العدد 4294 - الإثنين 09 يونيو 2014م الموافق 11 شعبان 1435هـ

بوكو حرام... والحرام

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

توقفت طويلاً حول ما كتبته الكاتبة الجزائرية هدى درويش في مقالها المعنون «بين الحلال والحرام... واقع بلا كرامة»، والذي تناولت فيه شأن «جماعة بوكو حرام»، حين قالت: «شر البلية ما يضحك... ليست بوكو حرام لوحدها من غيّرت مفهوم الحرام... أصبحتُ على يقين أن الحرام يمكن له أن يتغيّر حسب الظروف والأشخاص والضمائر... والغريب أن هذا المجتمع العربي الذي ينبذ الإرهاب متظاهراً بالحضارة والالتزام بالدين، هو أول المجتمعات التي تمارس الإرهاب في جميع ميادين الحياة، وبذلك لا تبقى «بوكو حرام» الأولى في تغيير معنى الحرام والحلال، بل هي الأكثر شجاعةً في معشر المجرمين لتبدي رأيها في ذلك علناً، وتتخذه اسماً لها «فهل الشجاعة في تبني التشريع أم العنف»؟

إن ظهور حادثة اختطاف مئتي فتاة نيجيرية على يد جماعة إسلامية نيجيرية وهو تنظيم «بوكو حرام»، أعادت تسليط الضوء على هذه الجماعة، «بوكا حرام» والتي تعني بلهجة قبائل الهوسا النيجيرية «أن التعليم الغربي حرام»، وهي جماعة إسلامية نيجيرية مسلحة تنشط في شمال نيجيريا وتحديداً في ولاية يوبه، وتدّعي العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، والتي يشكل المسلمون فيها نحو 68 في المئة من سكانها، والبالغ عددهم نحو 140 مليوناً.

تأسست الجماعة في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف الذي تم إعدامه العام 2009 على يد الشرطة النيجيرية، ليصبح أبو بكر الشكوى خلفاً له في قيادة الجماعة.

أما الأصول الفكرية لجماعه «بوكو حرام» فتنحصر في العمل على تأسيس دولة إسلامية بالقوة، وتغيير نظام التعليم الغربي والثقافة الغربية المتمثلة في المنهج الرسمي النيجيري ونمط الحياة العامة.

الحلال والحرام هو جزء من أدبيات التيارات الإسلامية، لكن الخطر في هذه الجماعة إنها استصدرت حكماً شرعياً، واتخذته شعاراً لها، وأصبحت تقاتل من أجله بالقوة والإكراه، فالحلال والحرام من القواعد الشريعة الإسلامية، والتي على أساسها تبني الحياة، وتؤسس التشريعات، ويكون جزاؤهما الثواب أو العقاب، فالحرام أو المحرّم أو المحظور في الفقه الإسلامي هو العمل الذي يتعرّض فاعله للعقاب، ويثاب تاركه امتثالاً.

«بوكو حرام» مأساة جديدة من مآسي الفهم السقيم للإسلام، فكفّ الأذى في الإسلام أصلٌ لا فرع، فالمحبة وحسن المعاملة والبعد عن الظلم والعدوان، ليس شرطاً من شروط الإيمان أو لازماً من لوازمه فحسب، بل هو عصب الحياة وعليه تستقيم المجتمعات، فالإسلام حرص على سلامة حياة الناس والتي لا تتحقق إلا بالأمن والسلام والحرية والمساواة والحق والعدل، وكفّ الظلم والأذى وحجز المطامع والشهوات، لكن من يفهم إن الإسلام هو الإنسانية وحسن المعاملة؟ أم أنه جرياً لما يُروى أن حكيماً مرّ بسفيه فشتمه وأفحش، فأعرض الحكيم عنه ولم يمتعض، وحين قيل له: لم لا تبالي؟ قال: لأني لا أتوقع أن أسمع من الغراب هدير الحمام.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4294 - الإثنين 09 يونيو 2014م الموافق 11 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 11:24 ص

      تعلمون اللغة العربية

      هديل( بآلام ) و ليس هدير( بالراء)
      هديل الحمام و هدير الرعد

    • زائر 5 زائر 4 | 2:28 م

      يالفطين

      هدير هو صوت الطائره هزيم هو صوت الرعد

    • زائر 2 | 2:45 ص

      قناص

      كل الاجرام الذي يحدث والقتل والذبح مصدره واحد وهو ما اشار اليه الرسول (ص ) من ها هنا يخرج قرن الشيطان واشار بيده الى المشرق انه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فالمصدر واحد وتم تصديره الى الخارج وانتشر على مستوى العالم فبأسم الدين تم الاستغلال وانتشر الارهاب والانتقام الظالم بجميع صوره .

    • زائر 1 | 11:25 م

      مادام البلد الداعم والمفرخ لهذه التيارات المتشددة في مأمن فالمصائب ستزيد

      الحاضنة والممولة لهكذا فكر منحرف متشدد معروفة واقول لماذا لايتم استهدافها واقول لانها صنعت لهكذا سبب للإساءة للإسلام والمسلمين

اقرأ ايضاً