العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ

البرامج الانتخابية دليل على القصور الحكومي

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لن أتحدث عن المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات التي فتحت صناديقها هذا اليوم للناخبين، ولا عن أهلية المترشحين للمجلس النيابي أو البلدي من عدمها، ولن أمر بالإزعاج الذي لحق بالمواطنين نتيجة ملاحقتهم بمطبوعات دعايات المترشحين، لكنني سأتحدث عن البرامج الانتخابية التي تبناها ونشرها المترشحون باعتبارها خير ما جادت به قرائحهم ومخيلاتهم لبحرين أجمل ومن منا لا يبتغي بحرين أجمل؟

لو جمعنا هذه البرامج الانتخابية لجميع المترشحين، لعرفنا حجم القصور الكبير الذي تعاني منه بلادنا في كل المجالات؛ كثيرون منهم تحدثوا عن مشكلة البطالة التي يعاني منها شبابنا، ووعدوا بمحاولة حلّها، وقليلون منهم ذكروا إحصاءات بحجم هذه البطالة، فيما لم يذكر واحد منهم على الأقل مقارنة بين حجم العمالة الأجنبية والبحرينية في المجالات التي قد يشغلها البحريني بأجرٍ أقل بالنصف من الأجنبي الذي لا يزيد عنه كفاءة سوى كونه صاحب جواز مختلف؛ فالبحث عن الإحصاءات أمر مضنٍ وبحاجة لشيء من الجهد لن يبذلوه بالطبع، ولأن هذه الإحصاءات ستؤكد أن البحرين كعذاري، خيرها للبعيد.

كثيرون منهم وعدوا بحلّ مشكلة الإسكان التي تمشي كسلحفاةٍ كُسِرت رجلها عمداً لشدة بطئها، حتى صار المواطن لا يحلم بسكنه الخاص في سنوات زواجه العشر الأولى باعتباره نوعاً من الهذيان سيؤدي لسخرية من حوله عليه.

كثيرٌ من المترشحين تحدثوا عن رفع مستوى معيشة المواطن الذي مازال يحلم بأن ينهي الشهر من غير دَين أو حاجة؛ وأن يستطيع أن يلبي احتياجات أسرته الأساسية من غير قلق على ماسيبقى في جيبه لليوم التالي، ناهيك عن رواتب المتقاعدين الذين يحملون هم تقاعدهم قبل سنوات لأن ما سيحوّل لحساباتهم المصرفية ستستقطعه الديون قبل أن يشموا رائحته.

وكثيرون منهم تحدثوا عن مستوى التعليم الحكومي، ومستوى المناهج الدراسية الذي جعل أبناء البلاد يفكرون بالمدارس الخاصة برغم حاجتهم الماسة لما سيصرفونه عليها من رسوم.

العدالة والتنمية مفردتان جاءتا في برامج بعض المترشحين الذين عرفوا بالقصور في هذين الجانبين واستخدموا المفردتين لدغدغة مشاعر الشعب، فيما ذكر آخرون الرغبة في سن تشريعات وقوانين غير موجودة أو قاصرة في القانون البحريني بمختلف مجالاته، وذكر كثيرون منهم رغبتهم في عودة البحرين كما كانت قبل استعار موجة الطائفية النتنة التي يتبناها دعاة ورجال دين ووجهاء ويتلقفها مريدون من غير أن يفتحوا عقولهم وقلوبهم وضمائرهم للمحبة والتعايش والسلام.

وكثير من المترشحين للمجالس البلدية، ذكروا مواضع ضعف خدماتية كالحدائق والمنتزهات والشوارع والبنى التحتية وحلموا بحل معضلة البيوت الآيلة للسقوط التي ماتزال أسقف بعضها وجدرانها تسقط على ساكنيها ونسمع بها في الشهر مرة على الأقل.

كل هذه الأمور وغيرها كانت مواضع قصور يتحدث عنها الشعب البحريني بشكل يومي، فيما يقول هؤلاء المترشحون وغيرهم من مسئولين ومتمصلحين: إن البحرين بلد نموذجي لا يوجد به ما يعكر صفو أبنائه، ويرددون بشكل دائم: الله لا يغيّر علينا !!

فهل يريدون تغيير ما كانوا يتمنون استمراره طوال تلك السنين؟!

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:43 ص

      اهل اسمعت لو ناديت حيا

      وبيظلون يقولون الله لا يغير علينا

اقرأ ايضاً