العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

كل شي تمام

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

لا يزال النقد لغة فهمها عصيٌّ على المتزحلجين على تلعات الأزمات، ولا يزال تسليط الضوء على مناطق العوار يشكل مشكلة عظمى خصوصاً لدى المعتاشين على الأخطاء الذين يرون دعوات التصحيح خيانة للأمة وللوطن.

الصحافة وجه من وجوه النقد، ومرآة يرى من خلالها الناس مجتمعهم السياسي والاقتصادي والتنموي وكل شئونهم وإن حجب هذه المرآة لن يُظهر الصورة الحقيقية للواقع.

العالم المتقدم صار يشرك الصحافة في القرارات المصيرية، وصارت المعلومة ذات المصداقية تؤثر على القرارات المهمة، وتساعد السلطات التنفيذية والتشريعية، وحتى القضائية في اتخاذ القرار الأصوب، ولكن في دول العالم الثالث لا يزال هناك متأخرون على هذا العصر ويعيشون في عصور الكهوف ويرون معالجة القضايا من خلال الحقائق إهانة للدين والوطن والشرع والعرف، والطامة الكبرى أن من يفهمون هذا الفهم هم ممن يحسبون أنفسهم جزءاً من هذه المنظومة الصحافية والتي من المفترض ألا يقتصر دورها على الإشادة وعلى التأكيد ليل نهار بأن كل شيء تمام وليس هناك ما يستحق النقد فضلاً عن المحاسبة.

هذا الدور المضطرب والبراجماتي لا يخدم الوطن، وإنما هو دور يخدم صاحبه فقط، لذلك تسهل على لسان هذا النوع من البشر كلمة خيانة لأنه ليس أسهل من أن تدفع التهمة عن نفسك برميها على غيرك.

نحن اليوم أحوج جميعاً إلى التناصح ولكن لا يكون ذلك إلا من خلال التشجيع على النقد؛ لأن منطق «كل شي تمام» لا يأخذ بأقدامنا خطوة إلى الأمام بل يرجعنا خطوات إلى الوراء، لأننا بهذا المنطق إنما نكذب على أنفسنا، ولا يمكن لنا بهذه الطريقة أن نعرف أخطاءنا فضلاً عن تصحيحها وعلاجها.

الطبيب الذي يُشخّص المرض هو وحده القادر على علاجه، وأمّا الطبيب الذي يبحث عن أعراض يتستر بها على أعراض المرض حتى لا يتضايق المريض أو يزعل فهذا طبيب لا يصلح لمعالجة الانفلونزا.

كلنا أطباء لهذا الوطن الحبيب وعلينا أن نصدق في تشخيص أي مشكلة يواجهها حتى نكون الأقدر على العلاج.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 6:07 ص

      المفروض ان نقول

      الله لا يغير علينا ....هذه العبارة التي يرددها الكثير الكثير تؤكد ان كل شيء تمام وبقي علينا الدخول في الكمال -كل شيء كمال- على الرغم ان كل البلاد مخبوصة ومعجونة وملخبطة

    • زائر 11 | 4:56 ص

      الصحفيين

      الصحفيين الماجوورين مستعدون يعملوون اى شى لاجل مصالحهم ولايهمهم الناس اهمشى ينترس مخابيهم من اموال الحرام انهم يتفننون من الاكاذيب اليوميه والشره على السدج الي اصدقونهم وهم يعرفون انهم كاذبين ويعرفوون انه الشعب مظلووم ويطالب بحقه المشتكى لله وقاتل الله الجهل

    • زائر 9 | 1:43 ص

      يجب إزالة مرض الطائفية جراحيا والا الأبد 0945

      نعم كلنا طبيب لهذا الوطن وقبل أي مطلب يجب كنس الطائفية ورموزها سو سنية أو شيعية قبل ما يشرب منها صغارنا ويصبح العلاج مستعصيا ودعوات التصحيح يجب أن تصدر من جمعيات مدنية وطنية تحتضن جميع الأطياف هذا الف باء الديمقراطيه العريقة كما سار عليها كل الشعوب المتحضرة

    • زائر 10 | 1:43 ص

      ...

      يبن ميرزا لا ينفع التنبيه- عمري الآن 55 سنة ولم أرى يوما إعتراف بالخطأ

    • زائر 8 | 1:26 ص

      بصراحه ..

      أول ما يجب أن يمتاز به الطبيب الحاذق والماهر والمبدع في عمله
      هو الصدق والأمانه والإخلاص
      فإن حدث أي خلل بسيط في إحدى هذه الصفات... سينعكس أثر ذلك على أداءه كطبيب وعلى شخصه وعلى مرضاه
      مما يسبب سقوطه السريع في مهنته وبين أفراد المجتمع ككل
      أليك أعني فافهمي يا جاره..... والمعنى في قلب الشاعر

    • زائر 7 | 1:14 ص

      صحفيين>>>

      مثلهم ما يسمون برجال الدين الذين كانوا يلمعون صورة الاشراف او الاحرار قبل اندلاع الثورة الفرنسية ,,, وما اكثرهم اليوم
      قريبا ستزيلهم العواصف

    • زائر 5 | 12:46 ص

      النصيحة مهمه

      النصيحة و النقد البناء شيء مهم جداً بشرط ان تكون بنيه صافيه و ليس الغرض منها تأليب الناس على البلد من اجل خدمة مصالح دول عدوة

    • زائر 4 | 12:40 ص

      احتكروا حتى الوطنية والولاء والاخلاص للوطن

      استاذ عقيل متى اعترفوا بوطنيتنا حتى يعترفوا باخلاصنا للوطن.
      من ضمن الامور المسروقة من هذا المواطن هي وطنيته الخالصة وولاءه التي سرقت كما سرقت كثير من الامور من هذا المواطن

    • زائر 3 | 11:59 م

      قل الحق لو على نفسك

      استاذ لك الشكر والتقدير على هذا المقال الفذ .. اصبت ولكن تحتاج المسألة لعقول راجحة لاتهاب الحقيقة والرسالة قد وصلت الى من يهمهم الأمر ...

    • زائر 2 | 11:46 م

      امة لا تنتقد لا تتقدم ولا شبر مو اميال وكيلومترات .

      كلنا أطباء لهذا الوطن الحبيب وعلينا أن نصدق في تشخيص أي مشكلة يواجهها حتى نكون الأقدر على العلاج.
      اصبح المواطن العادي متقدم اميال على - بعض - من يدعي انه كاتب وصحفي مثقف وهؤلاء من يدعون التقدم هم من يعملون بكل قواهم على تأخر الوطن وعدم ازدهارها لان عقولهم لا تتعدى ارنبة انوفهم اليوم لا يمكن حجر الخبر عن اي احد والكل متاحه له المعلومة ولكن القلوب المتحجرة لا تسمع لا ترى لا تتكلم ،وشكرا لكم .

    • زائر 1 | 10:35 م

      بات جليا

      ان هناك أيدي تسعى لإغراق الوطن في وحل الفوضى كلما اقتربنا من الحل والتناصح قدم على حين غرة ..بعمليات ... المواطن البسيط لا يقدم عليها لانه يطلب العيش الكريم ولا يطالب بتل من المال او المراكز

اقرأ ايضاً