضوعاً وعنواناً.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4176 - الثلثاء 11 فبراير 2014م الموافق 11 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:55 م

      انا عراقي يتبع

      المصورة التي تبين مدى صبر الحكومة العراقية على عصابات تحمل مختلف انواع الاسلحة وكانت تصدر لابناء بغداد والوسط السيارات المفخخة لقتل الابرياء وهي في نفس الوقت تسب اكبر مكون في العراق باقبح السب ؟ لقد تجاوز العرب كل الحدود في كذبهم وزيفهم و اقسم بالله ما راينا الحرية الا بعد سقوط الطاغية ولولا السقوط لما عرفتم شخصا اسمه علي جاسب هنا حيث حرم علينا الطاغية حتى الانترنت .
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 6 | 6:40 م

      انا عراقي

      انا عراقي من البصرة واعرف بلادي جيدا , والله كان طاغية العراق يقتل ضعف هذا العدد سنويا باعدامات لا تستمر الا خمس دقائق وبالجملة ولكم في 42 كاسبا شاهد قوي تجدونها في اليوتوب , العراق اليوم يرفل بالحرية اما من يقوم بالارهاب فهم عصابات القاعدة والطائفيون الذين لايريدون الا ان يحكمو البلد دون اية مشاركة من الاكثرية الا ان يكونو خدما و فراشين ولعل جرائم الارهابيين في الفلوجة والرمادي هي اكبر شاهد على ديمقراطية الحكومة الان والا فاي حكومة تقبل بعصابات تعلن انها القاعدة وداعش وبالصور والافلام يتبع

    • زائر 4 | 2:59 ص

      المفزوع والمفجازع لكن فزاع وداعم أو جمع مال للإرهاب!

      ليس بسر لكن يقال بات كما أظلم من بدأ بالإعتداء على الناس فلذا يقال أن الأمريكان فزوعون أو خائفون لكن الحمية الجاهليه فزعه ومفازعة الظالم على المظلوم! وهنا في البحرين قد لا يقال نصروا المظلوم وإنما إزدادو بطشا وتنكيلا! وهذا ما لا يوفق عليه عاقل اليس كذلك؟ فهل من فازع أو عاون أو ساند الإرهاب في العراق أو في سوريا بعيدا عن طائلة القانون الدولي؟

    • زائر 3 | 2:42 ص

      كلام

      كلام منطقي ومقارنة صحيحة يستعملها شارع الموالاة للهروب اما للخلف أوالامام وهي فزاعة الامن العراقي وذلك خوفاً من التغيير الذي أصبح لامحاله اليه.

    • زائر 1 | 10:35 م

      ولماذا نصل للحالة العراقية والحل بسيط هو تفعيل المواطنة الحقة

      تنكر للثوابت وللمبادىء الدين الحقة قلوب ملئت حقدا وقيحا على المختلفين معهم مذهبيا ولماذا نصل للحالة العراقية وظروفنا ووضعنا غير كفى مزايدات وسنظل في الساحات حتى تحقيق العدالة

اقرأ ايضاً