العدد 4334 - السبت 19 يوليو 2014م الموافق 21 رمضان 1435هـ

عندما يتم تسييس القطاع الطبي

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو أن الأمر كان سيختلف تماماً لو أن الأشخاص كانوا مختلفين، أو أن أدوارهم كانت بشكل معكوس، أي كان المريض من الطائفة المرضي عنها، والطبيب من الطائفة الأدنى عرفاً وقانوناً وممارسة.

لم أكن لأصل إلى هذه النتيجة لولا استحضار العديد من القضايا والممارسات التي تثبت ذلك والتي تشير إلى طأفنة أهم وزارة خدمية، وأهم مؤسسة حكومية، يمكن أن يلجأ إليها المواطن ويثق في خدماتها، وهي وزارة الصحة ومجمع السلمانية الطبي.

المعاناة الشخصية تدفع أحياناً إلى فتح ملفات أكبر وأعمق مما تستدعيه حالة مفردة، لتوضح معاناة مجتمع بأسره، فإما الحالة الشخصية وبكل اختصار، فإن خطأ طبياً وإهمالاً كبيراً غير مبرر، ومن المؤكد أنه غير مقصود، ما يؤكد حالة اللامبالاة والاستهتار التي يمارسها بعض الأطباء «ولن أصنفهم لكي لا أتهم بالطائفية أو العنصرية»، مورس ضدي كمريض في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي قبل حوالي الشهرين، وحتى الآن فإن القضية لاتزال عالقة في مكتب الوكيل أو الوكيل المساعد (لا أعلم). ودون أن يتخذ أي إجراء حيال ذلك.

وأما معاناة المجتمع بأسره مما يمارس في مجمع السلمانية الطبي فلا يمكن اختصاره، ليس في هذه المساحة من العمود وإنما حتى في تحقيق صحافي من عدة حلقات.

فحتى الآن، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على فض الاعتصام السلمي في هذا المجمع، وبعد أن اقتيد أفضل وأهم الأطباء والاستشاريين والممرضين إلى السجن بتهم ملفقة أثبت القضاء بطلانها، وبعد أن حوّل المجمع الطبي إلى ثكنة عسكرية مطوقة بالآليات العسكرية والجنود، لا يزال الهاجس الأمني هو المسيطر، حتى بعد أن استبدل العسكريون بعناصر من شركة أمنية خاصة مدعومين بأفراد من الشرطة المسلحة، حيث يتصرف أفراد هذه الشركة بشكل فج، وبتعالٍ مصطنع مع المرضى، وكأنهم يحكمون المستشفى.

الأخطر والأدهى من ذلك ما مورس من تهميش للكفاءات الطبية والتمريضية، ونقلهم وتدويرهم بشكل تعسفي، وفرض مسئولين أقل كفاءة لإدارة الخدمات الصحية ولأسباب طائفية، ما تنج عنه تدني مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الماضية.

لقد أشار أحد أبرز الأطباء الاستشاريين في البحرين وهو الدكتور أحمد سالم العريض إلى ذلك بكل وضوح، عندما تساءل في أحد مقالاته حول تدني مستوى الخدمات الطبية الحكومية في البحرين والأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، ملمحاً إلى أن ذلك يرجع بالأساس إلى الخطأ في اختيار الطاقم الطبي الذي يدير وزارة الصحة حالياً، وتأثير الأحداث السياسية التي حدثت في البحرين بشكل سلبي، وذلك من خلال إقصاء واستبعاد الاستشاريين والعاملين الصحيين من ذوي التخصصات الدقيقة لأسباب سياسية وطائفية.

كما أشار الاستشاري العريض في مناسبة أخرى إلى القرارات «القراقوشية» كما أسماها، في تدوير وإبعاد الممرضين المؤهلين وذوي الخبرة من وحدة العناية القصوى لأمراض القلب وأمراض السرطان أو غرف الإنعاش في العناية المركزة، إلى مراكز العناية بكبار السن أو مستشفى الأمراض النفسية.

