العدد 4399 - الإثنين 22 سبتمبر 2014م الموافق 28 ذي القعدة 1435هـ

المعسكرات هل تنفع؟

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تصرف الاتحادات الرياضية المحلية سنويا ملايين الدنانير على المعسكرات الخارجية الطويلة التي تقيمها لمختلف المنتخبات العمرية، وذلك من أجل اعدادها للمشاركة في البطولات الخارجية سواء كانت تصفيات أو بطولات بنظام التجمعات.

هذه المعسكرات وعلى مدار تأسيس الرياضة البحرينية كلفت خزينة الدولة مبالغ خيالية لو استثمرت بالصورة المثلى في تكوين قاعدة رياضية صحيحة لاختلف وضعنا اليوم تماما عما نحن فيه.

المعسكرات التدريبية الخارجية عادة ما تكون فائدتها وقتية تزول بزوال البطولة المراد المشاركة فيها لنبدأ مجددا من الصفر مع كل بطولة جديدة.

نظام المعسكرات الطويلة أثبت فشله على مستوى العالم ولم يعد يطبق إلا في العالم العربي لأننا لا نتعلم الدروس إلا متأخرا جدا.

المنتخبات العالمية وعند البطولات الكبرى فقط مثل كأس العالم أو البطولات القارية تقيم تجمعات تمتد لأسبوعين أو 3 على أكثر تقدير قبل البطولة والتي تنظم عادة في فترة الراحة بعد انتهاء الدوريات المحلية.

أما غير ذلك فإن المسابقات المحلية تبقى لها الأولوية باعتبارها المصنع الذي يعد من خلاله اللاعب للمشاركة مع المنتخب وتبقى مباريات المنتخبات استثناء يسمح فيها للاعب بخوض حصتين تدريبيتين ولعب المباراة مع المنتخب لا أكثر ولا أقل.

أساس أي منتخب قوي هو الأندية وهي القاعدة التي يبنى عليها ومن دون أندية قوية فإننا نبني في الهواء ومعرضين دائما للانهيار.

الملايين التي تصرف على المعسكرات وعلى الجولات السياحية الخارجية لو استثمرت في بناء قاعدة تدريبية صحيحة في الأندية من خلال خطط علمية تتبناها الاتحادات بإشراف متخصصين، ولو استثمرت في تهيئة منشآت التدريب الحديثة وتطويرها، ولو استثمرت في الاهتمام بفرق القاعدة في الأندية، لما كان هناك حاجة لمثل هذا المعسكرات بل لأمنا بالفعل التطور الرياضي المنشود.

المشكلة أننا نستمر بالعقلية الرياضية نفسها دون القدرة على فهم العالم من حولنا ودون القدرة على اجتراء الحلول الحقيقية والجذرية بدل تضميد الجراح المعمول به حاليا.

مشكلتنا أيضا أن الاتحادات تعمل كوحدة مستقلة بعيدا عن الأندية، وهي تتنازع المصالح مع الأندية في كثير من الأحيان في موقف غريب بل غير مبرر كون أساس العلاقة هو التكامل وليس التنافس.

كل يوم نسمع عن معسكرات في أوروبا خصوصا حيث الجو اللطيف والمدن المتطورة والاستمتاع بالمناظر الخلابة دون أن يسأل أحد نفسه ولو للحظة، لماذا لا يعسكر الأوروبيون الذين يمتلكون أرقى وأفضل الرياضات على مستوى العالم كما نعسكر نحن؟، ولماذا يستثمرون أموالهم في أنديتهم وفي دورياتهم المحلية بدل تبديدها في المعسكرات الخارجية؟.

السؤال هنا يدخل في عالم المحرمات الذي قد يفتح الباب لتقليص امتيازات متوارثة على مدى أجيال، وعندما تتحدث الامتيازات تسقط كل الرهانات.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4399 - الإثنين 22 سبتمبر 2014م الموافق 28 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:05 ص

      عقل عربى

      متى رأيت ابداع فى المسؤل العربى ولهذا لن نتطور فى اى شيىء زسنبقى هكذا حتى ياذن الله بعض هذه الأنجازات هى مجهودات شخصيه ويستفيد المتسلقون على الرياضه وهم كثر

    • زائر 1 | 9:42 م

      الله كريم

      الله كريم

اقرأ ايضاً