العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ

على هامش زيارة باكستان

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وفد كبير يصاحب جلالة الملك في زيارته إلى باكستان التي بدأت أمس الثلثاء (18 مارس/ آذار 2014)، والتي تأتي ضمن الانفتاح البحريني على دول الشرق، بعد زيارة العاهل إلى اليابان والصين والهند في الفترة الأخيرة... ومن الواضح من تكوين الوفد أهمية الزيارة بالنسبة إلى الجانبين، ولاسيما أن نحو 100 ألف باكستاني يعيشون ويعملون في البحرين في مختلف القطاعات، منها الأمنية والاحترافية والمهنية وصولاً إلى العمالة غير الماهرة، فباكستان التي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة تعتبر مخزوناً بشريّاً كبيراً جداً، وإحدى الاتفاقيات التي تم توقيعها لها علاقة بتنظيم هذا الجانب.

لدى وصول الطائرة التي أقلَّت الوفد الصحافي مع عدد من المسئولين إلى أحد المطارات العسكرية في إسلام أباد يوم أمس، كان هناك متَّسع من الوقت دار فيه نقاش أثاره أحد الإخوة البحرينيين بشأن مدى أهمية الديمقراطية، وما إذا كانت تناسب بلداننا، وشارك في النقاش بعض الإخوة الباكستانيين أيضاً.

وكانت هناك وجهتا نظر تم التطرق إليهما، الأولى هي أن الديمقراطية في بلداننا الشرقية فاشلة ولا تناسبنا، ولو نظرنا إلى الهند الديمقراطية وقارناها بالصين ذات الحزب الواحد فسنجد كيف تطوَّرت الصين اقتصاديّاً وتقدمت على الهند في مختلف المجالات، رغم أن البلدين حصلا على استقلالهما في الفترة نفسها بعد الحرب العالمية الثانية.

كما أن سنغافورة تطوّرت لأن شخصاً واحداً اسمه لي كوان يو، كان مستنيراً ومتفرداً برأيه واستطاع أن يسير ببلاده نحو التطور والتقدم الذي نشهده، وكيف أن كوريا الجنوبية تطوّرت على يد العسكر أولاً قبل أن تصل إليها الديمقراطية.

بلا شك إنني ضد هذه الفكرة، ولكن أحد الإخوة الباكستانيين أجاب بلباقة بأن دكتاتورية الرأي الواحد قد تنجح «مؤقتاً» في بلد متجانس بشكل رئيسي من إثنية واحدة، كما هو الحال في البلدان التي تطوَّرت، لكن بمجرد أن تتطور تلك البلاد وتنمو فإن شعبها يتجه نحو الديمقراطية كما حدث في كوريا وسيحدث في البلدان الأخرى، وذلك لأن كل البشر يسعون إلى التمكين الذاتي في حياتهم.

أما الهند فكانت قبل الاستقلال تتكوَّن من أكثر من 400 مملكة وإمارة ولها لغات وثقافات مختلفة، ولو طبّقت عليها حكومة الرأي الواحد فمعنى ذلك أن ثقافة واحدة ستطغى وستحرم الباقي، ولأنها ديمقراطية فإنها استمرت كبلد واحد ضمن سيادة واحدة.

أما باكستان التي انفصلت عن الهند فإن العسكر تسلموها وطبّقوا سياسة الرأي الواحد عليها، وكانت النتيجة أن انقسمت باكستان وخرجت منها بنغلاديش التي وجدت أنها محرومة من المشاركة المتساوية في الحكم، ولم تهدأ الأمور فيها إلا بعد الاعتراف بتنوُّع الآراء بين مكوناتها، وتنظيم ذلك ضمن نظام تعددي. لم أستطع سوى أن أشكره على رده الشافي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4211 - الثلثاء 18 مارس 2014م الموافق 17 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 4:46 ص

      الديمقراطية

      لا يوجد شي اسمة ديمقراطية ؟، هناك شي اسمة شورى

    • زائر 8 | 2:14 ص

      أبوعلاء

      تداول يوم أمس برودكاست عبر وسائل التواصل يقال إنه بيان شديد اللهجة وجه بمناسبة هذه الزيارة مفاده بأن الشعب الباكستاني يتبرأ من أعمال من يجلبون من باكستان للعمل في الأجهزة الأمنية وتطرق إلى أمور أخرى. السؤال بما أنك موجود يا دكتور ضمن وفد الزيارة فهل وصلكم علم بهذا البيان؟

    • زائر 7 | 1:47 ص

      جدلية حاضرة في الدراسات العليا

      هذه جدلية حاضرة للمناقشة في الدراسات العليا في مجالات التنمية
      هل الديمقراطية تحقق النمو والتطور ( أميركا مثالا)
      أما هل الدكتاتورية تحقق النمو والتطور ( الصين مثالا)
      وكتبت كثير من المقالات الجدلية والفلسفية في هذا الشأن
      رومانيا بعد ما تم تحويلها على الاقتصاد والسياسة الغربية الرأسمالية زاد العجز والفساد واليونان مثالا آخر
      وإذا نبحث أكثر تنكشف الحقيقة وهي النمو يتحقق بوجود دولة عادلة

    • زائر 4 | 1:03 ص

      العقل زين

      لو ان كل فرد من المجتمع البحريني استخدم عقله قبل عاطفته كان الوضع غير الذي نعيشه في ضلال من الطرفين الحكومة و الحكماء

    • زائر 2 | 10:50 م

      في كل الاحوال صعبة في الوطن العربي

      إن كان حزب يحكم او حزبين عندنا فهناك المتمصلحين الذين يؤلمهم العدل الذي يشمل الجميع .

اقرأ ايضاً