العدد 4334 - السبت 19 يوليو 2014م الموافق 21 رمضان 1435هـ

المتفوقون وتضييع وزارة التربية استحقاقاتهم الدراسية والمالية!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

تحظى وزارة التربية والتعليم في أية دولة من دول العالم الديمقراطي بأهمية كبرى من السلطتين التشريعية والتنفيذية ومن مؤسسات المجتمع المدني والتجاري. وليس بمستغرب إذا ما وفرت لها الموازنات المالية الكبيرة وكل متطلبات النجاح لتنفيذ خططها التربوية والتعليمية على أحسن وجه، وفي نفس الوقت نجدها تخضعها إلى رقابة برلمانية وحكومية ومدنية وحقوقية دقيقة، لأن أي فساد مالي أو إداري يتخللها سيؤدي إلى إفشال العملية التعليمية برمتها، وتكون بعد ذلك عاجزة عن تخريج كوادر وطنية قادرة على دخول المستقبل بخطى ثابتة من دون تعثر.

ونجد في الدول الديمقراطية وزارات التعليم التي تعمل لتحقيق أهداف أيدلوجية، سواء كانت طائفية أو مذهبية أو عرقية بعيداً عن المصالح الوطنية، في التوظيف والترقيات والمكافآت والحوافز وفي توزيع البعثات والرغبات الدراسية تحاسب حساباً عسيراً، قانونياً ووطنياً، لأن ضرر فسادها الإداري والمالي يمنعها عن تحقيق المصالح الوطنية العليا، ويعيقها عن تنفيذ استراتيجية التنمية الشاملة في مختلف المجالات العلمية والعمرانية والاقتصادية والسياسية.

في كل دول العالم التي تعمل لصالح المصلحة الوطنية، تولي عناية خاصة لفئة المتفوقين دراسياً، ولا تسمح بتقدم المصالح الطائفية أو المذهبية أو العرقية أو الشخصية على مصالح الوطن في كل الأحوال والظروف، ومن يعمل لتحقيق مصالح خاصة تضر بمستقبل الوطن يخضع لمساءلة دقيقة ومحاسبة صارمة. ما مناسبة الحديث في هذا الموضوع؟

الكل في بلدنا العزيز على دراية واضحة كيف تعاملت وزارة التربية مع استحقاقات الطالب البحريني المتفوق في توزيع البعثات والرغبات الدراسية طوال العقد الأخير، خصوصاً في الأعوام الثلاثة الماضية، وما هي الممارسات السلبية التي نفذتها بصورة واسعة لإبعاد أكبر عدد من الطلبة عن تحقيق استحقاقاتهم الدراسيةز

والكل يعلم أن مشروع 60 – 40 في المئة الذي ابتدعته الوزارة في العام 2011، ويستقطع 40 في المئة من جهود وتحصيل الطالب المتفوق التي بذلها في المرحلة الثانوية لمدة ثلاث سنوات متتالية التي تعادل 900 يوم، وتساوي 21600 ساعة دراسية، اقتطعتها بجرة قلم! لتجعلها للمقابلة الشخصية التي لا يزيد وقتها عن ساعة واحدة، كل ذلك من أجل حرمان أبناء الوطن المتفوقين من حق الاستفادة من التعلم واختيار التخصصات التي تنسجم مع ميولهم ورغباتهم. ففي كل دول العالم يعيش الطالب المتفوق الاطمئنان النفسي والمعنوي على مستقبله الدراسي، لأنه يعلم أن لا أحد يستطيع أن يسلبه حقه الدراسي لأي سبب من الأسباب، في ظل وجود محاسبة دقيقة لكل من يحاول الالتفاف على حقوقه في البعثة من الناحيتين المالية والعلمية، لأن الطالب المتفوق الحاصل على معدل تراكمي يصل إلى 98 في المئة ويكون من حقه تحقيق رغبته الدراسية الأولى، في دراسة الطب البشري على سبيل المثال، والتي تبلغ تكاليفها 84000 دينار على أقل تقدير، وإذا وزارة التعليم لم تحقق له رغبته التي طلبها وأعطته رغبة أخرى تكاليفها المالية قد لا تزيد عن 8400 دينار، أي ما يعادل 10 في المئة من استحقاقه الأول لو هي حققت له رغبته الأولى التي يستحقها بكل جدارة.

