العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ

مقامات «ميسي» البحراني

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

حدثنا دنجلة بن صرناي الطمبحلة، بينما كنا نتجول معه متنقلين بين روابي المحرق والرفاع وبني جمرة والسهلة، عن أروع أيام حياته التي قضاها يدون أحوال البلاد والعباد والظروف، وكيف كان واحداً ممن حموا البلد حاملاً الرماح والسيوف، بل كان أعلاهم وأشدهم قوةً وبأساً وشجاعةً، حين كان يشق الصفوف، لا يهاب المنايا ولا يخشى الحتوف.

قال وقد عادت به الذكريات وفي مقلتيه ترقرقت الدموع: إننا كنا إذا ألم بالديرة خطب فإننا لا نخشى الجموع، ونصبح كلنا جسداً واحداً من أفضل وأقوى وأمتن الدروع. وكان صاحبي ميسي البحراني، يصول ويجول ومعه سلوم المحرقي، وكاظم الستراوي وعباس الكراني.. وهي حقيقة ربما حسبتنا نفتك بالأعداء فتكاً لا تجده في الصاروخ الأمريكي ولا في السلاح الألماني.

وعندما سأله أحد الحضور عن تلك الحروب، وأين وكيف كانت تدور ومن أي صوب؟ ومن هو العدو وكيف جاء ومن أي الدروب؟ غضب وقال هاتفاً: تظنني كذوب... بلى بلى قلها ولا تخشى أذىً... تظنني كذوب؟

وبعد لحظة مضت، عاد له الهدوء، لكن من يسأله عاد إلى السؤال من جديد، وكأنه أحب أن يكرّر الأمر ويراوغ ويعيد ويزيد. فما كان من بن صرناي، إلا وأخرج حزمةً من الأوراق والدفاتر، وقال هذه هي الحقائق، دوّنت المخاطر وسجّلت عجائب الأمور، وصولة الناس على أجانب العساكر. ألا ترى أن الذي بين يديك جملةً من البطولات العجيبة.. تظنني أتلو على المسامع.. حكاية غريبة؟ لا والله، لكنني سأعترف بأن صاحبي وذخري لزماني، «ميسي» البحراني، يعيش في عزلته بلا أمل ولا هدف يطوف بالأماني، لكنني أعلم أنه رجل من أشرف الرجال، ولن يطول يأسه فيأسه محال. سوف يعود شامخاً يدكدك الجبال. لكن ما الأمر معه؟ جوابك سأسمعه. قال له السائل والدمع يغطي مدمعه: عندي لك المفاجأة. ميسي أتى قم واتبعه... كي تسمعه.

لكن ميسى عانق الصديق دنجلة بلا حرارة، وقد بدت في نطقه مرارة، ودنجلة يعلم في قراره، بأنه قد أخطأ في حقه مرارا. قال له يا صاحبي جعلتني، من بعد كل ذلك العيش والملح والخبز والتونة، من أذيال فارس ومن الخونة. ولم تبق شتيمة في قاموس الخسة، إلا وألبستني بها لبسة. آآآآآه.. الآن عدت لتتذكر المحموص والصالونة والكبسة. فأين كنت حينما تركتني في وابل العناء والشقاء والشتيمة. كأنني لا أنتمى لهذه البلاد الغالية الكريمة. وهب رأيت أنني من أكبر الجواسيس. أو أنني أقود في بلادي كتيبة الأباليس. وأسفك الدم بلا أدنى فزع. وأنشر الذعر على أعلى وجع. من أين يا صاحبي يا عزيزي قد جئت بالدليل؟ والمستند الأصيل؟ حتى وإن بدا لكم مصدره قليل؟ وكم رأيت قومك الذين كنت حولهم مسرورا. يوزعون الكعك والسكاكر وتارةً خمورا. في حفلة الزار التي تقام في عقولكم فتنفذ التذاكر.. وفقًا إلى الأوامر.

كفى كفى يا ميسي قد آلمتني وزدتني حسرة. وهمومي لا أول لها ولا آخر كأنها المسافة بين مسقط والبصرة. مع أنني أحب كل الناس من الحد وقلالي إلى كرزكان وعالي والعكر وبني جمرة. هكذا قال دنجلة بعد أن أقر واعترف بأنه نعق مع الناعقين. وعبث مع العابثين. واندس بفرحٍ بين الموتورين والحمقى والعدوانيين والطائفيين.

لكن ميسي البحراني هب واقفاً وقال، وأسمع الرجال، وأفرد المجال، مختصر المقال. أنا يا دنجلة ابن البلد. فاشتم كما تريد. أزبد كما تريد. أرقص كما تريد. فأنت تعرف الفروق بين سيد حر أمين صادق. وبين ذلك الذي يموت في النفاق والبطحة مثل بطحة العبيد. فأي مسلك تريد؟ أما أنا فأعشق الديرة ملأ قلبي وروحي. حتى ولو في حبها تروح روحي. فقط أريد منك خدمة.. لا تنتشي وترقص.. حين ترى جروحي.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 11:23 ص

      اجزم أن ميسي هو الشيخ نور الدين

      شكرًأ لك كاتبنا الكبير.. يا جماعة ترى اعتقد الكاتب ما يقصد اللاعب البرشلوني ليونيل ميسي أبداً.. اعتقد والله أعلم أن الكاتب في هلمقامات العميقة اراد استحضار شخصية الشيخ نور الدين علي الميسي من علماء البحرين القدماء توفي حوالي عام 600 للهجرة وهو من علماء البحرين الذين كان لهم دور في حماية البحرين الغالية.

    • زائر 8 | 5:44 ص

      ما

      ....................اليس هادى مطالب مشرووعة فى كل البلدان خسارة على النفوس الضعيفة وقليلة الايمان من اجل مصالحهم سب فينا فى كل صلاة يؤدوونها هكدا علمكم رسول الله ان تظلموا الناس ولمادا تحبون كل شى جاهز لمادا لاتطالبون بحقكم انتم مظلوومون لمادا السكوت

    • زائر 5 | 3:31 ص

      وهل لديك شك ؟

      بهدوء الرجاء الرد : على سلمان مثلا حين صرحت ايران ونصر الله وطالبوا بالافراج عنه .. تمنيت لو على سلمان يخرج بتصريح واحد فقط يقول اتركونا .. البحرين للبحرينيين ، هذا شان داخلي والقضاء كفيل بإظهار الحق!! كان ممكن يقول انه مواطن بحريني ولا يريد من ايران او سواها ان تتدخل في شان دولة البحرين ذات السيادة ؟؟ كان وكان بامكانه ولكن...

    • زائر 9 زائر 5 | 9:19 ص

      زائر رقم 5 السؤال في قمة العبقرية

      بعد أن صرحت إيران وحزب الله للإفراج عن الشيخ علي سلمان تمنى أن يسمع الشيخ علي سلمان يقول. لإيران وحزب الله اتركونا.... هههههههههه... يعني من السجن يصدر البيان والتصريح يا ولدي.... طيب امريكا والأمم المتحدة والعراق وفرنسا ومنظمات دولية طالبت بإطلاق صراحه ليش بس بعبع إيران عندكم

    • زائر 10 زائر 5 | 11:18 ص

      زائر رقم 5 اسمح لي تنقصك معلومات كثيرة

      مع احترامي للأخ زائر رقم 5 أنا ما ادري هل سؤاله موجه للكاتب وإلا لقاريء آخر، لأن الكاتب حسب متابعتي كرر ان النقاش معه يتم عبر الاتصال المباشر وليس عبر التعقيبات، ثاني شي يا خوي.. انت تعلم بأن القضاء ...... وتطلب من الشيخ علي سلمان يصرح برفض تدخل ايران وهو في السجن..كيف ذلك؟ طيب كثير من الدول والمنظمات طالبت بالإفراج عنه شمعنى بس عينكم على ايران وحزب الله؟ اعتقد تنقصك الكثير من المعلومات يا الشيخ خصوصًا وأن الشيخ علي واضح في خطابه وليس لدى النيابة دليل واحد ضده

    • زائر 4 | 1:18 ص

      ابن البلد

      ابن البلد او ابن المحمرة لا يهم المهم هو الولاء لهذه الارض الطيبة و ليس .....

    • زائر 7 زائر 4 | 3:39 ص

      طبعا طبعا

      الولاء للوطن الا ترضى بمن يسرقها ويفسد فيها ويجعل البلد كأنها شركة والمواطنين عمال فيها... طبعا الولاءللوطن في ناس تقيسه على كيفها

    • زائر 3 | 12:15 ص

      هناك فرق

      يبقى هناك قلة من الطيبين
      البحرين صارت موب قبل...
      الحين اذا زرت البحرين ااتضايق من كثرة الأجانب
      حتى العيال

    • زائر 2 | 10:34 م

      انكشف المستور ....

      فقط لا ترقص على جراحي
      فقط لا تتهمني من دون دليل
      فقط لا يعميك الحقد عن الحقيقة
      فقط فكر في المساواة وتعاليم دينك إن كنت تؤمن برسالة من دعا للمساواة والمؤاخاة
      فقط وفقط وأظنها لا تنتهي فالجرح غائر ولا يمكن نسيانه .

    • زائر 1 | 9:16 م

      ميسي

      الله. يفرج عنك يا حبيبي يا ميسي.. مسالة وقت فقط ونرى الامور بوضوح وعندها...

اقرأ ايضاً