العدد 4409 - الخميس 02 أكتوبر 2014م الموافق 08 ذي الحجة 1435هـ

الانتخابات حق ومسئولية وطنية

شبر إبراهيم الوداعي

باحث بحريني

السجال الذي أثاره توقيع المفكر البحريني علي محمد فخرو على المذكرة الموجهة إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد وما تلاها من مرئيات بشأن الخطوات الوطنية المطلوبة للخروج من الأزمة الخانقة التي تعصف بالوطن، حققت مرادها في تحفيز الوعي المجتمعي للمشاركة في الحوار حول مستقبل البلد وطرح الرؤى في شأن القرارات المصيرية المطلوبة لترميم ما خربه الدهر.

الرأي الاجتماعي في شأن معالجة الأزمة الخانقة التي تسببت في تهتك كياننا المجتمعي وأضرت بمصالحنا الوطنية على الرغم من تفاوت رجاحتها في التقييم وتشخيص واقع الأزمة ومخارج الحلول إلا أنها تظل إضافة مهمة تسهم في الدفع باتجاه تبني الرأي الحكيم والعاقل في تفهم ضرورات المرحلة وحتمية العمل المؤسس والواعي للدفع باتجاه التخلص من المواقف غير الموزونة وتغليب المصلحة الوطنية على العواطف الفئوية وغير المؤسسة في بعدها الوطني. وذلك ما ينبغي أن يقابل باستحسان من ذوي الأمر والممسكين بخيوط القرار الوطني، والإصغاء إلى تلك الرؤى واتخاذ ما يلزم من إجراءات إيجابية تنهي ما يجري طرحه من مخاوف ومطالب للخروج من مستنقع الأزمة.

الرؤى العقيمة التي برزت في منظومة السجال الاجتماعي الدائر في هذا المنعطف التاريخي لبلادنا من الطبيعي أن يكون له حضورها، وعلى الرغم من اختلافها في المصدر وبعد الهدف إلا أنها عامل سلبي تخل بالتوازن الطبيعي لمنظومتنا المجتمعية والوطنية، وتنقسم هذه الرؤى إلى الفئة غير المدركة من جانب لطبيعة جوهر ومؤسسات الحلول وغير الواعية من جانب آخر لما تطرحه من رؤى غير موزونة، والفئة المنتفعة بمختلف تلاوينها ومصادر أهدافها والتي يضيرها أن تبحر سفينتا الوطنية بسلام إلى المرسى الآمن. وفي خضم تشابك لهب براكين السجال وتخبط المواقف وتصاعد الصيحات السلبية وغير الموزونة في تقييم واقع الأزمة وانعدام العاقلية في إبصار طريق الحل الرشيد من جانب، ومصادرة حقوق الفئة الصامتة، وحجب حق الفئة الراغبة في التميز بمواقفها من جانب آخر، من الطبيعي أن تعلن الأصوات الحكيمة رؤيتها وتدعو إلى انتهاج طريق الحكمة والرأي الراجح واحترام الرأي والرأي الآخر وتفهم قناعات الآخرين، ذلك ما تجسد في رأي وزير العمل السابق مجيد العلوي الذي تولت صحيفة «الوسط» نشره في (17 سبتمبر/ أيلول 2014) ويتمثل في قوله: «أنت حر في المشاركة في الإنتخابات أو مقاطعتها وفق قناعتك، لكن عليك أيضاً احترام صاحب الرأي المخالف فلا تخونه أو تشكك في وطنيته».

