العدد 4344 - الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 02 شوال 1435هـ

مدارس وكالة الغوث مكتظة بالنازحين من أهالي غزة

فلسطينيون يحملون أمتعتهم تاركين منزلهم هرباً من الغارات الإسرائيلية - REUTERS
فلسطينيون يحملون أمتعتهم تاركين منزلهم هرباً من الغارات الإسرائيلية - REUTERS

جباليا (الأراضي الفلسطينية) - أ ف ب 

29 يوليو 2014

وجدت العشرات من عائلات غزة التي لجأت إلى مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في جباليا بعد أن طلب منها الجيش الإسرائيلي إخلاء منازلها، صعوبة في العثور على مكان لها في المدرسة المكتظة بالنازحين.

وتبدو المدرسة الواقعة في بلدة جباليا شمال القطاع مزدحمة للغاية، بينما تترامى القمامة خارج جدران المدرسة وتتصاعد الروائح الكريهة، فيما سعت بعض السيدات مستخدمة المياه والمكانس إلى تنظيف أماكن إقامتهن الجديدة في الصفوف الممتلئة بالفرش القذرة.

ويقول غسان عبد (46 عاماً) الذي نزح من منزله في بلدة بيت لاهيا إلى المدرسة قبلها بليلة «الجيش قال لنا ببساطة: عليكم ترك المنطقة الآن. ومن لا يقوم بذلك مسئول تماماً على حياته».

وأرسل الجيش تحذيراته عبر رسائل هاتفية ورسائل صوتية مسجلة لمئات آلاف الفلسطينيين المقيمين في شمال القطاع في مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا بالإضافة إلى سكان أحياء الزيتون والشجاعية في مدينة غزة.

وأرسلت رسائل مماثلة إلى مناطق أخرى في القطاع ما دفع أكثر من 200 ألف فلسطيني إلى النزوح، بحسب أرقام صادرة عن الأمم المتحدة.

ويؤكد هذا الأب لستة أطفال والذي يعمل كشرطي «الرسالة قالت إذهبوا إلى مدينة غزة ولكن الأمر ليس بهذه البساطة. لا يوجد لنا أقارب هناك ولا يوجد أي مكان لنبقى فيه».

وبحسب عبد فإن نحو 200 أو 300 شخص من حيه فقط قاموا بجمع أغراضهم ونزحوا خوفاً من القصف الإسرائيلي الذي قتل أكثر من 1100 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين وأدى إلى تدمير أحياء بأكملها في القطاع الفقير.

بينما يوضح سامر الكيلاني الذي نزح من بيت حانون «تقريباً كل بيت لاهيا جاءت إلى هنا. لا يوجد أي غرف باقية. ويضطر الناس إلى العيش في الساحات».

وبعد أن امتلأت الصفوف بالعائلات، اضطر البعض إلى النوم في أروقة المدرسة وساحتها حيث علقت بعض الأمهات الأغطية لخلق ظل يقي من أشعة الشمس الحارقة.

وأكد عبد «هذه ليست بيئة نظيفة أو صحية، والأولاد يمرضون بسبب النقص في مياه الشرب النظيفة. وهناك كمية قليلة فقط والعديد من الناس لم يغتسلوا منذ أيام».

ويبدو أن إمدادات الطعام بدأت تنفد.

وتوضح منى ابو عمشة وهي تحمل قطعة من الخبز «نريد أن نأكل ولكن لا يوجد أي شيء طازج».

ووصلت بعدها شاحنة مساعدات تحمل العشرات من أكياس الخبز.

وتقيم عائلة ابو عمشة بأكملها وعدد أفرادها عشرين في المدرسة منذ نحو أسبوعين بعد أن فروا من بيت حانون سابقاً.

وألقى الجيش الإسرائيلي باللوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مقتل المدنيين مدعياً أن مقاتلي الحركة يختبئون عمداً في مناطق سكنية ويستخدمون السكان «كدروع بشرية».

واعترف الجيش الأحد بأنه أطلق قذيفة هاون على مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في قطاع غزة حيث قتل 15 لاجئاً فلسطينياً الخميس، غير أنه أكد أن القصف لم يسفر عن ضحايا.

وبحسب الجيش فإن المدرسة كانت فارغة وقت القصف ولكن وكالة الأونروا أصرت على أنها كانت لا تزال تستخدم كمأوى لمئات من الفلسطينيين.

وتقول «الأونروا» إنها وفرت مأوى لـ 182604 غزاوي نازح يقيمون حالياً في 83 مدرسة تابعة لها والتي يتم إخلاؤها في بعض الأحيان لأسباب أمنية.

وقال المتحدث باسم الوكالة، كريس غونيس لوكالة «فرانس برس» إنه بسبب القتال الدائر حالياً فإن إيصال إمدادات الطعام للنازحين «صعب للغاية».

وبالقرب من المدرسة، سمع دوي عدة انفجارات ما تسبب بتخويف الأطفال.

ولا يعلم عبد إلى متى سيبقى في المدرسة مع عائلته مشيراً إلى أن الأمر «يعتمد على الوضع السياسي. يجب الاتفاق على تهدئة. ولكن لا يوجد أي مؤشر على ذلك».

بينما أكد ابنه محمد الذي يبلغ من العمر 13 عاماً «الوضع صعب للغاية هنا، لا نشعر بالراحة بعيداً عن بيتنا».

وأضاف «أريد أن أعود إلى المنزل ولكن لا يوجد أي مكان آمن الآن».

العدد 4344 - الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 02 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً