العدد 4562 - الأربعاء 04 مارس 2015م الموافق 13 جمادى الأولى 1436هـ

«الصبر الاستراتيجي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هناك الكثير ممَّا يجري هذه الأَيَّام، على جميع المستويات الدوليَّة والإقليميَّة، وهذه الفترة تختلف عن سابقتها؛ لأَنَّ المتغيّرات تتطلب تحديد خيارات لها تبعات كثيرة. وهذا يفسّر كيف تصرَّف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكسر الأَعراف السياسيَّة وتحدث أمام مجلسي الكونغرس (بدعوة من الأَغلبيَّة الجمهوريَّة)، محاولاً التأثير على احتمال الوصول إلى اتفاق بين القوى الكبرى وإيران بشأن الملفّ النووي.

والملفُّ النووي ليس هو العامل الوحيد، إذ إنَّ هناك ما يجري في أوكرانيا، وهناك مخاطر انتشار مرض الإيبولا الفتَّاك، والتنافس بين أميركا والصين على النفوذ في شرق آسيا، وهناك الحرب الطائفيَّة والمناطقيَّة والقبليَّة، المشتعلة في عدد من بلدان المنطقة، وهناك الاضطرابات والمخاضات التي تتأثر بكلّ ما يجري من حولها.

وفي هذا الإطار، طرح الرئيس الأَميركي باراك أوباما الشهر الماضي استراتيجيَّة جديدة للأمن القومي الأميركي، معلناً اعتزامه انتهاج مسار جديد أطلق عليه مصطلح «الصبر الاستراتيجي»، وهذا يعني إلغاء الاستراتيجيَّة السابقة التي وضعها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، والتي كانت تتحدَّث عن «الحرب على الإرهاب عبر الضربات الاستباقيَّة».

في الماضي، كانت أميركا تعتمد على القوَّة العسكريَّة، والإمكانات الهائلة التي تتوافر للإدارة الأميركيَّة، وبعد ذلك يأتي دور الجهات السياسيَّة، أَما الاستراتيجيَّة الحاليَّة، فهي تسعى إلى عكس المسار، وذلك بالاعتماد على السياسة في تحديد الخيارات، قبل اللجوء إلى استخدام القوّة في أَزمات تبدو بمخاطر لا نهاية لها.

وفي دراسة، أعدها بيت الخبرة «برايس ووتر هاوس»، توقعت أَن تكون الصين هي الأقوى اقتصاديّاً في 2030، وأَنَّ هناك سبع دول ناشئة في 2030 ستكون أقوى من الدول الصناعيَّة السبع حاليّاً، وأَنَّ الحركة التجاريَّة بين الدول الناشئة حاليّاً، تعادل خمسة أَضعاف ما يجري بين الدول الصناعيَّة الحاليّة. كل هذه المؤشرات تدلّل على أَنَّ التغيير العالمي مستمر، وأَنَّ القوى الاستراتيجيَّة ستتغيَّر أَيضاً.

وعلى هذا الأساس، فإنَّ مفهوم «الصبر الاستراتيجي» ينطلق من الإقرار بأَنَّ العالم بدأ يتغيَّر فعلاً، وأَنَّه يسير نحو عالم متعدّد الأَقطاب مستقبلاً، وأمام أميركا خياران، هما: إما أَن تكرر أَخطاء بريطانيا قبل قرن عندما كانت هي القوَّة الأُولى، لكنَّها أَنهكت قدراتها من خلال خوضها حربين عالميَّتين وانتهت إلى مراتب أَقل من غيرها، أَو عدم إنهاك القدرات الاستراتيجيَّة، والاستعداد للعب الدور الأَكبر في عالم متعدّد القوى مستقبلاً، وهذا سيحتاج إلى حكمة وصبر استراتيجي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4562 - الأربعاء 04 مارس 2015م الموافق 13 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 11:56 ص

      افتعال الحروب و الأوبئة الخطيرة أيضا ...بعد تفجير حلب بالامس هناك خطة لضرب سوريا بشكل قوي ..... ام محمود

      الدول الكبرى لم تفتعل الحروب بجميع أشكالها من حروب اعلامية و نفسية و تكنولوجية و حروب باردة و حروب طائفية من اشعال فتنة السنة مع الشيعة و تعزيز الارهاب فقط بل افتعلت و صنعت الامراض و الاوبئة في المختبرات و نشرتها في العالم هذا الكلام قرأته في أكثر من موقع و بعد وباء ايبولا القاتل هناك وباء أخطر منه سينتشر هذا العام
      امريكا ما زالت تلوح بالعمل العسكري ضد سوريا و قد تستخدمه في اي لحظة و لن يهدأ لهم بال الا بعد اسقاط الاسد و تعيين السفياني في دمشق
      جميع الاوراق تم استخدامها و نحن في أهم مرحلة الآن

    • زائر 14 | 11:44 ص

      لا يوجد شيء اسمه صبر استراتيجي بل تدمير استراتيجي من خلال تدمير الدول و الشعوب و الزعماء .... ام محمود

      أوباما :ان التحديات التي نواجهها تتطلب الصبر الاستراتيجي والمثابرة مكررا بذلك أحد المواضيع الأساسية لسياسته الخارجية
      وأعرب مرة أخرى عن سروره، لأنه طوى صفحة الحروب عبر قوات برية في العراق وأفغانستان اللذين كانا في صلب السياسة الخارجية الأميركية خلال العقد المنصرم
      وذكّر بأن حوالي 180 ألف جندي كانوا ينتشرون في العراق وأفغانستان عندما وصل إلى البيت الأبيض في 2009، مشيرا إلى أن عددهم اليوم يقل عن 15 ألفا
      وأضاف أوباما: "يجب أن نقر أيضا بأن استراتيجية للأمن القومي الذكي لا تستند على القوة العسكرية

    • زائر 12 | 10:13 ص

      مجازر الاحتلال الروسي لأفغانستان تسبب فى ظهور العصابات الإجرامية طالبان والقاعدة 1810

      كذلك إبادة الشعب من النظام السوري سبب ظهور داعش والنصرة المجرمتين والأمة العربية والإسلامية والجيش الحر وأغلب دول العالم هم من يحارب هذه العصابات الاجرامة

    • زائر 10 | 6:49 ص

      ماذا تريدون يا دواعش الشر ..