الرؤى التي قدّمها فخرو ضمن تصريح انفردت بنشره صحيفة «الوسط» بتاريخ (20 سبتمبر 2014)، تجسد جوهر مضمون الوعي الوطني وتؤكد الالتزام المسئول بالثوابت الوطنية، ووفق تلك المرئيات التي يشخص بموجبها واقع الأزمة ومخارج الحل يؤكد «أن بقاء العمل السياسي في البحرين مقتصراً على الشارع في شكل مظاهرات أو حرق عجلات سيارات وإجراءات أمنية لمواجهتها أمر لا يكفي ولم يوصل إلى نتيجة، فالعمل السياسي يجب أن يتواجد في ساحات كثيرة متعددة، من هذا الساحات البالغة الأهمية ساحة البرلمان». وبالارتكاز على مقومات ثوابت الفهم الاستراتيجي للعمل الجماهيري والحقوقي يشير إلى أن «البرلمان، كساحة من ساحات النضال السياسي، ومنبر إعلامي بالغ الأهمية، ومكان محاسبة لأي أخطاء في السلطتين التنفيذية والقضائية، ومكان كشف للناهبين والانتهازيين والكاذبين من بين أعضاء البرلمان نفسه أمام جمهورهم الذي انتخبهم، هذا البرلمان يجب أن لا يترك قط ليحتله الجهلة أو المنافقون أو الذين يباعون ويشترون في أسواق النخاسة». ويؤكد «البرلمان إذن يجب أن تسعى كل قوى سياسية معارضة لاحتلال أكبر جزء ممكن منه، وهي إذ تفعل ذلك فإنها لا تتنازل عن تواجدها في الساحات الأخرى، من مثل شوارع المظاهرات السلمية والعرائض والمنابر الإعلامية والتواصل مع القوى الخيرة في العالم كله، والتي ستدعم مطالبها في ساحة البرلمان».

لسنا في حاجة للدخول في سجالٍ للدلالة على فوائد الدخول في البرلمان من عدمه، كما لسنا في حاجة للذهاب بعيداً واستعراض التجارب التاريخية للشعوب لإبراز أفضلية المشاركة في الإنتخابات البرلمانية من عدمه، فتلك تجارب أكدت بشكل قطعي الأهمية الاستراتيجية للمنبر البرلماني في الدفاع عن حقوق المواطنين بهذا القدر أو ذاك.تجربة بلادنا في العمل البرلماني على الرغم من قصرها وتقطع مراحلها التاريخية، إلا أننا يمكن أن نستخلص منها الدروس والعبر في مناهج العمل الجماهيري الداعم لجهود النواب، وذلك كما حدث في برلمان 1973 على الرغم من التفاوت في الصلاحيات الدستورية بين التجربتين، بيد أن النضج السياسي والوعي الوطني والالتزام المسئول الذي تميّزت بهما الكتل البرلمانية في تبنيها أهدافاً واضحة، ومعالجتها الواعية للقضايا المطلبية والوطنية في بدايات التجربة، تشكل المؤشر في ما تحقق من إنجازات والتي تؤكد ضرورة المراجعة واتخاذ القرار الحكيم، والدعوة إلى الابتعاد أيها الأخوة عن السجال العقيم لكي لا نغرق سفينتنا المشتركة.

إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"

العدد 4409 - الخميس 02 أكتوبر 2014م الموافق 08 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 4:35 ص

      المشكلة ليست البرلمان

      المشكلة حقوق سياسية وعدالة اجتماعية ( التميز اصل المشكلة)

    • زائر 23 | 6:46 ص

      هذا لا ينطبق على برلمان البحرين

      اخي العزيز كاتب المقال هذا الكلام الذي سطرته لا ينطبق على برلمان البحرين ولا على من يحكم البحرين وانت تعرف تجربة الاخوة الوفاقيين في هذا الشأن وما عانوه من باقي الاعضاء الذين هم عضض الى السلطة التفيذية بدل ان يكونوا عضض الى الجماهير التي انتخبتهم.كاتبنا المحترم وجهة النظر التي تحترم هي التي تقوم على مسوغ علمي لا ان تكون خاوية في مضمونها وتبقى في وجهت نظرك وجهة نظر لا هي ليس كذلك وجهة النظر تكون متلازمة مع امكانية وجود الية العمل التي بها تستطيع الانجاز اما اذا كانت دون ذلك فهي ليست وجهة نظر.

