العدد 4344 - الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 02 شوال 1435هـ

هل قُتِلَ عمداً... أم دفاعاً عن النفس؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد نصف عام (6 أشهر بالتمام والكمال) من حادثة قتل الفتى فاضل عباس مسلم (20 عاماً) في منطقة المرخ (26 يناير/ كانون الثاني 2014)، ورفض وزارة الداخلية اتهامها بالقتل العمد للشاب، أصدرت النيابة العامة عبر وحدة التحقيق الخاصة يوم السبت (26 يوليو/ تموز 2014) بياناً أكدت فيه إحالتها شرطياً إلى المحكمة الجنائية الكبرى بتهمة «القتل العمد» للفتى.

رئيس وحدة التحقيق الخاصة نواف عبدالله حمزة سرد في بيانه تفاصيل الواقعة إلى أنه وإبان قيام الشرطة بتنفيذ أمر بالقبض على أربعة متهمين لتورطهم في جناية حيازة أسلحة نارية تنفيذاً لغرض إرهابي، فقد شوهد المتوفى وآخر في سيارة كان يقودها المتوفى بمنطقة المرخ بتاريخ 8/1/2014، فحاولت الشرطة إيقافهم إلا أن السيارة واصلت سيرها بسرعة في محاولة للهروب من الموقع، فما كان من المتهم إلا أن أطلق عدة أعيرة نارية على المجني عليه فأصابته إحداها في مقتل، متجاوزاً القواعد المقررة لإجراءات الضبط للمنع من الهرب وأداء الواجب الذي يفرضه القانون فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي والتي أودت بحياته.

كما أنه وأثناء تنفيذ أمر القبض على باقي المتهمين فقد أطلق المتهم ذاته طلقة نارية أخرى أصابت أحد المطلوب القبض عليهم.

بيان وحدة التحقيق، يعاكس ويخالف بيان وزارة الداخلية يوم الأحد (26 يناير 2014) عندما قالت إن «عناصر، تتخذ من مبان مهجورة، مقراً لتجمعها وتسليم واستلام الأسلحة، وبعد تأكيد المعلومات وجمع الأدلة اللازمة، اتجهت القوات لموقع الاستلام والتسليم، حيث تم التعامل مع اثنين من هذه العناصر، وأثناء محاولتهما الهرب اعترضتهما القوات، فعمد سائق السيارة إلى دهسهم والشروع بقتل رجال الأمن، رغم تحذيرهما بمكبرات الصوت، بعدها اضطرت القوات وفي إطار الدفاع عن النفس، للرد بطلقات تحذيرية لاستيقاف السيارة، إلا أن سائقها لم يمتثل واستمر في اندفاعه باتجاه رجال الأمن، وقد نتج عن العملية إصابته بطلق ناري في الرأس نقل على إثرها للمستشفي، فيما تم القبض على آخر كان برفقته وتمت إحالته للنيابة العامة».

من الواضح أن البيانين بعد ستة أشهر يختلفان في سرد الواقعة ووصف الجريمة، فوزارة الداخلية وضعتها في إطار الدفاع عن النفس، بينما النيابة العامة وضعتها في إطار «القتل العمد».

وزارة الداخلية التي تحدثت عن محاولة المجني عليه «دهس» الشرطة، فإن بيان النيابة العامة تجاهل ذلك الحديث ولم يشر لتلك المحاولة، بل تحدث عن «محاولة هروب من الموقع»، وأن رجل الأمن قتل الفتى «متجاوزاً القواعد المقرّرة لإجراءات الضبط للمنع من الهرب وأداء الواجب الذي يفرضه القانون».

وحدة التحقيق الخاصة، طالبت بمعاقبة رجل الأمن بالمواد 75/4، 107، 333/1 و339/1 من قانون العقوبات، وبذلك فإن النيابة العامة تتهم رجل الأمن وفقاً للمادة (75) من قانون العقبات فإنها تطالب بتشديد العقوبة كون الجريمة وقعت من موظف عام أثناء أو بسبب أو بمناسبة تأدية وظيفته.

