العدد 4380 - الأربعاء 03 سبتمبر 2014م الموافق 09 ذي القعدة 1435هـ

الحرب على الإرهاب تحتاج معالجة جذرية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عندما انتُخب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في نهاية 2008 كان من أول ما فعله هو التخلي عن شعار سلفه الرئيس جورج دبليو بوش «الحرب على الإرهاب»، ولكن يبدو أن النصف الثاني من فترته الرئاسية الثانية ستشهد العودة إلى ذلك الشعار، ربما مع استراتيجية طويلة الأمد تفرضها الطبيعة المعقدة للتحديات.

وفيما أعلن أوباما عزمه ملاحقة تنظيم «داعش» بعد قطع رقبة ثاني صحافي أميركي، والبدء مؤخراً بالقصف في سماء العراق؛ فقد أعلن زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري أمس (الأربعاء) في شريط فيديو عن إنشاء فرع جديد للتنظيم المتطرف في شبه القارة الهندية. ونقل المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية (سايت) - بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية - إعلان الظواهري في الشريط «قيام فرع جديد لجماعة قاعدة الجهاد هو جماعة قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية سعياً لرفع علم الجهاد وعودة الحكم الإسلامي وتحكيم شريعته في ربوع شبه القارة الهندية».

قادة حلف «الناتو» يبدأون اجتماعاً للقمة اليوم في بريطانيا، وهم بلا شك منشغلون بما يحدث في أوكرانيا، وفي الوقت ذاته فإنهم أيضاً مدهوشون بالتهديدات الخطيرة والجديدة التي يشكلها تنظيم «داعش» الذي سيطر على مناطق واسعة في العراق وسورية، والذي يقوم بأعمال ضد المدنيين ويقطع الرقاب ويتوعد بنشر سيطرته على مساحات أخرى في منطقة الشرق الأوسط، وما وراء ذلك.

لقد أشار كثيرون إلى أن ظاهرة الإرهاب المتشدد التي تبدو جديدة وغير مسبوقة في سياق نشاطاتها ونجاحاتها في العراق وسورية، إلا أن أسبابها ليست جديدة. فمن جانب هناك فشل للحكومات في معالجة القضايا السياسية وعدم الالتفات إلى المطالب العادلة التي تسعى لإصلاح الأوضاع. وهذا يؤدي إلى الشعور بالتهميش والغربة لقطاعات واسعة، مما يخلق فراغاً تملأه الحركات المتطرفة. ربما أن الفرق هذه المرة هو أن بعض هذه الجماعات متطورة جداً في حصولها على الدعم المالي والفكري واللوجستي، بحيث أصبحت لديها قوة تؤذي الدول التي تستهدفها.

إن الجهود المطلوبة لمواجهة التحديات الخطيرة لا يمكن أن تنحصر في الجانب العسكري أو الأمني، حتى لو كان بدعم من أقوى الدول في العالم، لأن هناك حاجة واضحة لمعالجة الجذور السياسية والفكرية والاقتصادية لأزمات المنطقة، والتي كانت ولازالت هي ذاتها لم تتغير.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4380 - الأربعاء 03 سبتمبر 2014م الموافق 09 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 10:04 ص

      امثال...

      الظلم في مكان ما يمثل تهديدا للعدل في كل مكان.
      التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت الأخيار على ذلك.
      الشغب لغة من لا يُسمَعون.
      ليس المهم طول حياة المرء، بل جودتها.
      مارتن لوثر كنج جونيور

    • زائر 10 | 6:17 ص

      كلما

      كلما ابتعد العرب عن الله وايدو الكفار مثل امريكا وحلفائها الدنيا لن تستقر وراح تستمر المدابح بفلوس العرب الي ماعرف يستغلون هادى النعمة المشتكى لله

    • زائر 9 | 5:37 ص

      يجب

      يجب توقيف بعض القنوات المحرضه على الطوائف الثانيه بالعلن
      و يجب وقف مناهج التكفير

    • زائر 8 | 2:57 ص

      من يريد محاربة الارهاب

      من يريد محاربة الارهاب عليه ان يبدأ بمحاربة منبع الارهاب ايران فالتطرف لم يكن له وجود قبل وصول الخميني

    • زائر 6 | 1:31 ص

      من يزرع الإرهاب لا يمكن ان يكون محاربا له

      أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا ودول ... مع دول اخرى هم من زرع الإرهاب ومن دعمه وسانده والآن خافوا على انفسهم فهم لا يريدون استئصاله انما يريدون فقط ابعاد شره عنهم وبإذن الله سيطال كل الدول التي انشأته

    • زائر 5 | 12:52 ص

      رسالة الجمري

      هذه رسالة في الصميم الى من يهمه الأمر.

    • زائر 3 | 12:43 ص

      سنة الحياة

      من أعان ظالما سلط عليه

    • زائر 2 | 10:24 م

      دكتور

      مايمدج السوف إلا الربحان لو تمت مكافحة الحزب إلي خبرك ماقلت هل كلام

    • زائر 1 | 9:53 م

      فك الارتباط بين دولة اقليمية و الفكر المفرخ للارهاب اولى الخطوات

      ليست المناهج ما تحتاج الى تعديل وانما الارتباط بين الدولة و المؤسسة الجينية و رعاية فكرها المنغلق هو الاساس في محاربة الارهاب هذا الفكر الذي ينتج الارهاب الكامن في نفوس اتباعه و يتجسد في اقصى حالاته تكفير الأمثال بعضهم لبعض حين تتباين بينهم الاساليب

اقرأ ايضاً