    • زائر 22 | 4:53 ص

      تركنا الانتخابات للشعب الجديد البديل

      عليكم بالعافية وبيقومون بالواجب

    • زائر 21 | 4:50 ص

      ليش ننتخب السنا خونة صفويين نتبع اجندات خارجية

      ليش ننتخب وكل يوم نخون ؟

    • زائر 20 | 4:48 ص

      للمشاركة في الانتخابات على الحكومة طرح حسن النية

      واولها الافراج عن السجناء ، ثانيا الحوار الجاد مع المعارضة حول اهم وبنود تحقيق المصالحة والا هي انتخابات صورية والعالم يعي ذلك

    • زائر 19 | 4:46 ص

      مجلس هزيل كسابقه

      لماذا اشارك

    • زائر 18 | 4:36 ص

      ادعوكم للتمعن جيدا في رؤية الكاتب

      اضطلعت على المقال والردود
      ياجماعةليش تتحدثون عن موقف لم يشير اليه الكاتب ورؤيةمختلفةمع ما قال من خلال فهمي لما كتبه لم ارى أن هناك دعوةللدخول في الانتخابات او ضد الدخول مافهمته انه يدعوا للم الشمل والحوار العاقل
      لماذا القذف ورمي الكلام الذي ليس نحن في حاجة اليه اذا انتم تعرفون الشخص كما فهمت لكم معاه صداقة ناقشوه عن قرب فقد يكون ما سجله من راي بعيد كل البعد عن ما ذكرتموه في تعليقاتكم
      هو لم يأتي بجديد فسبق لكتاب من بعده طرحوا رأيهم في هذا الموضوع ولم تقولوا شيء
      اخواني اتمنى نحترم رأي الاخرين

    • زائر 26 زائر 18 | 9:51 ص

      زائر18

      انت امشي ورا رايهم ان قلت شي يخالفهم سيده عفسووك
      هدى مشكلتنا مانحترم راي الثانى ادا ضدنا

    • زائر 17 | 4:36 ص

      لن نشارك في الانتخابات طالما الظلم المستشري يكبريوم بعد يوم

      شعبنا في السجون واولادنا دون وظائف والتجنيس على قدم وساق وخدمات التعليم والصحة والاسكان في الحضيض ماذا بقى بعد ؟

    • زائر 15 | 4:33 ص

      عن اي انتخابات تتكلم و4000الاف سجين واكثر

      الحقوقيين المعلمين ، محاميين، اطباء، شباب، كهول ، اطفال، صحفيين، مدونيين ، نساء، كلهم يرزحون في السجون و الاعتقالات، مداهمات، تهم كيدية، حقد وبغض وغياب حقوق وعداوة على الطائفة وتمييز فاضح يشهده الجميع فكيف لنا ان نشارك في انتخابات صورية ومجلس هزيل

    • زائر 11 | 3:32 ص

      الحق

      نحن الشعب البحرانى لانطيع الى الله حقوقنا مسرووقة وشعبنا قابع فى السجون فكيف تريدوونننا الدخول فى الانتخابات هاده لايرضاه رب العالمين رب العالمين لايحب الظلم ونقول للحكومة لن ندخل الانتخابات الى ان يكون الشغب مصدر السلطات والله ياخد الحق المسلوب

    • زائر 13 زائر 11 | 3:53 ص

      فتوى وحدة و بتشاركون

      فتوى وحدة و بتشاركون

    • زائر 14 زائر 11 | 4:20 ص

      ------

      نعم فتوى وحدة وبنشارك وعن وعي ولا تحسبنا امعات إذا كانت هذه الفتوى ممن هو أهل لها ولكن لا تلعب على هذا الحبل كثيراً فمثل هذه الفتوى لن تصدر إذا لم تكن للشعب فيها مصلحة فمن يصدر هذه الفتوى يضع مرضاة الله ومصلحة جميع الشعب نصب عينيه وليس مصالحه ومصالح فئته فقط. وأما بالنسبة لل....................... الظاهر ناوي يرشح روحه ونقول له مبروك عليك.

    • زائر 16 زائر 11 | 4:35 ص

      زائر 13

      وهذا ما تفتقرون اليه وهي القيادة… ليس لديكم قيادة ستقول نحن احرار ومن الكلام الفاضي لان الفراغ المتمثل في عدم وجود القيادة لديكم وباعتراف ريمونتاتكم جعلكم تعيبون عل الطرف الاخر المنطم سياسيا والموحد تحت قيادة موحدة تراعي مصالحه .. انا اقول هذا الكلام بل اذهب الى سادتكم وكبراؤكم والذين يعترفون للشيعة بهذه الميزة . واذا كنت انت تعتبرها مسبة هذا شأنك ولكن نحن نحترم ونجل مث يضحي من اجلنا و ..علما بأنا لا ننقاد لكل من هب ودب وهذا هو ما يحيركم اماذا فلان وليس علان .

    • زائر 10 | 3:15 ص

      اذا كان برلماناً

      كلامك صحيح دكتور ان البرلمان ساحة نضال لكن ان يكون برلمان بصلاحيات كباقي برلمانات العالم. اما المجلس الذي عندنا فلا يعتبر برلماناً حسب المعايير الدولية النضال فيه جهد ضائع، وشكراً

    • زائر 9 | 3:02 ص

      مشكلة المدعين ءيسار وهم منفلشون

      الكل يتسابق للحضوة بسكم عاد لو نجحت انى بالتوجيهي والثانى ثانوى الادبي لحصلت ع نوبل الهرج وقلب المعاني أبوي امبه همبايا حرام الكل يتملق ويريد يصعد ع الامنا نحن عوائلل شهداء نريد حقنا فيمن سفك دمائهم فلا تصعدوا ع جثثهم كفاية المنزلقون ترا معروفين من شارقة الاوهام وسنان الدكتورات ط...

    • زائر 8 | 3:01 ص

      مشكلة المدعين ءيسار وهم منفلشون

      الكل يتسابق للحضوة بسكم عاد لو نجحت انى بالتوجيهي والثانى ثانوى الادبي لحصلت ع نوبل الهرج وقلب المعاني أبوي امبه همبايا حرام الكل يتملق ويريد يصعد ع الامنا نحن عوائلل شهداء نريد حقنا فيمن سفك دمائهم فلا تصعدوا ع جثثهم كفاية المنزلقون ترا معروفين من شارقة الاوهام وسنان الدكتورات ......

    • زائر 7 | 2:20 ص

      الكل هلايام رافع رايته

      وينظر لنا .. لن نتنازل عن رؤي المعارضة الشريفة والرموز الذين ضحوا بما يملكون لمن يريد ان ينظر وهو جالس في البراد… ان لم تصلكم المعلومة فاجهدوا انفسكم لتصلكم .

    • زائر 6 | 2:16 ص

      لا تحاتي شوف يشراكؤن

      با تحاتي اخوي سوف يشاركون في الانتخابات جميعاً بفتوى دينية واحدة لان هؤلاء ما يمشون الا بالفتوى الدينية و بعدين يقولون لك تبغي دولة مدنية

    • زائر 27 زائر 6 | 11:03 ص

      يعني انتو غير

      نسيتوا يوم تجمع الفاتح كلكم ترددون ................ا
      وين عقولكم ذاك الوقت.!!!

    • زائر 5 | 1:14 ص

      كلمه للكاتب

      اتمنى ان يكون هذا رأيك ولك وللكل هذا الحق في ذالك اما ان تكتب عكس ما كنت ترغي بالسآعات على كل من يبادرك بالسلام حتى اصبحو يتفادون عوار الرأس ويتهربون منك واذا بتترشح خبرنا يا سيد ترى احنا اولاد قريه احاضرين

    • زائر 4 | 12:57 ص

      لقد غرقت السفينة

      لقد أغرق عل....... السفينة وكذلك المطبلين والمروجين لمثل هذه الأفكار التي تدوس على جثث الشهداء وتمتص دمائهم التي لن تجف..كفاكم صفصفة وتمزيقا بالوطن والمواطنين..كفاكم انتهازية وارتقاء ظهور المناضلين والمضحين

    • زائر 3 | 12:52 ص

      بالعامية

      ماقرأته أعلاه يطلق عليه بالعامية " هرااا......." ... انصحكم بعدم إضاعة وقتكم في قراءته ... ففي جريدة الجماهير " الوسط " الكثير مما هو ذو فائدة

    • زائر 2 | 12:52 ص

      الديمقراطية

      مشكلتنا احنا الشيعة نريد ديمقراطية من قبل الحكومة فقط لكن بيننا وبين انفسنا لا نتمتع حتى بقدر قليل من الديمقراطية
      اي اختلاف في الرأي السياسي فأنت خائن بنظرهم

    • زائر 1 | 11:29 م

      ...

      ...
      إحترم عقول الناس

اقرأ ايضاً