العدد 4415 - الأربعاء 08 أكتوبر 2014م الموافق 14 ذي الحجة 1435هـ

بيت إسكان أم دار عجزة؟!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

إذا كان متوسط عمر الإنسان البحريني بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية هو 76 عاماً، وإذا افترضنا أن هذا البحريني في أحسن أحواله تزوج عن عمر يناهز الـ 25 عاماً، ومن ثم انتظر بيت الإسكان ربع قرن أي 25 عاماً أخرى، وحصل عليه وهو في خريفه الخمسين، فكم بقي من عمره الذي سيعيشه تحت سقف هذا البيت؟! مع كامل علمي أن الأعمار بيد الله وحده.

لسنا في حصة الثقافة العددية ولكن الجواب إذا قُدِّر لهذا البحريني أن يعيش بحسب متوسط أعمار البحرينيين الذي افترضته منظمة الصحة العالمية فإنه لن يعيش أكثر من 26 عاماً ربما يقضي أكثر أيامها في المستشفى لعلاج الضغط والسكري وقرحة المعدة وحصى المرارة وربما القولون العصبي أيضاً، ولست أعرف هذا البيت الذي يحصل عليه المواطن في هذه السن هو بين إسكان أم دار عجزة!

لست هنا في وارد “التنكيت” ولكن وضعنا الإسكاني مضحكٌ مبكٍ في آن واحد، على طريقة علبة الشامبو والبلسم! لأن السكن بالنسبة إلى الإنسان هو الحياة، لذلك بحث عنه منذ أن هبط على الأرض حتى أنه سكن المغارات والكهوف، فهو لا يستطيع أن يعيش من دون سقف، لذلك هي مشكلتنا الإسكانية بحجم حاجة الإنسان إلى الاستقرار، وما معنى أن يستقر الإنسان مع أسرته في الثلث الأخير من عمره؟!

يوم أمس نشرت “الوسط” قصة لأسرة بحرينية تنتظر بيت الإسكان منذ العام 1989 من القرن المنصرم، أي قبل 25 عاماً من الآن، ولا تزال هذه الأسرة تنتظر، ولا يعلم أحدٌ إلى متى، وهذه الأسرة نموذج للعديد من الأسر التي أكلها الصبر، وهي تنتظر، فأصحاب طلبات الثمانينات ممن أجبرتهم الظروف على تغيير نوعية طلباتهم كثيرون، وقد تم تغيير سنوات طلباتهم، ومازالوا ينتظرون.

المشكلة أننا غارقون مع هذه المشكلة في محيط عميق من الوعود التي يطلقها المسئولون في الوزارة منذ عقود، ولكن كلما تقدمت السنوات وجدنا الأزمة تتجه بسرعة أكبر إلى عمق هذا المحيط، ولا أحد يعرف مدى العمق الذي ستستقر فيه الأزمة الإسكانية.

أيضاً نشرت “الوسط” قبل يومين تقريراً خاصاً عن هذه الوعود المتكدِّسة تكدُّس الطلبات، فكان من بينها وعدٌ في العام 2009 يؤكد أن الوزارة ستتمكن من تلبية الطلبات حتى 2002، وها نحن في الربع الأخير من 2014 ولايزال أصحاب طلبات الثمانينات وأوائل التسعينات ينتظرون!

وأيضاً كان من بين وعود الوزارة في 2011 أنها تستعد لبرنامج إسكاني يبني 50 ألف وحدة سكنية، بكلفة 2.5 مليار دينار، ولو شرعت الوزارة في هذا البرنامج لحصل حتى الفئران على بيت إسكان، ولكن يبدو أن البرنامج لم يكن لبناء 50 ألف منزل، بل لتكديس 50 ألف طلب إسكاني في قوائم الانتظار!

وأمّا الوعود المتعلقة بالمدينة الشمالية فحدِّث ولا حرج، ولكثرة ما قيل عنها اعتقد الناس أن هذه المدينة هي التي ستغلق مشكلة الإسكان إلى الأبد، ومازالت هذه المدينة منذ 12 عاماً ترزح تحت رحمة الانتظار.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4415 - الأربعاء 08 أكتوبر 2014م الموافق 14 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 10:47 ص

      الحقيقة

      أستاذي الفاضل
      أجد مقالك الكريم يلمس الجراح. بصراحة وزارة الاسكان لها من المقدرة ما يكفي لتلبية معظم حاجة البلد. و إلا فكيف نجد الوحدات السكنية الخاصة بفئات معينة تبنى و تجهز في وقت قياسي؟

    • زائر 16 | 6:39 ص

      المجنس

      المجنس ياتى الى البحرين وفى خلال اشهر يحصل على بيت ويحصل على وظيفة المشتكى لله والله اصبر شعب البحرين على ظلم الحكومة

    • زائر 15 | 6:22 ص

      الى متى احصل على وحدة سكنة

      نناشد وزير الاسكان الى متى نحصل على وحدة سكنية انا مواطن بحريني صار لي 20 سنة وانا انتظر وحدة سكنية متزوج ولي اولاد وبنات كبار وانا اسكن في غرفة واحدة 7 اشخاص في غرفة وبيتنا ما يقارب 4 عوائل ومساحتة ما يقارب 30 في 25 مساحتة الى متى الى متى الى متى والله حرام عليكم ياوزارة الاسكاناتمنى يوصل كلامي الى سعادة الوزير الاسكان

    • زائر 13 | 3:42 ص

      اسكان

      الله يكون فى العون الشباب يصير كهل وشايب والبيت لايزال فى خبر ان وكان ومتى

    • زائر 12 | 3:20 ص

      السرقة و النهب هما السبب

      المشكلة ليست من عالم المريخ و الحلول موجودة و لكن هناك من يسرق و ينهب المال العام و الأراضي

    • زائر 11 | 2:35 ص

      هم ...... والمقصود بها القبر

      حسب الظن ان المقصود هو توفير قبر لكل مواطن فمعظم من حصلوا على البيوت ومن رممت لهم البيوت يتوفون خلال سنوات من سكنها وبعضهم قبل دخولها

    • زائر 10 | 2:29 ص

      فسااااااد

      الفساد هو اساس المشكلة. ان نهب ثروات البلد و التجنيس العشوائي قتل اي حل للمشكلة الاسكانية. المدينة الشمالية هي مثال واضح حيث تم انزال عدد البيوت المبنية اكثر من مرة وتم بيع مساحات منها لمستثمرين ولازالت لم تتم بعد اكثر من 12 عام! المحافظة الشمالية تغص بالمواطنين اما الجنوبية فهي خالية تقريبا. جزيرة ام النعسان وحدها تكفي لحل المشكلة الاسكانية لماذا لا يتم ارجاعها ممن نهبها

    • زائر 9 | 1:28 ص

      لا توجد أزمة اسكانية عند الحكومة مطلقاً ؟؟؟

      لو توقف التجنيس لحلت المشكلة سريعاً وهذا باختصار الحل الأمثل لها .

    • زائر 8 | 1:20 ص

      لبحريني راتبة لايكفي لمصروفات ومستلزمات البيت

      المواطن البحريني راتبة الشهري لا بكفي لمصروفات ومستلزمات البيت لهذه السبب فضلت الوزارة ركن طلبات الاسكان على الرفوف ليبقى المواطن في شقة مستأجرة فهيه اقل في النفقات.
      طلبي 2007 لقد الغية طلبي من غير اعلامي وقالو لي انت مستحق لارض فقط لانة راتبك صار اعلى من السقف المحدد للبيوت ويجب التقديم من جديد وانتضار 5 سنوات اخرى لتستحق 100 دينار بدل السكن ! يعني واثقين انه ماراح احصل ارض هههه !! ولكن ان ارتفع راتبك مره اخرى خلال هذه الخمس سنوات سيلغى طلب الارض ههه وتصبح غير مستحق ولا خدمة اسكانية!

    • زائر 7 | 1:02 ص

      اذا طالبنا بحقوقنا حولوها على ايران

      الله وكيلك حجي عقيل البارحة عاقدين على بنتي وطلبي 1993 وللحين ماشفنا شي والقهر اذا طالبنا حطوها على ايران انا ابغي بيت تقولون لي ايرااان

    • زائر 6 | 12:40 ص

      اسكان البلاد القديم

      استاذي هل تعلم ان هذه الوحدات صغيره لدرجه يستحال ان تكفي لافراد اسره يزيد عددهم على خمسه وهل تعلم ان وساطات قوية تعمل على تسليم جزء من هذه الوحدات لغير المستحقين ومن خارج المنطقه .. وهل تعلم ان الصبر مل من صبرنا ونحن مازلنا ننتظر .. حسبي من هو حسبي

    • زائر 5 | 12:03 ص

      سؤال : لماذا لا ترتفع الرواتب والمواطن يتكفل ببناء بيته

      بدل الذل وقوائم الانتظار ؟!

    • زائر 4 | 11:58 م

      ما حسبت صح لانك لم تدرس الثقافة العددية

      بعد 25 سنة زواج و بهدلة يموت المواطن قهر و تتخلص الحكومة منه

    • زائر 3 | 11:21 م

      زائر

      ان القادم من دير الزور ومن باكستان وبلوش استان ووووو ياتى وله بيت اسكان وانت وانا خلك في خراب استان

    • زائر 2 | 10:22 م

      كم عدد المنتظرين وكم عدد الوحدات الموزعة على المتجنسين

      للعم بأن اعداد الوحدات الموزعة على المتجنسين الحديثين لو وزعت على الطلابات القديمة والمتسحقة لقضية مشكلة الاسكان
      ابو فراس المشكلة ليست الاسكان بقدر التجنيس هو الي مورطنهم

    • زائر 14 زائر 2 | 4:07 ص

      تجنيسكو

      للأسف التجنيس مو مورطنهم وهم إللي سووه وإنما مورط الناس (أهل البلد) .....

    • زائر 1 | 9:55 م

      وشر البلية مايضحك

      المشكلة ان الدولة لا تريد ان تعترف بأن عندنا مشكلة إسكانية بالفعل فكل شي على مايرام ولذلك عندما أرادو ان يقللو عدد المنتظرين على القائمة تفتقت قريحتهم بوضع مجموعة من العراقيل ليحرمون مجموعة كبيرة من الشعب من الخدمة الإسكانية بدل أن يسارعون في حل المشكلة .. عجبي!!

اقرأ ايضاً