العدد 4407 - الثلثاء 30 سبتمبر 2014م الموافق 06 ذي الحجة 1435هـ

رحيل مؤسس "لندن ريفيو أوف بوكس" عن 83 عاماً

كارل ميلر
كارل ميلر

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

فقدت بريطانيا واحداً من أكبر كتَّابها ونقادها ومحرِّريها الأدبيين، كارل ميلر عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاماً، قضى الجزء الأكبر منها صوتاً فاعلاً في عالم الكتابة والنشر. كان ضمن جماعة البلومزبري، التي أحدثت حراكاً ونقلة نوعية في الحياة الأدبية والفكرية بتنوّع نتاجاتها في الأدب والاقتصاد والنقد في بريطانيا عموماً والعاصمة (لندن) خصوصاً، امتداداً إلى حضور مؤثر في الأوساط الإبداعية العالمية. أتاحت له مهنة التحرير بصداقات مع أهم كتَّاب بريطانيا ومن بينهم حائز نوبل في الآداب الشاعر شيموس هيني؛ الذي كان أحد ملهمي موضوعاته؛ وقام بتحرير عدد من إصداراته.

المحررة الأدبية في صحيفة "الغاريان" البريطانية أليسون فلود، كتبت تقريراً بعد يوم من وفاة ميلر، في 25 سبتمبر/ أيلول 2014، رصدت فيه جانباً من دوره وتأثيره على صناعة النشر والتحرير والأدب والعلاقات التي ربطته بأسماء كبيرة، وشهادات عدد من مجايليه من ناشرين وكتاب؛ نورد هنا الجانب المهم من التقرير:

بعد احترافه كمحرر أدبي لكل من "Spectator" و "New Statesman"، شارك ميلر في تأسيس "لندن ريفيو أوف بوكس" في العام 1979، وكان محرراً لها حتى العام 1992، ووفقاً لمقال كتبه زميله السابق أندرو أوهاغن، فإن تجربته في تصحيح ما كتبه الشاعر الكبير شيموس هيني، أتاحت له أن يكون صديقاً له لفترة طويلة. كتب أوهاغن العام الماضي، بعد وفاة الحائز على جائزة نوبل في الشعر، هيني متذكراً أوقاتاً خلال فترة وجوده في المجلة عندما كان ميلر يبحث عن قصيدة جديدة لهيني، بادر ميلر بالقول: "شيموس، نحن ممتنون لك كثيراً". "المشكلة تكمن في، أننا سعداء مع القصيدة، ولكن هناك خطأ ما يعتريها".، ويتذكَّر أوهاغن في الوقت نفسه صديقاً لكلا الرجلين، قال: "الأمر هو أنه لديك هذا الشيء المتعلق بـ "ماكديارميد" في (عبقرية الثرثرة). هذا خطأ. أنا عن نفسي تعود جذوري إلى سكوتلندا". قلتَ مرة (الخراف الثرثارة). وأستطيع أن أقول لكم إن الخراف الاسكتلندية لا تثرثر".

وأضاف أستاذ الأدب الإنجليزي الحديث في جامعة لندن، الذي كان يدير قسم اللغة الإنجليزية حتى العام 1992، أوهاغن، كان ميلر مؤلف عدد من الكتب، وفاز بجائزة جيمس تيت بلاك، عن كتابه حول السيرة الذاتية للقاضي والكاتب الاسكتلندي هنري كوكبرن. ويشمل إنتاجه الأدبي الخاص أيضاً اثنتين من مذكراته، "زيارة ريبيكا" و "خيول الظلام"، والأخيرة تحتوي على تجارب الصحافيين الأدبيين.

وفي مراجعة في صحيفة "الغارديان"، كتبت مارغريت درابل كيف أن "ميلر كان مولعاً بالتمليح إلى نثره الموجه بالعامية الاسكتلندية الأصيلة، سواء الديموطيقية (اشتق هذا الاسم من الكلمة اليونانية "ديموس" والنسبة منها "ديموتيكوس" وتعني "الشعبي". ولا يعني هذا المسمى الربط بين هذا الخط وبين الطبقات الشعبية في مصر، وإنما هو خط المعاملات اليومية ويمكن أن يقارن بخط الرقعة بالنسبة إلى اللغة العربية)، أو تلك التي لم تكن بمعزل عن اللغة الإنجليزية المتقنة والرصينة.

