العدد 4232 - الثلثاء 08 أبريل 2014م الموافق 08 جمادى الآخرة 1435هـ

وحدة التيار الديمقراطي خيار أم ضرورة (1)

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يوم السبت الماضي نظمت جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي ورشة عمل عن وحدة التيار الديمقراطي تحت عنوان: «وحدة التيار الديمقراطي... ضرورة ملحة»، حضرتها إلى جانب المنبر التقدمي، جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وجمعية التجمع القومي، وعدد من الشخصيات الديمقراطية والتقدمية.

الورشة كانت تهدف بشكل أساسي إلى إعادة طرح مشروع تكوين تكتل ديمقراطي تقدمي، وبناء تحالف أكثر صلابة بين الجمعيات التقدمية الثلاث.

هذا المشروع ليس جديداً حيث كانت هناك محاولات سابقة منذ تأسيس الجمعيات السياسية في البحرين بشكل علني، بعد سنوات قضتها في العمل السري، وعلى رغم صدق النوايا، فإن تشكيل هذا التكتل لم يكتب له أن يرى النور حتى الآن؛ للعديد من الأسباب، سواء المتصلة بالخلافات الأيديولوجية أو أساليب العمل أو حتى الخلافات الشخصية.

القائمون على تنظيم الورشة أكدوا أن مثل هذا التكتل تفرضه الأجواء السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن، وخصوصاً مع انقسام المجتمع بشكل عمودي بين طائفتين، ويرون أن القوى الديمقراطية «العابرة للطوائف» هي الوحيدة القادرة على طرح برنامج تصالحي يعيد اللحمة الوطنية إلى سابق عهدها. كما يؤكدون أن هذا التكتل لن يكون في مقابل أو في مواجهة تحالفات قائمة في الوقت الراهن، وخصوصاً تحالف القوى الديمقراطية مع جمعية الوفاق الإسلامية.

لا يخفى على أحد ما يلاقيه تحالف القوى الوطنية الديمقراطية مع «الوفاق» من انتقادات شتى حتى وصل الأمر إلى قول البعض إن هذا التحالف مبني على انتهازية فظة سواء من «الوفاق» أو الجمعيات الديمقراطية، وذلك ما خلف عدداً من الاستقالات بين صفوف هذه الجمعيات، ومع ذلك يمكن القول إن القيادات السياسية في الجمعيات الديمقراطية ترى في هذا التحالف في الوقت الراهن ضرورة تاريخية لا يمكن المساومة عليه، وخصوصاً أنه من أجل تحقيق مطالب شعبية تجمع عليها الأغلبية السياسية في البلد.

جمعية المنبر التقدمي بدأت من خلال هذه الورشة بخطوة صحيحة، وتم الاتفاق على أن تستمر مثل هذه اللقاءات، سواءً على مستوى قيادات الجمعيات الثلاث أو على مستوى كوادر كل جمعية على حدة، أو على مستوى المستقلين من الشخصيات الديمقراطية والتقدمية واليسارية الذين يهمهم أن يروا على الساحة تياراً تقدميّاً فاعلاً يمتلك من الإمكانيات الفكرية والبشرية ما يجعله رقماً صعباً في المعادلة السياسية لا يمكن لا للسلطة أو القوى الوطنية المعارضة تجاهله أو التقليل من شأنه.

بالطبع هناك العديد من التحديات التي يواجهها تشكيل مثل هذا التيار وخصوصاً في الظروف الحالية، لكن هذه الظروف هي نفسها التي تجعل من وحدة التيار التقدمي ضرورة ملحة، فلا خيار آخر غير المزيد من التفتت والضعف.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4232 - الثلثاء 08 أبريل 2014م الموافق 08 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:24 ص

      المستقلين

      فعلا هناك كثير من المستقلين الوطنيين و التابعين لهصا التيار من هم لديهم حكنه سياسية بحته و ابتعدوا لاسباب شتى يجب ان يقوموا بدورهم اتجاه هذا الوطن لحاجته بخدماتهم و بجب البدء في تيار هكذا تحت شروط مستقله وليست تابعه لجمعيات ديمقراطية ما

    • زائر 9 | 6:23 ص

      مقال

      مقال يحكي واقع التشرذم وعدم توافق الجمعيات المعارضة ولكن ليس بمستحيل ع القوي السياسية ف توحيد تيارها ومن ثم مطالبها تجاه السلطة.

    • زائر 8 | 6:18 ص

      القيادة

      الجميع يريد ان يمسك قمه الهرم .. هذا هو سبب فشل توحيد هذا التيار على الرغم من الاجتماعات السرية التي كان يقوم بها بعض افراد هذا التيار في فترة التسعينات الحرجة .. و أعتقد ان استمرار بسبب استمرار وجود سخصيات مازالت تحب الوصول لقمة الهرم او حتى عدم تحريك يديها من فوقه سيفشل اي فكرة قادمه لتوحيد التيار .. يكفي مانراه في داخل الجمعيات الديمقراطية نفسها دون سواء .. فاين صار شباب وعد مثلا !

    • زائر 7 | 6:11 ص

      تجدد دعوات الوحده

      توحيد التيار الديمقراطي كان هناك تحركات حقيقية حدثت في التسعينات من تجل ذلك الى ان رجع الاخوان المخجرين انذاك الذين رفضوا هذه الفكرة من الاساس و من هم في هذه التيارات من زمن طويل يعلمون من هم الذين تسببوا بذلك. . يجب توحيد هذا التيار

    • زائر 6 | 6:03 ص

      الحل في العلمانية والدولة المدنية لا للتخندق الطائفي ولا لرجال الدين في السياسة

      وحدة التيار الديمقراطي هو ضرورة وخيار في آن واحد والضرورة تفرضها الحالة الأجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد من استقطاب طائفي وتخندق مذهبي على حساب الوطن والمواطنة ، قوى اليسار والديمقراطية لابد لها من الأستقلال عن الحراك الطائفي الذي تمر به بلادنا تحت مظلة شعار وطني تحتمه المرحلة وهو الحل هي العلمانية على قاعدة المواطنة في اطار دولة مدنية هذا اذا كانوا صادقين في نضالهم ضمن اليسار والتقدم والديمقراطية ، التحالف القائم الآن هو انتهازية وديكور للحراك الطائفي ممثل بالوفاق والفاتح وأخواتهما

    • زائر 5 | 5:33 ص

      أية خلافات أيديولوجية

      أنها خلافات شخصية بحته لا علاقات لها بالأيديولجيا الفكرية لو كانت كذلك لما كانت هناك خلافات ...عقول لم تنضج أو تطور منذ حقبة السبعينيات مرهونة ببنيتها الفكرية والانتهازية المتخلفة وهي التي كانت سبباً في جر التيار الوطني الديمقراطي إلى مزابل الطائفية والانتحار... سلوك البحث عن جماهير مفقودة بأي ثمن ليس له علاقة بالتقدمية والديمقراطية والثقافة الإنسانية الواعي...انها سلوكيات طفولية لعقليات اصابها الهرم والتخريف ..مع التحية

    • زائر 4 | 5:22 ص

      وحدة التيار ات ممكن .

      وحدة التيارات ممكنه اذا وضع في الحسبان الصالح العام من قبل جميع التيارات الموجودة على الساحة . وليس الامر بالمستحيل فهذا نيلسون منديلا خير شاهد على ما أقول .

    • زائر 2 | 4:45 ص

      أغلبية سياسية؟؟

      من وين لك بهذا المصطلح المتعالي ؟؟ اخي الكريم لا وجود لهكذا مصطلح في الكون ، الا اذا كان الهدف الترويج لمجموعة الدكاكين الى خبرك

    • زائر 1 | 11:18 م

      لا أرى مكاناً للجمعيات السياسية في هذا التيار!

      الجمعيات السياسية البوم لا يمكن ان يكون لها مكاناً في تيار ديمقراطي وطني ، من تجربة مررت بها في تكوين تيار شبيه يهدف فيما يهدف الى مواجهة إستعار الطائفية والتطرف ، قامت عليه جمعيات سياسية كانت تضع رجلا هنا والرجل الاخرى هناك!! أي مع التيار ومع قوى التطرف الطائفي !!التجربة سقطت ولم تحقق أي تقدم !! هذا الدور يجب ان يتبناه مستقلين ،ثم يحشدون له قاعدة شعبية ،ثم ينضم إليه القوى السياسية الوطنية التقدمية والمؤمنة حقاً بالديمقراطية ،ولكن بشروط التيار وليس بشروطها !!

اقرأ ايضاً