ووفقاً للمادة (333) التي اتهمت وحدة التحقيق الخاصة رجل الأمن بها، فإن المادة تنص بوضوح على أن «من قتل نفساً عمداً يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت، وتكون العقوبة الإعدام إذا وقع القتل مع الترصد، أو مسبوقاً بإصرار، أو مقترناً أو مرتبطاً بجريمة أخرى، أو إذا وقع على أحد أصول الجاني أو على موظف عام أو مكلف بخدمة عامة أثناء أو بسبب أو بمناسبة تأديته وظيفته أو خدمته، أو إذا استعملت فيه مادة سامة أو مفرقعة».

الفتى فاضل عباس أصيب بشكل مباشر في (8 من يناير 2014) ومن الخلف بإصابة مباشرة في الرأس بعد ملاحقة أمنية في منطقة المرخ.

طوال 18 يوماً منذ اعتقال المصابين، وحتى إعلان وفاة أحدهم يوم 26 يناير، لم يعرف أحد حتى عائلته عن نوع إصابته. والصور التي بثت للشاب وهو على المغتسل مؤلمة جداً، وتناقض الرواية الرسمية لوزارة الداخلية بشأن تفاصيل الحادثة.

الصورة أظهرت بوضوح أن الإصابة كانت مباشرةً في الرأس ومن الخلف، وليس الأمام، أي أن المصاب في هذه الحالة، كان في موقف الهروب وليس الهجوم، وهو ما يعاكس رواية الوزارة.

وحدة التحقيق الخاصة التي باشرت التحقيق، والتي اتهمت رجل الأمن بقتل الفتى عمداً، لم تتحدث عن وجود «تحذيرات عبر مكبرات الصوت، ولا للطلقات التحذيرية لاستيقاف السيارة».

مدونة سلوك رجال الشرطة اشترطت أن تكون القوة هي الوسيلة الوحيدة لردّ العدوان، وأن استعمال الأسلحة النارية تدبير أقصى وينبغي بذل كل جهد لتلافي استعمالها، كما أكدت على ضرورة توقف استخدام القوة متى انتهى السبب المفضي إلى استخدامها.

بات واضحاً حجم الإفراط في استخدام القوة من قبل قوات الأمن، وحجم المبررات التي تسوقها دائماً وزارة الداخلية لتبرير أفعال منتسبيها، حتى لو كان نتيجة ذلك إزهاق الأرواح، وقتل أفراد.

معالي وزير الداخلية... الإصابة المباشرة من الخلف في الرأس، لا يمكن أبداً اعتبارها «دفاعاً عن النفس»، والنيابة العامة تتهم رجال الأمن بالقتل العمد.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4344 - الثلثاء 29 يوليو 2014م الموافق 02 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 6:31 ص

      محرقي

      اللهم احفظ البحرين من الحاقدين

    • زائر 39 | 7:24 م

      من أمن العقوبة اساء العمل

      العنوان ابلغ من الكلام وشكرا

    • زائر 38 | 3:53 م

      فكذبت وهو من الصادقين

      قال تعالى ..وشهد شاهد من اهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما راى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم .

    • زائر 36 | 2:12 م

      انت مصدقنهم

      ما اعتقد انك يا ولد الفردان مصدقهم... تراهم يختلفون الان علشان الاعلام، وفي المحكمة براءة

    • زائر 35 | 2:11 م

      وفقك الله لما فيه الخير

      تستحق دوماص الشكر على هذه المقالات الرائعة

    • زائر 34 | 8:42 ص

      99% من القضايا السياسية مفبركة لصالحهم

      99% من القضايا السياسية مفبركة لصالح الحكومة طبعا" ! ولاكن الى متى سيتلاعبون بأرواح البشر ؟! نؤمن بقضاء رينا و حسبي الله ونعم و الكيل.

    • زائر 33 | 8:39 ص

      سيأتي دور القضاء

      عادل ونزيه ولعن الله الشاك

    • زائر 32 | 8:37 ص

      بكرة بيعدلون التهمة

      باتعدل التهمة لضرب افضى للموت
      وبيحكمونه شهر مع وقف التنفيذ، وبيحصل ترقية في العمل

    • زائر 31 | 8:35 ص

      براءة

      براءة براءة براءة

    • زائر 30 | 8:35 ص

      شكراً لكم

      مقال يستحق القراءة

    • زائر 29 | 8:29 ص

      النتيجة واحدة

      في الأخير براءة أو حكم مخفف بالأشهر

    • زائر 28 | 5:44 ص

      اذا كان عدوك القاضي فمن تقاضي

      حتى وان حكم مؤبدا من من الذي سيشرف على تنفيد الحكم.

