العدد 4483 - الإثنين 15 ديسمبر 2014م الموافق 22 صفر 1436هـ

تجاوزات بلا رادع

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

التجاوزات غير الأخلاقية التي حفلت بها ملاعبنا الرياضية خلال الأسبوعين الماضيين وخصوصا في دوري كرة القدم كشفت مقدار ما نعاني منه من غياب البنية القانونية المفعلة القادرة على ردع المخالفين ومنع تكرار التجاوزات التي تضر كثيرا بواقعنا الرياضي.

فالمسابقات الرياضية تبنى بالأساس على بنية أخلاقية وقيمية إلى جانب بنيتها القانونية، فالتنافس هنا ميزته الروح الرياضية والأخلاق العالية وكثيرا ما حاز الرياضيون على شهرتهم ومكانتهم العالية بقدر تواضعهم وتعاملهم الراقي داخل وخارج الملعب.

في أوروبا وفي العالم المتحضر يجرم بشكل قاطع كل أنواع التمييز العرقي أو العنصري أو الديني ويمنع منعا باتا الاخلال بهذا المبدأ القانوني والأخلاقي، إذ إن النتيجة لأي اخلال به عادة ما تكون من نوعية العقوبات القاسية التي أدت في بعض الأحيان إلى منع جماهير من دخول المدرجات أو معاقبة النادي بشكل مفرط ماديا وايقاف المتورطين في مثل هذه القضايا التي لا مجال للتساهل فيها.

الملاعب الرياضية يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن كل أنواع التمييز على أساس العرق أو الدين، لأن الرياضة تجمع ولا تفرق، تقرب ولا تبعد.

الاعتداءات اللفظية أو حتى البدنية التي تحفل بها ملاعبنا هي نتيجة أساسية لغياب الرادع القانوني والبناء الأخلاقي للرياضة، ما يجعل الملاعب في بعض الأحيان ساحة للعراك وتبادل الألفاظ المنبوذة.

المسئولية تقع بالأساس على الجهات المنظمة لهذه المسابقات وأعني بها الاتحادات الوطنية التي يجب في مثل هذه القضايا أن تتخلص تماما من لعبة المصالح المتبادلة ومن سياسة جبر الخواطر لأن مثل هذه القضايا تتعلق بعمق البناء الرياضي الذي لا يمكن أن ينتج من دون قاعدة أخلاقية صلبة.

الأندية هي الأخرى مسئولة بشكل مباشر عن كل من يمثلها داخل وخارج الملعب، والنادي كشخصية اعتبارية لا بد أن يكون له موقف واضح بعيد كل البعد عن المصالح الرياضية الآنية وحسبة النقاط في جدول الترتيب بل يتعداه إلى أساس المفاهيم الرياضية.

التساهل مع قضايا الاعتداءات اللفظية أو البدنية ومحاولة تمريرها مرور الكرام لن يكون ضحيته الوحيدة المتضرر المباشر وإنما ضحيته الأساس هي رياضتنا بشكل عام، فالرياضة من دون أخلاق هي أشبه بساحات المعارك العسكرية التي لا تنتج إلا الدمار والخراب.

إذ لا يكفي أن نمتلك القوانين، ولا يكفي أن نمتلك الملاعب والمنشآت، ولا يكفي أن نجد الممارسين لأنواع الرياضات المختلفة لنقول للعالم أن لدينا رياضة حقيقية، لأن كل ذلك من دون غلاف أخلاقي وقيمي يعني بالمختصر رياضة مع وقف التنفيذ، بل رياضة من خارج العصر بعد أن بتنا نشاهد مقدار الرقي والحضارة والأخلاق في التنافس الرياضي على مستوى العالم المتحضر وفي أحلك الظروف مقابل همجية وتكبر وصلف أنتج لنا هذا التخلف الرياضي في دول من المفترض بقيمها الحضارية أن تعلم الدروس لبقية العالم.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4483 - الإثنين 15 ديسمبر 2014م الموافق 22 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:35 ص

      مررت الاساءات وتمت مكأفاة المسيء عليها لذلك....

      اصبحت عرفا من يقوم من ذلك الجانب المحسوب عليهم فله التغطية والتبريرات وغمض العين وأن قام بها المسحوق وحتى وان كان فى لحظة عادية ذهب وراء الشمس فلن تتغير لوائحهم فانهم راضون

    • زائر 1 | 9:47 م

      اسبوعين فقط

      انت غلطان يا اخي هذا موجود من زمان بل فيه ناس يقتاتون ع هالامر .. الظاهر انك ما تتابع الكره الا بالوقت الراهن .. اخي بالسلة موجودة بالقدم موجودة بالبرادة موجودة بال ... موجودة

اقرأ ايضاً