اتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتهاك معاهدة لحظر الأسلحة موقعة بين البلدين في 1987 بإجرائها قبل أشهر تجربة لإطلاق صاروخ كروز من البر، كما أعلن لوكالة «فرانس برس» مسئول كبير في الإدارة الأميركية أمس الأول (الإثنين).
وقال المسئول طالباً عدم ذكر اسمه أن المعاهدة المتهمة موسكو بانتهاكها هي «معاهدة التخلص من الأسلحة النووية المتوسطة المدى» التي تحظر على أي من البلدين امتلاك أو إنتاج أو اختبار صواريخ كروز وصواريخ بالستية نووية وتقليدية يتراوح مداها بين 500 و5500 كلم وتطلق من البر.
وأضاف المسئول أن الولايات المتحدة أثارت «هذه القضية الخطيرة للغاية» مرات عديدة مع روسيا.
وتابع أن الولايات المتحدة تود الآن من روسيا أن تلتزم بمعاهدة 1987 وتزيل أي أسلحة محظورة.
وقال «إن الولايات المتحدة ملتزمة بتطبيق المعاهدة ونشجع روسيا على العودة إلى الالتزام بواجباتها وفق ما نصت عليه الاتفاقية وإزالة أي أسلحة محظورة بشكل يمكن التثبت منه».
وتأكيداً على تصميمها فإن الولايات المتحدة مستعدة للشروع «فوراً» بحوار ثنائي على أعلى المستويات بهدف ضمان التزام روسيا بواجباتها، بحسب المسئول.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستتشاور مع حلفائها بشأن هذا الموضع كما تم رفع المسألة إلى الكونغرس الأميركي.
وأوضح المسئول الأميركي الكبير أنه وتأكيدا على الأهمية التي توليها واشنطن لهذه المسألة فقد أرسل الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة خطية إلى نظيره الروسي فلاديمير بويتن بهذا الشأن.
ويأتي هذا الاتهام في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا توتراً ولا سيما منذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا.
من جهتهم، نفى خبراء عسكريون روس اتهامات الحكومة الأميركية بانتهاك روسيا لمعاهدة الحد من التسلح. وقال الفريق الروسي يفجيني بوشينسكي لوكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) أمس (الثلثاء) إن موسكو أجرت بالفعل في 2009 اختبارات على صاروخ عابر للقارات طراز (توبول) بمدى تسعة آلاف كيلومتر. وأكد بوشينسكي أن هذا الاختبار تم آنذاك بالتفاهم مع واشنطن مشيراً إلى أن اتهام الولايات المتحدة هو جزء من «حرب دعائية» على خلفية الصراع في أوكرانيا.
من جانبه قال مسئول في رئاسة الأركان الروسية لم يفصح عن اسمه إن الولايات المتحدة تسعى إلى استخدام الانتهاك المزعوم كذريعة لتضع صواريخها على مسافة أقرب من الحدود الروسية.
العدد 4344 - الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 02 شوال 1435هـ