    • زائر 27 | 4:46 ص

      مقال للتاريخ

      هو مقال للتاريخ فقط، وللتوثيق

    • زائر 26 | 4:45 ص

      لماذا كذبت الداخلية

      مو اول مرة يكذبون ولن تكون الاخيرة، والشرطي بيطع براءة

    • زائر 25 | 4:44 ص

      يا ابن الفردان

      بسك تصيد على رجال الأمن الشرفاء

    • زائر 24 | 4:43 ص

      كاتبنا العزيز

      شكراً من القلب على هذا المقال الذي يثبت للعالم كيف تستخدم القوة لقتل الشعب

    • زائر 23 | 4:41 ص

      مهما فعلوا وكذبوا

      الشمس لا يحجبها مشخال الحقيقة واضحة وضوح الشمس، ومع ذلك سيبراء الشرطي

    • زائر 22 | 4:40 ص

      مقال رائع

      توثيق الحقائق... واثبات لكذب الداخلية

    • زائر 21 | 4:40 ص

      الواقع

      بيطلع براءة

    • زائر 19 | 2:57 ص

      لا يتطابق

      في النهاية : رجل الامن المتهم لا يتطابق مع رجال امن وزارة الداخلية.
      براءة
      براءة
      براءة
      وهذا شنبي حلقوه اذا مو براءة

    • زائر 18 | 2:55 ص

      الحسبة ضايعة أستاذي

      هي بس وزارة الداخلية الي تستخدمم التلفيق والتدليس؟ مؤسسات الدولة ووزاراتها و تركيبتها كلها مبنية على باطل.
      اذا كانت الحكومة الغير منتخبة تختصم الشعب وتحاربه، ووزارة العدل تضلم الشعب وتقذفه بجزاف التهم، فما من وزارة الأمن (الداخلية) إلا سلب المواطنين أمنهم وما تبقى لهم من حرية. المشتكى لله ولا تعويل الا على السواعد الفتية والعقول الأبية.

    • زائر 17 | 2:19 ص

      انتم تعرفون

      تعرفون ان من يسيطر علي القرار في البحرين هم دول الجوار فالداخليه قد تكفلت بها دوله و وزاره الدفاع تكفلت بها دوله اخرى من دول الجوار ولم يبقى للسلطه الا الاسم حتى انهم يتباكون من اجل بيع الوطن لتلك الدول فقط يريدون المال و الجاه فلماذا لا يكون ضغطكم على تلك الدول بحجم ربع ضغطكم على الاسد او المالكي

    • زائر 16 | 2:14 ص

      مريم الشروقي

      الاخت الكريمه مريم الشروقي كتبت عن الحادثة وانتهمته بالارهاب وينش يابت الشروقي يومها رديت علئ مقالش وقلت لش عيونش عليها غمامه الولد انصاب من الخلف يعني كان هارب

    • زائر 15 | 2:11 ص

      ارهابي وقتل

      اكيد قتل دفاع عن النفس هو خرج من المنزل لافساد في الارض و بنية قتل رجال الامن وزهاق الارواح
      والله سبحانه وتعالى اسبق في قتله ويوم القيامه اشد العذاب

    • زائر 14 | 2:09 ص

      قواسم مشتركه

      الصهاينه قتلو اكثر من الف فلسطيني في اسبوعين و هدموا المساجد و الكنائس و الدواعش قتلو اكثر من الف و خمسمائه عراقي في يوم و احد و هدموا مساجد الله و نسفوا قبور انبيائه في البحرين التي لا يتجاوز عدد سكانها الاصليين ستمائه الف قتل منهم العشرات و هدمت مساجدهم و احرق ت كتب الله اذا هنالك قاسم مشترك بين الاعراب ( وليس العرب) و الصهاينه قتلة الانبياء و ابناء الانبياء

    • زائر 13 | 2:03 ص

      قاتل الله المجرمين

      الذي يؤمن بالله يتوكل عليه وكل ما يحدث للشعب هو بعين الله والقتله ...وكل من تلطخت يداه بدم هذا الشعب له يوم عسير

    • زائر 12 | 1:40 ص

      كم شهر سجن وحوالة مالية مجزية للقاتل وباي باي

      جهاز قوامه الرئيسى أجانب الروح البشرية لديهم صفر واقول متى صدقت وزارة الداخلية

    • زائر 11 | 1:17 ص

      صدق الله العظيم

      وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ

    • زائر 10 | 1:16 ص

      انا اقول دفاع عن النفس

      هدمت المساجد دفاعا عن النفس
      تضرب حتى الموت و انت مكبل و مصمد العينين دفاعا عن النفس
      تشتم و تلعن و تسب مع الضرب في التحقيق دفاعا عن النفس
      تلقى من فوق سطح البيت دفاعا عن النفس
      تصفع دفاعا عن النفس

    • زائر 9 | 1:12 ص

      السؤال هو

      ما هو الحكم الذي سيصدر ضد المتهم وهو رجل الامن؟ هل سيصدر الحكم بى6 شهور او سنه ؟ ومع الاستئناف لا ندري هل يصبح 3 اشهر ام اقل؟ نحن الا نستغرب من صدور هذه الاحكام لانها سبق وصدرت مثل هذه الاحكام في البحرين

    • زائر 8 | 1:04 ص

      اسلحة ومتفجرات واعمال ارهابية

      هل يملك المتظاهرون البجرينيون اسلحة؟ ولو كانو يملكون هل كان ليسقط منهم هذا العدد الكبير؟ كفاكم يا حكومة هراء وكذبا ... فشعبكم لا يريد سوى عيشة كريمة كبقية مواطني دول الخليج؛ وظائف ورواتب محترمة ونبذ للطائغية التي يمارسها كثير من المسئولين وصناع القرار في الشركات الكبرى والبنوك. باختصار المشكلة الموجودة في البلد لها علاقة بلقمة العيش.

    • زائر 7 | 1:02 ص

      اي مو شعب البحرين يقتل من الخلف!!!!!

      لشعب البحرين خاصّية وميزة تختلف عن باقي الشعوب وهي انه يقتل من الخلف أي بمعنى اذا بغينا نقتل احد نعطيه ظهرنا !!

    • زائر 6 | 11:47 م

      وإن... فالحكم هالمرة لن يتجاوز السجن كم عام ثم يخفف في الإستئناف لأشهر..

      الإصابة المباشرة من الخلف في الرأس، لا يمكن أبداً اعتبارها «دفاعاً عن النفس»، والنيابة العامة تتهم رجال الأمن بالقتل العمد ...

    • زائر 5 | 11:17 م

      ونحن نقول.

      نعم الاصابه من الخلف فى رأس الشهيد يعنى الشهيد فى موقع الهروب وليس المجابهه. وايظا قتله يعتبر عمدا مع سبق الاصرار والترصد . معنى ذلك القاتل اما يقتل او يسجن مؤبد على اقل تقدير . وهنا مربط الفرس !!

    • زائر 4 | 10:41 م

      احسنت

      كذب و تدليس و تلاعب بأرواح الناس..و كأنك تتعامل مع عصابه و ليست بدوله ذات مؤسسات كما يدعون

    • زائر 3 | 10:18 م

      ان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين

      مادام الإصابة من الخلف معناها مافي مواجهة "فكذبت وهو من الصادقين"
      نحتسبه عند الله -ستراوي

    • زائر 2 | 10:17 م

      براءة غصبا عنك

      انت اخ هاني ويش عندك مع رجال اللا أمن. غصبا عنك والوفاق رجل اللا أمن براءة. وبذكرك. ويش قال اصابة من الخلف.

    • زائر 1 | 9:42 م

      المشتكى لله

      الشعب مابرتجي حكمهم ..الشعب يدرك بان الحكم عند الله وسوف ينفنذ وياخذ بالقصاص عاجلا ام آجلا والله يمهل ولا يهمل!

اقرأ ايضاً