ولا نعرف بعد ذلك هل وزارة الصحة بهذا النهج تريد لنا أن نصاب بالسرطان من هذه الممارسات أو تريد تحويلنا لمستشفى الأمراض النفسية؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4334 - السبت 19 يوليو 2014م الموافق 21 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:41 ص

      empty your cup

      اذا ذهبنا الى مستشفي السلمانية ترى المرضى و الممرضين و الاطباء و المنظفين و الطباخين و الحراس من الطائفة الشيعية الكريمة فأين التسييس و اللامبالاة و الاهمال من تتهم أيها الكاتب empty your cup هل فهمت

    • زائر 11 | 7:25 ص

      الحقد

      الحقد ليس له دواء المشتكى لله والله اخلص الشعب من ظلم الحكومة

    • زائر 10 | 7:20 ص

      زائر

      رقم 5 باين عليك من المستفيدين والمتمصلحين اطباء البلد خلف القضبان بسبب وقوفهم مع حالات إنسانية وليس كما زعمت بعد عسكرة السلمانيه وتحويله الى ثكنه عسكريه صارة الرعب والخوف بين الموظفين والمراجعين تم سجن وايقاف كل العاملين من فئه معينه ليس لهم ذنب انت وامثالك تعرف مدى اخلاص هذه الفئه لوطنها ادا كنت من ابناء هدا البلد الأصليين

    • زائر 9 | 7:18 ص

      قضاؤك الذي تتكلم عنه مسيّس حتى النخاع

      اما كلامك فيقال عنه شاهدة العروس خاطبتها والّا فكل العالم شهد ان قضاء البحرين مسيّس حتى النخاع ودفاعك عنه لا ينفع بشيء فهو تحصيل حاصل. والاطباء اشرف وانبل واطهر من ان يتهمون بتمهة لا تليق بمقامهم بل كل العالم يشهد لهم ونحن كشعب نشهد لهم بالنبل والشرف والتضحية وهم من انقذ ابناءنا وشبابنا من القتل المحتّم لولا تدخّلهم .
      وما كذبكم المفضوح في وجود اسلحة بالسلمانية فهذه الكذبة التي لا يمكن لاحد حمله لكبرها استحوا عاد شوي. احنا بشهر الله ولا زلتم تكذبون على الله ورسوله

    • زائر 6 | 5:39 ص

      لم يبقى قطاع الا ودخل عليه التسيس

      تسيس البلد في كل شبر وفي كل قطاع وفي كل مكان معتقدين ان البلد يمكنه ان يسير على هذا المنوال على طول الخط

    • زائر 5 | 4:05 ص

      كيف ؟؟

      ليش تبيع كلام .. متى واين اثبت القضاء بطلان ان القضايا التي عوقب بسببها اولئك الاطباء ؟؟ من وين لك هذا الحجي ؟؟ لا يزال البعض يقضي محكوميته ، والباقي قضاها وانتهى ، وآخرين فقط من بعض اصحاب الجنح تمت تبرئتهم وهذا اقرار بعدالة القضاء البحريني اللي اصلا لا تعترف به وتختار ما تريد منه ،، الرجاء بعض المصداقية واذهب ابحث عن مواضيع اخرى وبلا فبركات

    • زائر 8 زائر 5 | 6:55 ص

      ذكرى السلمانية تجيب الحساسية!!

      لبعض الناس
      يبدو انهم يذكرون الفضائع التي فعلوها بالشعب والتهم الكيدية والتلفيق والكذب الفج
      لن نسامحكم وستحاكمون على مافعلتموه في تلك الفترة

    • زائر 12 زائر 5 | 8:25 ص

      نعم تم تبرئة الاطباء من معظم التهم

      نعم تم تبرئة الاطباء من معظم التهم .، لقد سقطت تهمة احتلال السلمانية و حيازة الأسلحة و سرقة الأدوية و المعدات و التفرقة في العلاج و غيرها و غيرها. و للعلم سقطت بوجود الأدلة التي قدمت للقضاء . تم تثبيت تهمتان فقط و هما التجمهر و الدعوة الى قلب نظام الحكم و للعلم أيضاً لا يوجد دليل على التهمة الثانية غير شهادة الضابط الذي عذبهم . و اذا كنت في شك اذهب و اطلع على محاضر النيابة

    • زائر 4 | 2:56 ص

      من سيس القطاع الطبي

      من سيس القطاع الطبي معروفين للجميع انهم من نصب الخيام في السلمانيه و أرهب المرضى و فبرك و كذب في الاعلام

    • زائر 3 | 2:05 ص

      ويش فيه بعد الطب النفسي ؟!

      صار الطب النفسي منفى ، اذا هذا حال او نظرة المتعلمين اصحاب الشهادات فما هي نظرة الآخرين ؟!

    • زائر 2 | 1:34 ص

      اتفق معك

      اتفق معك في كل كلمة
      انا من احد المرضى المتابعين للعلاج وقد تخليت عن العلاج في السلمانية بسبب كل ماذكرته
      استفزاز من بعض المنتفعين والعساكر

    • زائر 1 | 1:11 ص

      اصبت المقتل

      لقد اصبت المتقتل في عينه شكرا

اقرأ ايضاً