العدد 4330 - الثلثاء 15 يوليو 2014م الموافق 17 رمضان 1435هـ

بين حرية الرأي وخطاب الكراهية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في حين تكون حرية الرأي والتعبير أهم سمات ومبادئ المجتمع الديمقراطي المنفتح، يكون خطاب الكراهية في أي مجتمع دليلاً على التخلف والانحطاط الفكري والقيمي.

ولكل أنواع الحريات حدود معينة لا يجب تجاوزها، وحقوق وواجبات يجب التقيد بها، وإلا أصبح المجتمع البشري مجرد غابة يفترس فيها القوي الضعيف.

هناك فرق شاسع بين النقد وبين بث روح العنصرية والطائفية والدعوة إلى كره الآخر. فليس هناك شخص أو جماعة فوق النقد، ولا توجد في المجتمعات المتقدمة خطوط حمراء لا يمكن ملامستها، فحرية الرأي والتعبير يجب أن تكون مقدسةً، بشرط أن لا تتعدى على حقوق الآخرين أو تحقّر معتقداتهم أو تنال من شرفهم وسمعتهم أو تسعى لإهانتهم.

ولذلك فإنه حتى في المعاهدات الدولية، ارتبط مفهوم حرية التعبير بمفهوم آخر لا يقل أهمية وهو خطاب الكراهية، وهذان المفتاحان ضمنا بشكل واضح في المادتين الـ 19 و الـ 20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1966، وصادقت عليه مملكة البحرين في العام 2006. حيث تؤكد المادة 19 الحق لكل إنسان في حرية التعبير وتلقي الأفكار ونقلها للآخرين دون قيود وبأي شكل يختاره، ولكن المادة نفسها أشارت إلى أن هذه الحقوق تستتبع ممارسة واجبات ومسئوليات خاصة تم تفصيلها في المادة الـ 20 والتي نصّت على أنه «يحظر بالقانون أية دعاية للحرب، كما يحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف».

وفي حين يتخذ أسلوب النقد وسائل فكرية، فإن السائد في خطاب الكراهية استخدام لغة العاطفة وتأجيج المشاعر السلبية لدى الناس لأهداف سياسية بحتة، ولا بأس من استغلال الدين أو المذهب أو العرق لبث الخلافات وإيجاد عدو وهمي. للأسف أن خطاب الكراهية أصبح هو الشائع الآن في مجتمعاتنا، بحيث غابت تماماً لغة العقل والاحترام، وحلّ محلها كلمات الشتم والقذف والتحقير، ليس في مواقع التواصل الاجتماعي فقط وإنما في الصحف والمحطات التلفزيونية والإذاعية. ولهذا ظهرت لدينا نتيجة ذلك أكثر الحركات تطرفاً وعدوانيةً وتخلفاً.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4330 - الثلثاء 15 يوليو 2014م الموافق 17 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:45 ص

      هؤلاء

      هؤلاء الصحفيين اتباع الحكومة صراحة يبليهم اعلاج فى مستشفى الطب النفسى كل يخربطون فى مقالاتهم اظن انهم مجانين ولفلوس جننتهم والشره على السدج الي اصدقونهم الله ياخد الحق

    • زائر 6 | 7:12 ص

      الحسبه ضايعه

      ان كان خصمك القاضي فمن تقاضي
      البحرين ضايعه في العنصريه للامانه مو بس من السنه حتى احنا صارت فينه عنصريه و الغلط كله على من زرعها في عقولنا جميعا بلا استثناء صراحه لكن المفروض احنا نكون اعقل و اكبر من انا نصدق هالكلام او نمشي ورى ناس مهنتها ليل نهار السب و الشتم في خلق الله
      دعو الخلق للخالق محد بيندفن مكان احد

    • زائر 5 | 5:16 ص

      في البحرين

      حرية الرأي ان تسب وتشتم وتكفر الشيعة سواء من الحكومة او الشعب. والفوضى في البحرين عندما تطالب سلميا بحقوقك وتدعو للوحدة والوطنية. هذه حدود الحرية والفوضى ياجميل.

    • زائر 2 | 3:50 ص

      الحرية والفوضى

      ما راي الكاتب في حدود الحرية ؟؟ ومتي يجب ان نقول عنها فوضى ؟

    • زائر 4 زائر 2 | 4:31 ص

      الفوضى حين يترك الحبل على الغارب لنائب وعقيد متقاعد وسواهم لشتم طائفة باكملها

      هذه هي الفوضى حين يسمح لأمثال هؤلاء بالتطاول على الطائفة الاكبر والاكثر التصاقا واصالة بهذه الارض ان تسبّ وتشتم ليل نهار

    • زائر 1 | 3:46 ص

      الباب مفتوح لسبّ طائفة معينة فقط وفقط

      نبيل رجب يسجن لأنه وكما اشيع ودبر له ان اخطأ في حقّ أهل المحرّق ولو افترضنا جدلا ان ذلك حصل ونحن لا نرضى على اهل المحرق ولا سواهم من اهل البحرين فكلنا اخوة ولكن هذه التهمة التي دبّرت له وسجن عليها سنتان فماذا عن من امتهن السبّ والشتم ليلا نهار بل قذف طائفة بأكملها مرارا وتكرارا حتى اصبح سبنا وشتما امرا من المستحبات والذي ربما يكافأ البعض عليه

اقرأ ايضاً