العدد 4216 - الأحد 23 مارس 2014م الموافق 22 جمادى الأولى 1435هـ

قمة الضياع العربي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نشر أحد المواقع الإلكترونية العربية تقريراً له (بمناسبة تأسيس الجامعة العربية في 22 مارس/ آذار 1945) تحت عنوان «69 عاماً على تأسيس الجامعة العربية، 33 قمة و9 قمم طارئة، أكثر من 300 قرار، أغلبها بخصوص إسرائيل لكنها مجرد حبر على ورق»... ولعلَّ هذا العنوان يلخص الشعور العام لدى المواطن العربي مع انعقاد القمة العربية الـ25 يوم الثلثاء و25 و26 مارس 2014، في الكويت.

الجامعة العربية تمثـِّل 22 دولة، ويبلغ عدد المواطنين في جميع الدول العربية نحو 370 مليون نسمة، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية نحو 2.7 تريليون دولار (وهو قريب من الناتج المحلي الإجمالي في فرنسا)، ويبلغ متوسط دخل المواطن العربي نحو 18 ألف دولار. غير أن هذه الأرقام خادعة، إذ إن أعلى دخل للفرد يتوفر لمواطني قطر والذي يبلغ أكثر من 100 ألف دولار في السنة، بينما يبلغ معدل دخل الفرد في الصومال نحو 600 دولار فقط. إضافة إلى ذلك، فإنه لا توجد قضايا عربية مشتركة على أرض الواقع تربط بين المواطن الجيبوتي بمواطن في جزر القمر أو المغرب أو سورية أو السعودية.

العمل العربي من خلال الجامعة العربية مشلول بالكامل، إذ إن لكل دولة عضو صوتاً واحداً في مجلس الجامعة، وجميع القرارات يجب أن تؤخذ بالإجماع، وفي نهاية الأمر ليست هناك آليات لتحقيق الالتزام بها، كما أن النزاع لا يمكن حله من خلال الجامعة، والاجتماعات الوحيدة التي حصل شبه اتفاق كامل بين الحكومات العربية فيها ارتبطت بوزراء الداخلية في العام 1998 وبوزراء الإعلام في 2008، والقضية المشتركة بين هذه القرارات هي تضييق الخناق على ما تبقى من المواطن العربي.

القمة العربية تنعقد بعد عواصف الربيع العربي، ومع اشتعال حرب طائفية بالوكالة في عدة مناطق واقعة تحت سيادة الدول العربية، وفي الوقت الذي يزداد الضياع بالنسبة للفرص المتاحة للشباب العربي. فالمنظمات الدولية والمتخصصة تتحدث عن وجود نحو 17 مليون عاطل في البلدان العربية، وهناك إحصاءات مختلفة بعضها يتحدث عن أرقام مخيفة ربما تصل إلى 50 مليون عاطل في العام 2020. وكان البنك الدولي - بحسب تقارير صحافية - قد تحدَّث عن حاجة الدول العربية لخلق 100 مليون وظيفة في العام 2025، وذلك فقط للمحافظة على مستويات البطالة الحالية، ومنعها من الارتفاع.

وبينما تضيع مسيرة العمل العربي على مستوى الحبر والورق، فإن الصراعات الجاهلية المشتعلة على أساس الأحقاد الطائفية والإثنية كفيلة بتوفير فرص عمل للشباب للانخراط في صناعة الموت والدمار التي يتم تمويلها بسخاء من عوائد النفط لتدمير ما يتبقى من معالم العمران والحياة. إن القمة العربية تمثل قمة الضياع العربي في زمن لا يرحم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4216 - الأحد 23 مارس 2014م الموافق 22 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 5:16 ص

      مساكين يا شعوب العرب

      أختلف مع من يقول بأن الشعب الفلسطيني هو من ضيّع فلسطين ببيع أراضيه ومشاركته في القتل خارج فلسطين, علينا أن نبحث عن أساس المشكله وحتما بيقين وبدون شك "الحكام" نعم الحكام العرب هم من باع فلسطين وهم من ضيقوا الخناق على شعوبهم وهم من أوصلنا إلى ما نحن عليه من تشرذم وإختلاف و و و إلخ.
      الحكام العرب يرون في إختلاف الشعوب بقاء كراسيهم ومناصبهم ولهذا نحن مكانك ريوس!

    • زائر 9 | 4:11 ص

      فكروا فى السبب

      سبب تفرق العرب يا دكتور منصور هم الاخوان وليس أحد غيرهم وان كان السلفيون يشاركونهم أحيانا .

    • زائر 8 | 3:37 ص

      الاتفاق

      ما يميز اجتماعات القمة العربية هو اجتماعات وزراء الداخلية وما ينتج عنها لتضييق الخناق ع المواطن العربي وسلب ما تبقى من الحرية ومصادرة الكلمة.

    • زائر 6 | 1:31 ص

      فلوس واموال تبذر على الفاضي

      ماذا حصلت الشعوب العربية من هذه القمم؟ صفر صفر صفر

    • زائر 5 | 1:19 ص

      مختصر مفيد

      يادكتور هدا حال الدنيا اذا حكمت من قبل ناس ماتعرف كيف تحكم وامير المؤمنين علي (ع) ليس متربعا ف قلوبها .

    • زائر 4 | 1:00 ص

      إذا عرف السبب بطل العجب

      نخشى أن نقول السبب الحقيقي لتشرذم العرب وتشتت شملهم وضياعهم فيزعل ويغضب علينا الكثير من الناس ولكنها الحقيقة المرة التي لا بد من معرفتها والتي اصابت الأمة العربية والإسلامية منذ صدر الإسلام الأول ومن بعدها لم تقم للأمة قائمة وجرت عليها النكبات والنكسات والويلات والمصائب.

    • زائر 3 | 12:57 ص

      ضاع حق المواطنين فضاعت الجامعة

      ضاعت البوصلة لان الجامعة تجمع انظمة متمسكة بكراسيها و ليس تجمع مواطنين و هذا ينطبق ايضا على مجلس التعاون

    • زائر 2 | 11:42 م

      قمة الضياع العربي

      أفضل توصيف لواقع ويشكل تشخيص للحالة العربيةالضائعة في ملفات الخلافات والمصالح الضيقة
      كالعادة العرب يغردون خارج السرب ومتى الاجتماعات العربية توصلت الى مخرجات مفيدة،التخبط صفة تميز الاجتماعات العربية
      عندما احرق الصهاينة لم تنام "جولدمائير" كانت تحزم امتعتها للهروب بيدأن العرب خيبوا ضنها
      هكذا نحن صراخنا يعلوا القمم بيد أننا غير قادرين على توفير منجز تاريخي يعود الينا المجد الذي صنعه جيش "محمد" "ص"

    • زائر 1 | 11:09 م

      وجهة نظر ..على غرار ما حصل في جنوب افريقيا

      معظم الفلسطنيون باعوا اراضيهم للأسرائيلين
      ومعظم الأنظمة المجاورة والعربية لديها معاهدات واتفاقيات مع اسرائيل
      خلاص قبلوا بالأمر الواقع وعقدوا اتفاقيات سلام ابدي وفكونه من بعبع اسرائيل
      والله ساعات تراها ارحم من الأنظمة العربية والمسلمة .
      الجماعات الجهادية في فلسطين تجمع فلوس من الدولة يعني كنز
      والفلسطنين الذين فجروا في العراق أكثر مما فجروا في اسرائيل
      هم باعوا ارضهم احنا ندفع الفاتورة ليش !
      اغلب الدول العربية محتلة بعضها !
      فكروا ولا تتحسسوا

    • زائر 7 زائر 1 | 1:41 ص

      الدنيا دواره

      كلامك عين الصواب...... وبعض الفلسطينيين صاروا اثرياء ومليونيريه وبعد ما كنا احنا نقدم لهم المساعدات , صاروا هم رجال اعمال واحنا اللي نشتغل عندهم في بلداننا وبعض الدول الاوربيه

اقرأ ايضاً