فالطالب البحريني المتفوق ينظر إلى أمرين مهمين في البعثة الدراسية: استحقاقاته المالية والرغبة الدراسية، وكلاهما مرتبط بالآخر، ولا ينفكان إلا في حال تلاعب الوزارة برغبات المتفوقين الدراسية. والمؤسف أن الوزارة جعلت الطالب المتفوق في بلدنا الحبيب يعيش القلق الدائم على مستقبله الدراسي رغم حصوله على معدل تراكمي عال يصل عند بعضهم إلى 99 في المئة. وجعلته يتوجس كثيراً من الأساليب والآليات التي تتبعها في توزيع البعثات والرغبات الدراسية، ولهذا نطالب الوزارة بأن تأخذ بمبدأ الشفافية الكاملة ومشاركة المؤسسات الحقوقية والمجتمع المدني في توزيع البعثات الدراسية، ونطالبها مجدداً بنشر أسماء المتفوقين ومعدلاتهم التراكمية والرغبات التي حصلوا عليها في الصحف المحلية ليطلع عليها الرأي العام المحلي والخارجي، وعدم الالتزام بمبدأ الشفافية في البعثات تبقى الشكوك تكبر وتتوسع في عدم مصداقية الوزارة في توزيعها بالعدل والمساواة بين أبناء الوطن المتفوقين. وتبقى المطالبة من كل المهتمين بمستقبل الوطن بتطبيق المعايير التي تمنح المتفوق استحقاقاته الدراسية والمالية كاملة، ويبقى التراجع في التحصيل العلمي مستمراً، والذي باستمراره سيعجز التعليم أن يكون رافداً حقيقياً للتنمية والتطوير في مختلف المجالات، ويستمر الوطن في الاستعانة بكوادر خارجية ولن يتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي في أكثر التخصصات العلمية والطبية والتعليمية والتقنية، رغم مرور 95 عاماً على بدء التعليم النظامي في البحرين.

مازلنا وسنبقى نطالب وزارة التربية بأن تضع في مقدمة أولوياتها مصلحة الوطن، فلا تبخس حقوق أحد من الطلبة المتفوقين الذين ينتظرهم وطنهم ليساهموا في بناء مستقبله بجهودهم وطاقاتهم ومهاراتهم وخبراتهم العلمية، ولو حاولنا ذكر الأمثلة عن المستوى الكبير للتلاعب الذي تمارسه الوزارة في توزيع الرغبات الدراسية ضد المتفوقين الحاصلين على معدلات تراكمية في العام الدراسي 2013 – 2014 من 95 في المئة فما فوق، لطال بنا المقام من كثرتهم، ولوضع كل غيور على مستقبل الوطن يده على قلبه من هول المصيبة التعليمية التي أوجدتها الوزارة في صفوف المتفوقين. وكلما حاولنا أن نشيع التفاؤل بين المتفوقين وأسرهم، فإن إصرار الوزارة على استمرار استهداف وحرمان المتفوقين الذين ينتمون جميعهم إلى مكون مذهبي واحد يثير دهشة العقلاء.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4334 - السبت 19 يوليو 2014م الموافق 21 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 8:04 ص

      ضيعتووووون تعب 12 سنة

      معدللاتنا عااااااليه ومنحه !!!!! وناس معدللاتهم نازلة وبعثه رغبه اولى !!!!!!!! ولا رغبة من رغباتي يالظلام ... وووين العدل؟ ضيعتوووون حلمييييي حسبي الله علليكم طالبة تخصصص اقل من مستووووواييي ولا عطيتوني وياااااه الله ع الظالم

    • زائر 16 | 8:03 ص

      ضيعتوووووم تعب 12 سنن

      معدللاتنا عااااااليه ومنحه !!!!! وناس معدللاتهم نازلة وبعثه رغبه اولى !!!!!!!! ولا رغبة من رغباتي يالظلام ... وووين العدل؟ ضيعتوووون حلمييييي حسبي الله علليكم طالبة تخصصص اقل من مستووووواييي ولا عطيتوني وياااااه الله ع الظالم

    • زائر 15 | 7:50 ص

      يا

      يا استادى انه المسؤلون فى الوزارة مليانه قلوبهم حقد على طلاب الشيعة فلا يفيد معهم النصح لانهم اتخدوا الشيطان ونسو الله

    • زائر 14 | 6:53 ص

      لا .. و لا حتى يخلون رحمة الله تنزل

      حتى الجمعيات اللي تساعد المتفوقين يضيقون عليهم و يقولون ليهم لازم تاخذون ترخيص عن كل حالة ، لا يرحمون و لا يخلون رحمة الله تنزل

    • زائر 13 | 6:45 ص

      سأدعو عليك ليلة القدر ياوزير الطائفية

      هذه الليلة التي هي خير من الف شهر
      سأدعو عليك وعلى كل ظالم ظلم هذا الشعب

    • زائر 12 | 6:43 ص

      ستحاكم ..

      ما تفعله من تدمير للجسم التعليمي وغرس الطائفية في المدارس وما فعلته من توظيف المتطوعين والان ما تفعله مع المتفوقين
      كله ستحاكم عليه قريبا
      حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 10 | 5:56 ص

      الرغبة العاشرة

      هل استحق الرغبة العاشرة !!!! ونسبتي 96 !!!!!

    • زائر 11 زائر 10 | 6:27 ص

      منحة

      هل استحق منحة 400 دينار فقط وانا الأولى على الدفعة في مدرستي.

    • زائر 9 | 5:41 ص

      الحرب علينا حتى في الحقول الدراسية

      هي حرب مفتوحة في كل المجالات تمارس علينا بوضوح

    • زائر 7 | 5:09 ص

      في أحد حصل فايدة من التظلم

      قبل ما نروح نسوي تظلم في وزارة التربية و نتبهدل. في أحد في السابق حصل نتيجة من التظلم للحصول على بعثة طب. بنتي خريجة مدرسة خاصة و مجموعها عالي و ما حصلت شئ.

    • زائر 6 | 4:07 ص

      .

      فعلًا كلام سليم

    • زائر 5 | 3:45 ص

      وزير التربية

      ياوزير التربية حتى في الدراسات تعملون على الطائفة! يجب على من موجودين ف لوحة الشرف ان يحصلو على رغباتهم الأولى ولكن ماذا حصل؟ماذا عن أحلامهم التي بنوها؟ماذا!يجب على كل طالب من لوحة الشرف اخذ الرغبة الاولى!!!

    • زائر 3 | 3:37 ص

      متفوقة مظلومة

      12 سنة نواصل جهودنا لكي تعطينا الوزارة الرغبة الثانية عشر !!!

    • زائر 2 | 1:40 ص

      وزارة التربية

      للاسف وزارة التربية اشد الوزارات تعاملا بالنفس الطائفي

    • زائر 1 | 10:57 م

      البعثات

      كلام سليم أبنائنا يكتسحون لوحات الشرف ولم يعطوا رغباتهم الأولى فالحلم المرسوم قد ضاع سدى بعد الإعلان عن نتيجة البعثات لذا نطالب بالعدالة والإنصاف في توزبع اابعثات من قبل الوزارة من أجل مصلحة التفوق والمتفوقين فنرجة من وزارة الترببة تطبيق كاام الوزير بإعطاء كل طالبة في لوحة الشرف رغبته الأولى

    • زائر 4 زائر 1 | 3:42 ص

      المظلومين

      المفروض كل وحدة ف لوحة الشرف تاخذ رغبتها الأولى ماذا حصل؟

اقرأ ايضاً