العدد 4284 - الجمعة 30 مايو 2014م الموافق 01 شعبان 1435هـ

حملة التشويه «الفاسدة»

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو أن الحملة الإعلامية التي يتم شنّها في الوقت الراهن على القوى الوطنية المعارضة بهدف التشكيك في موقفها وزرع الفتنة بين صفوفها، وخلق حالة من البلبلة في الشارع المعارض، قد تم وضع خطتها قبل فترة غير قصيرة، ولكن توقيت إطلاقها جاء بشكل متعمد، بحيث تسبق الانتخابات النيابية المقبلة لكي يكون وقعها أكثر تأثيراً.

هذه الحملة أطلقت تحت شعار «العِيار اللي ميصيبش يدوِش»، بسبب أن من أطلقها يعرف تماماً أنه لن يصيب شيئاً أو يحقق ولو جزءاً بسيطاً من ما يخطط له من ضرب وحدة المعارضة.

لقد بدأت الحملة بتسريبات مجهولة المصدر حول تسوية أو صفقة يتم الإعداد لها في الخفاء بين السلطة وجمعية الوفاق، بحيث تحصل الوفاق على عدد من الحقائب الوزارية، بالإضافة لتعديل الدوائر الانتخابية بما يضمن حصول الوفاق على أغلبية برلمانية، مع إضافة تحليلات تصب في مجرى تخوين الوفاق، واتهامها بالانتهازية.

الحملة تواصلت مع فبركة تصريحات للنائب السابق مطر مطر في الكونغرس الأميركي، تشير إلى أن مطر صرح أمام الكونغرس الأميركي بأن «الوفاق ستشارك في الانتخابات المقبلة، وستكون في التشكيلة الحكومية القادمة» مع نشر صورة قديمة له ليس لها علاقة بالاجتماع الأخير في الكونغرس.

وعلى الرغم من النفي القاطع للأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان لهذا الأمر، وتأكيده أن «لا مشاركة في أي انتخابات قادمة قبل إصلاح جذري يجعل من الشعب مصدراً للسلطات جميعاً»، إلا أن آلة التزوير، يجب أن تدور، وأن تحرف وتشكك، فجاء الرد على ذلك بأن الشيخ علي سلمان لم ينفِ المشاركة في البرلمان، وأنه صمت عن المشاركة في الحكومة!

ولأن الحملة يجب أن تستمر بشكل يومي، ولا يوجد ما يمكن إضافته دون اللجوء للكذب والافتراء، تم فبركة خبر حول نية الأمين العام للمنبر التقدمي عبدالنبي سلمان حول نيته لترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة، وأنه «أبلغ عدداً من أعضاء الجمعية رغبته الأكيدة وإصراره على المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة».

عبدالنبي سلمان لم يسكت على هذا الخبر الكاذب، ولأنه يعرف تماماً أن ردَّه لن ينشر في الصحيفة نفسها شنَّ هجوماً كاسحاً على حسابه في «تويتر» ينفي فيه هذا الخبر جملة وتفصيلاً (لا يمكن نشره نصاً، ويمكن لمن يريد الاطلاع عليه الرجوع لموقع الأمين العام لمنبر التقدمي في تويتر) جاء فيه «تذكرت حجم الكذب والتدليس الذي يتعرض له شعبنا ظلماً كل يوم».

إن أصغر طفل في شارع المعارضة يعرف تماماً ما هو معنى أن يكون «الشعب مصدراً للسلطات جميعاً» وما هو الإصلاح أو المطالب التي يريد تحقيقها، والتي ليس من بينها تعيين وزراء من الوفاق أو غيرها من الجمعيات السياسية المعارضة، مثل ذلك يمكن أن يشكل لغطاً في شارع آخر، كما أن الجمعيات السياسية أعلنت عن موقفها بشكل جماعي، وهو ما ستعلن عنه «اليوم» في مؤتمرها الصحافي، لا للمشاركة في الانتخابات، دون إصلاح حقيقي، يرضى عنه من سقط شهيداً لأجل مستقبل أفضل للبحرين.

إن حملة التشويه والكذب لا يمكن أن تنطلي على أحد، ويبدو أن «العيار» ليس فقط لم يُصب أو «يدوش» أحداً ولكنه كان «فاسداً».

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4284 - الجمعة 30 مايو 2014م الموافق 01 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 12:25 م

      يا محاري

      لو كانت الحملة من الصحف الصفراء لسكت الجميع عن هذه الترهات ولكن عندما يأتي بها أمين الوحدوي فهي طامة كبرى ،فحري بهذا الرجل أن يسكت وأن يصلح خراب جمعيته ويكفى عقله عن تصديق جريدة أخبار الخليج

    • زائر 7 | 7:15 ص

      يا استاذ احنا خل نصدق هالصحف في اخبارهم اولا

      احنا خل نعترف بهم اولا انهم صحفيين وبعدين يقولون اللي يريدون لو يحلفون عل مصاحف الدنيا هم بالسبة لنا كذابين . واذا ما يدرون خل يسوون استفتاء عل مدى مصداقيتهم لمواليهم قبل معارضيهم اجزم يا استاذ وانت تعلم اننا في القرى لا نعترف بهم ولا نقيم لهم وزن وهم يعرفون ذلك جيدا ليس من الان بل منذ زمن بعيد ..هؤلاء النكرات اصغر من ان ينالوا من اطفالنا فضلا عن كبارنا .صحفهم نأكل عليها ان وجدت في الاماكن العامة وليس بيوتنا لانها لا تدخل قرانا ولا بيوتنا .

    • زائر 6 | 2:47 ص

      دونكشوت ومصارعة طواحين الهواء !

      وما هي الحلول التي عند المعارضة وهي في موقف ضعف لا موقف قوة غير مزيد من ضياع السنين وسقوط الضحايا وإهدار الفرص من خلال الضغط الشعبي من خلال القنوات الرسمية البرلمانية

    • زائر 5 | 2:40 ص

      يجب ان تشارك الوفاق

      اولآ اخي العزيز لا وجود لنار بدون دخان ،، نتمني أن تشارك الوفاق في الانتخابات القادمه حتي لا يأتينا مثل هذا المجلس الحالي الذي لا يخيط ولا يبيط وعندها الوفاق ستأكل الحصرم وقد يطبق عليها بأنها جمعية غير فاعلة وهذا ما قاله احد المسئولين الأميركيين ويطبق عليها القانون التجميد حتي المشاركة ، والله من وراء القصد

    • زائر 4 | 2:31 ص

      العيار طلع فاسد

      أعتقد أن من يلعب سياسة يفطن مثل هذه الالاعيب وهذه لا تنطلي حتى على الأطفال ، المهم أن الحكومة تستنفذ كل شي ولم يتبقى إلا موضوع شق المعارضة بموضوع صفقات تحت الطاولة، الحكم في مكان آخر من اللعبة وكلما طال الأمر التف حبل المشنقة على من يكابر وأصبح الثمن الذي سيدفعه أعلى، نصيحة .. اقرأوا التاريخ،النهاية لمن.. للمؤمنين الصابرين المتوكلين.

    • زائر 3 | 1:40 ص

      الصحف الكاذبة

      هذه الصحف من قبل وهي تكذب فكيف الآن. هذا شغل يدفع له الكثير من أموال الشعب

    • زائر 2 | 12:10 ص

      الشعب أولا والمعارضة أقوى من فبركات السلطة

      ممكن قبل 14فبراير2014تعبر الفبركات أما الآن الشعب فطم العبودية ( الشعب مصدر السلطات) حتى الطفل في الشارع المعارض يفهمها إلا الهمج الرعاع لم يفهموها بسبب التخدير المتعمد خب المعارضين هجروا تلفزيون وإذاعة السلطة وصحفها الصفراء .

    • زائر 1 | 10:17 م

      الكذب سلاحهم في كل مفاصل الحراك

      منذ ان بدأ الحراك وقبله كان الكذب هو سلاحهم الوحيد وكما يقال سلاح الكذب قصير لذلك كل يوم تتكشف لنا الالاعيب والفبركات وتتضح الصورة جليا

اقرأ ايضاً