العدد 4205 - الأربعاء 12 مارس 2014م الموافق 11 جمادى الأولى 1435هـ

ضاع الحوار!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

في غمرة التطورات الأمنية التي تشهدها البلاد، بعد الحادثة التي أوقعت ثلاثة ضحايا من رجال الأمن، وما تلاها من تضييق الخناق على الحراك السياسي بشكل أكبر من السابق، يبدو أن الحديث عن الحوار الوطني الذي بشّر به سمو ولي العهد منذ منتصف يناير/ كانون الثاني من العام أصبح نسياً منسياً!

الحديث اليوم ساخنٌ حول نقاط التفتيش التي تواجه المواطنين منذ الصباح الباكر وحتى شروق اليوم الثاني، والتي تخلّف وراءها طوابير لها أول بلا آخر، وتزيد الازدحامات المتفاقمة أصلاً بسبب تكدّس الناس فوق بعضهم البعض، في بلدٍ محدود الموارد وكثير الأزمات.

ورغم ذلك، فإن البحرينيين كعادتهم، لا يفقدون ابتساماتهم حتى في أقسى الظروف وأحلكها، فيحاولون أن يحوّلوا هذه الازدحامات عند النقاط الأمنية إلى نقاط تلاقٍ ومودة، يرسمون من خلالها ولو قليلاً من التفاؤل في لوحة الحزن التي لم تفارق هذا الوطن على مدى سنوات!

إذن، الحديث اليوم يزداد حول حملات الاعتقالات والمداهمات الليلية والصباحية التي تطال المنازل، والتي تفتقر الكثير منها للمعايير القانونية في الضبط والتفتيش وغياب أوامر القبض، ولعل قصص المداهمات اليومية باتت أشبه بالإفطار اليومي الذي يتناوله الإنسان في صباحه الباكر. الحوادث أغلبها لا تختلف من حيث السرد، ما يختلف فقط هو المكان وعدد البيوت التي تمت مداهمتها، والأشخاص المقبوض عليهم.

الحديث الآن، مستمرٌ حول انتهاكات حقوق الإنسان التي لم تتوقف لا قبل تقرير بسيوني الذي كشف الكثير من الفظائع، ولا بعده. هذه الانتهاكات التي باتت حدثاً معتاداً، أدمن البحرينيون على مشاهدة تفاصيله.

الحديث اليوم، الذي يدور بين الناس، هو حول التفجيرات والعبوات الناسفة التي يتم اكتشافها، وحول الخلايا الإرهابية التي تُضبط، وحول المخططات التي تأتينا وتصدر لنا من الخارج، فيشتغل الناس بين مصدّق ومشكّك في تفاصيلها، ولكنها في جميع الأحوال تبقى حدثاً يأخذ حيّزاً من حديث البحرينيين واهتماماتهم.

الحديث اليوم يدور حول «المارد» الذي يقال أنه استطاع أن يخرج 450 ألف مواطن في اعتصامات لم يتأخر عنها حتى الرضع والعجزة والمسلمون بمختلف طوائفهم، وغير المسلمين بمختلف أديانهم، ولكنه اليوم عاجزٌ عن إخراج 1 بالمئة مما يقال أنه أخرجهم، على الرغم من حدّة خطابه ما تزال على وتيرتها التي تشعل النار في الحطب وتباعد أكثر مما تقرب!

الحديث اليوم، يدور حول كل هذه الأمور، ولكن لا أحد يتحدّث أبداً عن وجود أية تطورات في الحوار. لا أحد يقول أن الأطراف المعنية تقابلت وتناقشت وتباحثت سبل الخروج من هذه الأزمة التي عصفت بالبلاد. ولا وجود لمؤشر جدي واضح على أن هناك حواراً ما يجري في البحرين، على الرغم من الحديث اليومي المستمر عن أهمية الحوار، وأنه خيار استراتيجي، وأنه قدر البحرينيين الذي لا يمكن الفرار منه.

للمرة الثالثة نقول، يبدو أنه ضاع الحوار، ولعل الخير يأتي في الكلاكيت الرابع!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4205 - الأربعاء 12 مارس 2014م الموافق 11 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:01 ص

      لو كانت هناك نية للحوار صادقة لما ضاع

      و لكن ما يطرح بين فترة و أخرى هي مسكنات للرأي العام ليس إلا.

    • زائر 6 | 5:26 ص

      غلطان الحوار لم يغب

      كل يوم نتحاور مع المدرعات ومسيلات الدموع والطاولات منصوبة على كل باب قرية والجماعة قاعدين يبون بس احد يتقدم للحوار شوي ويعلو صوت المتحاورين وينقل عل الهواء مباشرة ، حتى الأكل والشرب يصل لهم على طاولة الحوار عل باب القرى وين الحوار غاب كل يوم وكل ليلة حوار . غلطان يا ولدي فيه حوار ولكن من نوع اخر وهو اسكت لا اراويك العين الحمرا .

    • زائر 5 | 12:57 ص

      الحوار ولجان التحقيق هي للتهرّب من الاستحقاقات فقط وفقط وفقط

      اذا اطلقت كلمة حوار فتيقن ان الموضوع للتهرّب من حقوق الشعب كما يحصل ويتكرّر اذا قيل ان الموضوع الفلاني حوّل على لجنة تحقيق فثق وتيقّن ان الموضوع سيقبر ويدفن
      كلمتا الحوار واللجان كلمتان اصبحتا ممجوجتان لدى الشعب

    • زائر 4 | 12:43 ص

      للاسف صدقتوون ان في حوار !!

    • زائر 3 | 12:27 ص

      لا كلاكيت رابع ولا عاشر

      هذا حوار طرشان، البلد تعصفه أزمة على كل المستويات الإجتماعية والاقتصادية و التعليمية و.. ، وما يسمى بالحوار مكانك سر، البلد مقسوم وسمعة البلد في الحضيض على كل المستويات ونحن البحرينيين لا نعلم آخرتها ، يقال نحن بانتظار طبخة خارجية او بانتظار ان تتعقل المعارضة أو تقتنع الحكومة بأن حل المشكلة من مصالحها ونحن ضايعين في الطوشة، السؤال الحكومة مفلسة ماعندها حل حتى ما تزعل الشقيقة الكبرى و المعارضة راكبة رأسها وما تبدع شئ يحرك المياه الراكدة، السياسة تحتاج شجاعة لكن وينكم يا شجعان!

    • زائر 2 | 11:37 م

      تلك هي (الغيبة) ذكر الآخر بما يكره وهو غائب = الحوار غائب فلماذا الحديث عنه

      حين يتم الحديث عن شخص بانتقاص وهو غير موجود يعتبر في علم الاخلاق الدينية (غيبة) وهي ذكر اخاك بما يكره في غيابه.
      لذلك شعب البحرين لا يحبّ الغيبة ولا يحبذها ولا يرضى ان يغتاب كلمة الحوار وهي غير موجودة فيفضل السكوت عنها

    • زائر 1 | 10:41 م

      لاحوار حتى يتم القضاء على الحراك

      الدولة تسير بمنهجية واضحة لتفكيك الحراك ونحن لازلنا على وضعنا السلمي الذي يجب أن يتتطور بدل ردات الفعل نقول الحراك في خطر وجب أن ننتقل إلى خطوات عملية سلمية لإجبار الحكم والحكومة على الجلوس للطاولة كما عملها الاتحاد الحر واقول ليتم عمل استفتاء بين المعارضة على حق تحقيق المصير

اقرأ ايضاً