العدد 4390 - السبت 13 سبتمبر 2014م الموافق 19 ذي القعدة 1435هـ

أغرب تحالف في التاريخ!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد عقود أو قرون... سيذكر العام 2014، باعتباره العام الذي شهد أغرب تحالفٍ في التاريخ!

فالولايات المتحدة الأميركية، التي أعلنت انسحابها من منطقة الشرق الأوسط، بعد حربين مدمرتين في العراق وأفغانستان، تعود اليوم مرةً أخرى لتقود تحالفاً جديداً، وهذه المرة ضد تنظيم إرهابي تروّج مخابراتها أنه بحدود 31 ألفاً، وربما تكون الحقيقة ضعف ذلك مرتين.

في الحروب الماضية، كانت الولايات المتحدة ترسل قواتها وجنودها للقتال على الأرض، فيكونون هم القادة والسادة، والعمود الفقري للحروب. حدث ذلك في حرب تحرير الكويت، وفي غزو العراق، أما هذه المرة فتعود لتقاتل بطائراتٍ دون طيار، على أن ترسل الدول الأخرى جنودها للقتال!

في الحروب الماضية، كانت أميركا تندفع نحو الحرب وتجرجر معها العالم إلى المعركة، وكانت كثيرٌ من الدول تتبعها اتّباع الفصيل لأمه، رغبةً في رضاها وعطاياها. أما الدول الغنية التي ترفض الانقياد فتتعرّض إلى حملات تشهير وتحقير، كما حدث مع فرنسا وألمانيا... حيث ذهب رامسفيلد إلى نعت أوروبا كلها بـ «القارة العجوز» استخفافاً بها. وحين رفضت الأمم المتحدة منح أميركا تفويضاً بالحرب مضت «سيدة العالم» في مشروعها الامبراطوري دون اكتراث.

في حرب تحرير الكويت (1991) قادت أميركا تحالفاً من 33 دولة، كان الكثير منها يشعر بالفخر لمجرد المشاركة فيها، وبعضها قدّم مطاراته وقواعده العسكرية ووفّر تسهيلات لوجستية لمساعدة الأميركان في الحرب على العراق. أما اليوم فتعود أميركا لتقود تحالفاً من أربعين دولة، بعضها كان يموّل بسخاءٍ التنظيم الذي سيحاربه اليوم؛ وبعضها كان يوفّر له العتاد؛ وبعضها كان يشحن المتطوعين في رحلات جوية وبحرية حتى يصلوا إلى الموانئ والمطارات حتى يصلوا إلى المعسكرات، ليتم تهريبهم إلى داخل الدول المغضوب عليها، مثل سورية والعراق!

أميركا خبيرةٌ جداً في تشكيل وبناء وقيادة التحالفات! وآخر تحالف قادته ضمّ 120 دولة، لإسقاط النظام الدكتاتوري في سورية، لكن «تحالف أصدقاء الشعب السوري» لم يستمر لأكثر من عامين حتى تفكّك وتقلّص أعضاؤه إلى أقل من عشر دول، دون أن يحقّق أهدافه، وفي الأخير لم يبق من «أصدقاء الشعب السوري» أحد!

وكما لأميركا خبرةٌ كبيرةٌ في تشكيل وقيادة التحالفات، فإن العرب لديهم خبرةٌ كبيرةٌ في الالتحاق بالأحلاف والتحالفات، والمشاركة بالصفوف الأولى من حروب الآخرين التي لا تخدم مصالحهم، منذ وعدهم الانجليز بالاستقلال مقابل محاربة الخلافة العثمانية، حتّى حرب تدمير العراق، انتهاءً بالحرب الأخيرة على غزة. واليوم نعود للالتحاق بحلف أميركي جديد، لقتال تنظيمٍ إرهابي ساهمنا معهم في صنعه ورضاعته وتربيته وتمويله حتى وصل مرحلة الفطام!