وصرح أوهاغن لـ "الغاريان": "لقد كان شخصية أدبية رائدة ضمن جيله وواحداً من أظرف الرجال الذين عرفتهم. قام بتغيير الصورة منذ ما يقرب من خمسة عقود عن الكتاب والقراء، عن التحرير وتأسيس أفضل المجلات، وتشجيع الأصوات التي كانت من المرجَّح لم تسمع بها الناس من قبل. دافع وناصر كلا من نايبول وشيموس هيني، فرانك كيرمود وأنجيلا كارتر. ليس فقط لأنه أعطى أولئك الكتاب أماكن وفضاءات للكتابة، لكنه أعطاهم المواضيع، وقام بشحذ أساليبهم، ودفعهم لأن يكونوا أكثر شجاعة مما كانوا عليه من قبل. إذا أحبك كارل ستشعر أنك نجحت في الامتحان النهائي".

وأضاف أن ميلر "ربما كان آخر رجال بلومزبري العظماء (مجموعة البلومزبري مجموعة من الفنانين والكتَّاب البريطانيين الذين كانوا يقطنون بالقرب من لندن في بداية القرن العشرين كانوا يجتمعون في منطقة وسط لندن تدعى البلوزمي في منزل تشارلستون وأطلق عليهم لاحقاً مجموعة البلوزمي. كان لهذه المجموعة أثر بالغ في الأدب والاقتصاد والنقد) ... وبطبيعة الحال، هناك كتَّاب ومحررون رائعون الآن، لكنهم يعيشون في عالم يضغط على القيم الأدبية وعلى برامج الكتب، وعلى الثقافة العالية الرصينة. إنه عالم مخيف ومُهين. عمل كارل ميلر في ظل ذلك وعلى رغم واقع السوق وقوانينها واشتراطاتها، أثرى الحياة الفكرية في البلد بألف طريقة".

وكما قال أوهاغن: "ضحكاته هي ما سأفتقد. من الصعب الاعتقاد بأن "(محرك كارل الهزلي)، كما أسماه كلايف جيمس، قد توقف الآن".

وقال رئيس التحرير لدى الناشر كويركوس، جون رايلي: "لا أعتقد أنني برحت حضور كارل في أي وقت مضى دون الشعور بأنه حتى عندما كان مسنّاً، مريضاً ومتعباً، جعل يومنا أفضل من خلال ذاكرته، ولطفه وذكائه الذي لا يضاهى فيما يتعلق بالكتابة والكتَّاب. كتبه هي بمثابة شهادة على كل ذلك، وأكثر من ذلك بكثير".

يذكر، أن المحرر والناقد الأدبي كارل ميلر، بريطاني الجنسية، ولد في 2 أغسطس/ آب 1931، وتوفي في 24 سبتمبر 2014 عن 83 عاما.

تلقى تعليمه في المدرسة الملكية بأدنبرة وكلية داونينج بكمبريدج، حيث درس اللغة الإنجليزية. أصبح المحرر الأدبي لكل من "Spectator" و "New Statesman"، واستقال ميلر من الأخيرة إثر خلاف مع المجلة.

كان المحرر المسئول عن Listener في الفترة ما بين 1967-1973 ثم "لندن ريفيو أوف بوكس" التي أسسها من العام 1979 إلى العام 1992.

حرر "شعر من كامبريدج العام 1952".

"الكتابة في انجلترا اليوم: السنوات الخمس عشرة الماضية". 1968.

"مذكرات اسكتلندا الحديثة" 1970.

"ألفية كوكبرن". 1975 (سيرة هنري كوكبرن، وحاز ميلر به جائزة جيمس تيت بلاك).

"دراسات في التاريخ الأدبي" 1985 (نقد).

"خيول الظلام: تجربة الصحافة الأدبية"، 1998 (مذكرات).

"أحاديث مع شيموس هيني" العام 2000

"الراعي الكهربائي وشبيه جيمس هول العام 2003" (سيرة). وغيرها من الإصدارات التي كتبها وحرَّرها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً