العدد 4446 - السبت 08 نوفمبر 2014م الموافق 15 محرم 1436هـ

الكتابة والإعلام والشعوب المغلوبة على أمرها

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أحاور نفسي قبل كتابة هذه السطور عن دور المخضرمين في السياسة لتحريك أركان الحياة في العالم في رفع المستوى الاجتماعي والعلمي والثقافي، أم هم مهمومون بالنقد المطلق وكأنهم يدورون حول أنفسهم ولا يعرفون نقطة البداية مع كل التراجع والتعقيدات السياسية الحالية والتي لا تُمكن لأحنك السياسيين بمعرفة ما يجري أو سيجري، وكنا نتمنى إيجاد بعض الحلول للتأزمات التي تغزونا يومياً.

وحيث أصبحت السياسة المفصل الأساسي لإصلاح المجتمعات ودونها نتراجع وتبقى الأزمات لعدم وجود الأنظمة العادلة للتقدم ولإنصاف الشعوب، وأن تسير الإصلاحات الاجتماعية والعلمية والثقافية جنباً إلى جنب الإصلاح السياسي وأن لا تتوقف الحياة حينما نواجه الانتخابات أو أية مواجهة سياسية، وإهمال ما يحيط بنا من مشاكل حياتية.

والغريب أن هؤلاء النُقاد السياسيين إذا ما احتل أحدهم منصباً قد يتوقف عن النقد ويتوارى، ومن هنا وجدتني أجد مشاعري متناقضة سياسياً، متسائلة إن كانت ضمن الإبداع الفني للكتابة أم أنها تقتل الإبداع، لأنني أرى قابليتها للتمطيط والتراجع من آنٍ لآخر، عند البعض بما يوائم في الغالب المنافع الشخصية ومن يرضيهم.

وهل للموهبة السياسية الرغبة للتنوع في الكتابة؟ والفرق بين الكاتب السياسي المثقف والمبدع في الشئون المتنوعة أو من يكتب لمجرد الانتقاد السياسي السلبي فقط؟ حيث إن وصف الكاتب المثقف الواعي هو من أخذ من كل عِلمٍ طرفاً وأن تشمل السياسة المنافع المتبادلة والتي تنشأ من التحليل وطرح الحلول وربط عالم السياسة بالثقافة العامة كي يرتفع السياسي بالقارئ وأن لا تصبح الكتابة واجباً أو وراتباً للمعيشة لأنها موهبة من الله تعالى وإبداع ومن الفنون الثقافية التي يتألق بها الكاتب كالفنانين.

ولأن السياسة أيامنا هي الداء والدواء لحلحلة الأمور التي تدور حولنا، بدأ الكثيرون محاولة التحليلات السياسية والتي لا تُبشر بالخير من خلال الرؤية السوداوية لمعظم ما يدور حولنا من قتلٍ وبترٍ ومناكر لم تحدث إلا في القرون الوسطى، ودون رؤية طريق للخروج من الخندق.

وبعد أن حلقت في عالم الإبداع لربط الأحداث دعوني أنتقل إلى أسباب الجرائم البشرية وظهور الأحزاب الشرسة مثل «القاعدة» و «داعش» و «طالبان»... الخ، بسبب الثقافة السطحية الإعلامية المنتشرة وتركها على البسطاء من إنصاف المتعلمين ولخلق منهجية شعوبٍ جاهلة ومغلوبة على أمرها بسبب الفقر والعوز أحياناً والفراغ العقلي والعاطفي، ليتمكن منهم الاشرار والخونة، بما في ذلك التعصب الديني والطائفية وتَخَرُّج معظم الوعاظ من مدارس طائفية وذات مناهج عدوانية تُغلق العقل على الغباء والقسوة والتطرف الشديد والجهل مما أفرز كل هذا الانفجار من القتلة والمجرمين.

وأهملت الدولة دورها في الضوابط والشروط لمناهج هذه المدارس وتركت حبالها على الغارب لرجال الدين الغير واعين أو مثقفين دينياً أو دنيوياً وقاموا بتشويهها في قوالب البؤس والتخلف والرجعية، هم يعيشون في عالمٍ آخر غريب لا يشمله تاريخ أو جغرافيا أو أي تطورٍ علمي وتقني وحبسوا المرأة، وشوهوا صورتها وأرجعوها إلى القرون الغابرة وحتى رجالهم مغيبون.

لقد آن الأوان أن تتحرك الدول وتقوم بقفل هذه المدارس السيئة السمعة والتي تؤسس العقول العفنة من التدين الإجرامي.

والحكم بالعدل والمساواة لشعوبها وتوزيع الثروة وإنصاف المقهورين بأن ترفع سقف عطاءاتها وتُشرف على الجوانح الخاطئة في سياساتها وتمييز أبنائها عن الغرباء، سواء بالتعليم أو العطاءات عموماً وأن لا تجعلهم يعانون الفاقة ويرون الغرباء أحسن حالاً وتَميزاً عنهم وفي بلادهم، فالعدل دائماً هو أساس المُلك الصالح والأمن والسلام.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4446 - السبت 08 نوفمبر 2014م الموافق 15 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:06 ص

      منطق لمن يعي

      كنا تتمنى ان تاتينا الديمقراطيه ولكن تحكم السلطه في الشعوب يعمي العيون ويشجع الاغراب المتوحشين للوصول وارجاع وحشية الماضي

    • زائر 1 | 7:04 ص

      وقائع قائمه

      هو حال هذه الامه بلا عدالة وفوضى اعلاميه ووحوش يفرضون على الاعلام المسطح

اقرأ ايضاً