العدد 4329 - الإثنين 14 يوليو 2014م الموافق 16 رمضان 1435هـ

النجمة الرابعة... طال الانتظار

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

طال الانتظار بالألمان كثيرا للحصول على النجمة الرابعة في كأس العالم ليزينوا بها قميص المنتخب الألماني الذي يعتبر المنتخب الأكثر نجاحا في البطولة على مدى تاريخها قياسا لعدد انتصاراته وعدد أهدافه وعدد بطولاته وعدد مرات وصوله للدور قبل النهائي والنهائي.

الألمان أو الماكينات كما يلقبون حاضرون دائما في بطولتهم المفضلة ومنافسون دائما وهم في أسوأ الأوضاع، فإذا كانوا في أفضلها فاللقب من نصيبهم لا محالة.

النجمة الرابعة تحققت بعد انتظار دام 24 عاما وهي المدة الأطول التي انتظرها الألمان للفوز بالكأس، إذ أنهم بعد تتويجهم ببطولة العام 1954 احتاجوا 20 سنة للفوز بالبطولة مجددا في العام 1974 وبعدها احتاجوا 16 عاما للتتويج بالنجمة الثالثة في العام 1990.

خلال 24 عاما لم يكن الألمان بعيدين عن اللقب فقد خرجوا من دور الثمانية في مونديالي 1994 و1998، ليبدؤوا بعدها في مرحلة تجديد كاملة من خلال الاستعانة بمدربين شبان وأولهم فولر في مونديال 2002 إذ قاد المنتخب للنهائي بتألق الهداف كلوزة، وبعدها بقيادة كلينسمان والوصول لنصف نهائي 2006، وبعدها بإشراف لوف نفسه خرج في نصف نهائي 2010 قبل أن يتوج هذا المدرب بالبطولة في العام 2014.

الألمان كانوا حاضرين دائما حتى اللحظات الأخيرة، وما تحقق ليس عمل يوم بل هو عمل وتخطيط سنوات واستقرار فني لا نظير له في أي بلد آخر في العالم.

المدربون الذين تعاقبوا على الكرة الألمانية في تاريخها يعدون على أصابع اليد الواحدة، ولوف نفسه استلم مهمة المنتخب مباشرة بعد نهائيات كأس العالم 2006 إذ كان مساعدا لكلينسمان ليتولى المهمة بدلا منه 8 سنوات متوالية إلى الآن وقد يستمر لسنوات طويلة أيضا.

هذه العقلية التي يعمل بها الألمان أهلتهم دائما للنجاح وأوجدت لهم على مدار التاريخ أبرز النجوم وأفضل الحراس، وقدمتهم كأسياد العمل الجماعي واللياقة البدنية والكفاح حتى الثواني الأخيرة.

القيم الألمانية تتجسد دوما في كل نسخة من نسخ منتخبها، فالإصرار الألماني أدى إلى حسم جميع مواجهات المنتخب في كأس العالم 2014 من دون الحاجة إلى ركلات الحظ الترجيحية وهو المنتخب الوحيد الذي بلغ النهائي وفاز باللقب دون الحاجة إليها.

الألمان أيضا أبرزوا قدراتهم الفنية والبدنية والذهنية العالية جدا من خلال حسم مواجهة الجزائر في الوقت الإضافي وحسم مواجهة الأرجنتين في الوقت الإضافي أيضا، فالتركيز الألماني هو نفسه منذ البداية وحتى النهاية.

الشخصية الألمانية ظهرت أيضا في مواجهة الفرق الكبيرة فالطريق كان وعرا بداية بالبرتغال ومرورا بغانا وأميركا وبعدها الجزائر وفرنسا والبرازيل والأرجنتين.

بالفعل قدم الألمان كأس عالم مثالية، أمتعوا فيها وأبدعوا فكانوا الأحق باللقب والأحق بالتكريم بعد هذا الوصول المتتالي للنهائي ولنصف النهائي منذ 2002 وحتى 2014.

أخيرا لم يكن لهذا الإنجاز الألماني الكبير أن يتحقق لولا وجود لاعب بمواصفات مولر، والذي باعتقادي كان أحد أهم لاعبي البطولة إلى جانب ميسي وهو يستحق أيضا نجومية كأس العالم 2014، فالطريقة التي أدى بها مولر والإصرار والعزيمة واستغلال كل الكرات والفرص المتاحة بل اللعب الايجابي في جميع الكرات دون استعراض لا معنى له قدم للمنتخب الألماني ما هو مطلوب وأكثر.

مولر لعب الكرة كما يجب أن تلعب بالتحرك والتمرير والمراوغة والتسجيل من مختلف الأوضاع، وهذا يدفعنا للتأكيد أن كرة القدم يجب أن تلعب كما يلعبها مولر وكفى.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4329 - الإثنين 14 يوليو 2014م الموافق 16 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:24 ص

      انتصار الكرة الجميلة

      فوز المنتخب الالماني بالبطولة هو انتصار لكرة القدم الهجومية الجميلة والممتعة وهزيمة لكرة القدم الدفاعية المملة التي تمثلت بالمنتخب الارجنتيني, وهذا الانتصار الساحق على الكرة الدفاعية سيكون دافعا للفرق للاعتماد على اللعب الهجومي.

اقرأ ايضاً