المطلوب منا اليوم أن نلتحق بالحلف الجديد والمشاركة في الحرب المقبلة، كما التحقنا في الخمسينات بحلف بغداد، وفي السبعينات بحرب تحرير أفغانستان، وفي 2003 بغزو العراق. إننا أمةٌ بلا رأي، وبلا موقف، تُقاد ولا تقود. أمةٌ تبث على كل الموجات، وترقص على كل الألحان... بلا هوية ولا كيان.

التحالف الجديد، كان أعضاؤه يتنافسون حتى قبل ثلاثة أشهر، على دعم هذه التنظيمات الإرهابية التي سيحاربونها اليوم، طوعاً أو كرهاً، بعدما انقلب السحر على الساحر. الولايات المتحدة ستقاتل «داعش» من الجو، وعلى الدول الصديقة أن ترسل الجنود والمتطوعين للجهاد ضدها ليكونوا وقوداً للمحرقة، وسيتم حرق مليارات الدولارات من أموال هذه الشعوب ومدخراتها، بدل صرفها على مشاريع النهوض بالتنمية والتعليم والإسكان في هذه البلدان!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4390 - السبت 13 سبتمبر 2014م الموافق 19 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 10:05 ص

      المثل يقول لاتصير تيس تَبع

      اللي يسمعك يقول إن إيران مستاءه لعدم دعوتها يكفيها شرف الاستقلال وعدم الانقياد مع العدو، كلكم تعترفون أن أمريكا عدوه للإسلام والمسلمين بس لما ولي الأمر يتحالف معاها بقدرة قادر يصير بطل مثل ما جورج بوش رقص العرضه بالسيف وصار عندكم طيب وأجودي يومها

    • زائر 21 | 9:27 ص

      ليس هناك عرب

      بل طغمة تمثل مصالح الخارج،على حساب مصالح الشعوب العربية لضمان بقائها.

    • زائر 19 | 5:22 ص

      درب الزلق

      بعض من الناس سيقودونهم من حرب افغانستان والعراق وسوريا إلى قتال داعش رغماً عنهم!!!!!

    • زائر 17 | 4:22 ص

      امريكا

      امريكا عدوة الشعوب انها السرطان الله ادمرها لقد دمرة العرب وبثة فيه الكراهبة بين العرب الله ادمرها وخلص شعوب العرب منها

    • زائر 15 | 2:36 ص

      وين ايران

      المهم اين هي ايران وتنظيماتها الولائية من هذه الترتيبات ؟؟ للاسف الكاتب لا يتطرق الى مثل هذه الأسئلة ويزعل اذا قلنا ان كلامه للاسف طائفي

    • زائر 16 زائر 15 | 3:35 ص

      الزائر الاخير

      وانت فرحان يعني؟ ايران ليست من الدول التابعة. وليست من الدول التي تغير موقفها تبعاً للاوامر الامريكية ولذلك لا تستغربوا اذا لم تدعى لهذه المؤتمرات. ايران سيدة قرارها وياليت دولنا تكون مثلها...

    • زائر 20 زائر 15 | 5:25 ص

      اللي حارتكم ايران لأن لها سياسة مستقلّة تراعي كرامة شعبها

      لأنكم شعوب لا تعرفون معنى الكرامة لذلك تحسدون الدول التي تحافظ على كرامة شعوبها هذا كل ما في السالفة كل شيء وقلتوا ايران

    • زائر 14 | 2:28 ص

      الله يكون في عونكم

      يبدو ان عدم دعوة ايران لمؤتمر جدة مسبب لكم حرقه في القلب. على العموم معليش استحملوا شوي يمكن يدعونهم في المؤتمر القادم

    • زائر 13 | 2:16 ص

      محارق لشباب مغرّر بهم يزجون بهم في الحروب ويبعدونهم لمآرب سياسية

      لكي تبقى الكراسي محفوظة فلا بد من ابعاد الشباب وتفكير الشباب عن حقوقهم في اوطانهم فيغررون بهم ويوهمونهم بالجهاد والتضحية بأنفسهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل

    • زائر 12 | 2:09 ص

      أموال شعوب الخليج موقوفة على الحروب من حرب الى أخرى

      أموال وعوائد البترول اصبحت العوبة في ايد تتلاعب بها وتدخلها في محارق الحروب من حرب افغانستان الى حرب الخليج الاولى والثانية والقضاء على نظام صدام ثم محاولة القضاء على النظام السوري وهكذا هي محارق للاموال ولشباب الخليج والشعوب كالبهائم تسير نحو حتفها ونحو مقصبها من دون ان تعرف

    • زائر 10 | 1:57 ص

      ليس حبا في أمريكا ولكن كرها في داعش

      مثل ما ذكرت لقد انقلب السحر على الساحر وأصبحت التنظيمات الإرهابية أطماعها تقترب من الحكام وعروشهم وهذا الدافع الرئيسي للتحالف الجديد

    • زائر 9 | 1:20 ص

      اعلى مدخولات امريكا من تجارة السلاح

      يريد اوباما قبل ان تنتهي ولايته الرئسية ان يخفض مستوى البطالة و يرفع مستوى الدخل و يخفض الضرائب وانعاش الاقتصاد للفوز بولايه ثالثة ولكن تحتاج هذه الامور الى عشر سنين ليصل اوباما الى تنفيذ خطته واسرع طريق الى انجاح كل ما ذكر اعلاه هو زيادة القوة الشرائية من تجارة السلاح حول العالم
      مليارات العرب ستذهب لشراء الاسلحة الامريكية وتضيق الخناق على المواطنين وامريكا سوف تصرفها على شعبها

    • زائر 8 | 12:51 ص

      الموضوع بسهل

      امسكو أردوقان وامنعوه عن استضافة أخوانه المجاهدين وعدم شراء النفط منهم برخص التراب ويموت التنظيم
      وخلو أمريكا ماتعطيهم السلاح والعتاد
      فى ذمتكم فيه عاقل مايعرف هالمعلومات؟! كفاية أستخفاف

    • زائر 6 | 12:34 ص

      لم تكذب جولدا مائير عندما قالت باننا امة لاتقرأ

      مساكين لايتعلمون من بلاويهم ينقادون بدون تفكير وفلوس تصرف على القتل بدل التنمية صانعوا الإرهاب يجتمعون لمحاربته

    • زائر 5 | 12:32 ص

      تنظيم مجرم

      اخي كاتب تنظيم داعش مجرم انهم الات قتل ولاكن الغريب يقتول اهل سنة وجماعة مجرد استفسار الا ترى انه شي غريب !

    • زائر 4 | 11:43 م

      امريكا تصنع الحروب على دماء العرب والمسلمين

      هذه امريكا لا تريد الى اي جندي من جنودها ان يموت او يقطع رءسه لذلك دعت الدول العربية بأن تشارك في التحالف ضد تنظيم داعس المصنوع امريكا وصهيونيا وعربيا

    • زائر 3 | 11:33 م

      يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

      ذكرتني عبارة أن أمريكا لن ترسل مقاتليها لدخول حرب التحالف وتكتفي بطائرات دون طيار ذكرتني بالعرعور ومن على شاكلته من شروخ الفتنة ( نعم شروخ وليسوا شيوخ ) عندما يحثون الشباب على الذهاب لسوريا لما يسمى بالجهاد ويعدونهم بالحوريات مستغلين غباءهم وجهلهم في الوقت نفسه أولادهم في أحضانهم وفي أمان وأحلى عيشة والمصيبة الكبرى في كل مرة أمريكا تضحك على العالم العربي وهم يعلمون بذلك لكن ليس باليد حيلة ومثل ما يقول المثل صلى الشيخ صلت جماعته ( حتى إن لم يحن وقت الصلاة ) وشكرا لك يا سيد

    • زائر 2 | 11:28 م

      باريس

      اجتماع زعماء داعش سيعقدون الحرب علي داعش والهدف غير دالك

اقرأ ايضاً