      هل تريدون ترك سوريا للخوارج يعيثون فيها فسادا و يسفكون دماء الابرياء ؟؟ و هل تريدون للخوارج ان تقوى شوكتهم لييهددونا و يغزونا في عقر دارنا ؟ لا و الف لا .. لن يتحقق حلمكم المشؤم .. نر فعله و يفعله بشار الاسد و السيد حسن نصر الله لهو عين الصواب .. من يتخاذن مع التكفيريين جزأه الموت الاحمر .. نحن مع بشار و نشد على يديه ليبيد التكفيريين و من ازرهم و من ناصرهم و من اوأهم واطعمهم لذيذ الطعام ..

    • زائر 9 | 1:53 ص

      يا للعجب هل وصل الحقد لتأييد دكتاتور يبيد شعبة بافتك الأسلحة 0955

      هل إاعمنا الحقد الطائفي عن مجازر حزب البعث برئاسة الاسد ونحنوا ليل نهار نشاهد القتلى الذي فاق عددهم 200 الف ويجعلنا نؤيد الادرع الطائفية لاحتلال الدول العربية

    • زائر 6 | 1:23 ص

      مرض الطائفية عندما عندما يتحول إلى حقد على الأمة العربية والإسلامية 0925

      صباح الخير حتي استباحة الأرض العربية بادرع عملاء الطائفية وبث الفتنة أصبح انتصار في عقول الطائفيين الذين انسلخوا من عروبتهم وينتظرون لأعداء الأمة العربية والإسلامية

    • زائر 3 | 11:31 م

      محور المقاومة

      محور المقاومة يريد من اسرائيل التدخل العسكري في ايران لتكون بداية نهاية استبداد واستكبار وتغطرس كيان صهيوني غاصب . اسرائيل تعلم انها ستتلقى ردا يفوق التحليلات الاستخبارية .. هناك إشارات في خطب السيد حسن نصر الله بان محور المقاومة لن ينتظر الأذن من احد .. محور المقاومة سوريا الأسد حزب الله لبنان وحماس والفصائل في فلسطين وإيران .. اذا تدخلت اسرائيل عسكريا في ايران . لا احد يعلم ماذا سوف يكون في الشرق الاوسط .. سيكون شرق أوسط جديد

    • زائر 16 زائر 3 | 5:55 م

      ايران نمر من ورق

      اذا أردت ان تعرف مقدره ايران ،انظر للشعب الإيراني الذي مازال يعيش في حقبه الثمانينات،

    • زائر 2 | 10:43 م

      هل ستتدخل اسرائيل لعرقلة الاتفاق النووي المرتقب .....هناك الكثير من المناورات و التسخين في المنطقة حتى اسرائيل عملت مناورات ... ام محمود

      قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس الأربعاء في سويسرا، إن بلاده «قريبة جدّاً جدّاً من إبرام اتفاق نووي مع القوى الغربية».
      وقال لمحطة «إن.بي.سي نيوز» إن بلاده مستعدة للعمل «على مدار الساعة» للتوصل إلى اتفاق وتابع «نعتقد أننا قريبون جدّاً... قريبون جدّاً». لكنه أضاف «يمكن أن نكون بعيدين جدّاً». موضحاً أنه «يمكن أن نكون قريبين جدّاً إذا أمكن اتخاذ القرار السياسي)
      تعليقي: بعد خطاب نتيناهو الذي يهدف الى افشال الاتفاق وخوفه من نجاح البرنامج النووي الايراني و الحصول على سلاح مدمر فقد يقوم بعمل عسكري

    • زائر 5 زائر 2 | 1:17 ص

      الحتنكور

      ماشاء الله على النشاط و الحيوية ، أكرر الشكر لك على إثراء المقالات بمعلومات مفيدة تنم عن ثقافة واسعة و إطلاع كبير ، واصلي على هذا النهج و إلى الأمام وياليت تقومين بكتابة المقالات و التحليلات و نشرها في جريدة الوسط . و ألف شكر لك على هذا الجهد الجبار .

    • زائر 1 | 10:25 م

      القوى الاستراتيجية ستتغير هذا مؤكد ........ ام محمود

      استمرار قوى الشر المهيمنه المتمثل في امريكا و حلفاؤها من الشرق و الغرب و اسرائيل و الحلف الاطلنطى لن يستمر هناك قوى جديدة ستظهر منها كوريا الشمالية و دعوة زعيمها المتكرر ل الاستعداد للحرب بعد تحالف امريكا مع كوريا الجنوبية و هناك قوة ايران و المناورات البحرية و البرية الاخيرة كانت تحمل رسائل كثيرة منها قدرتها على غلق مضيق هرمز في أي وقت و منع السفن الحربية و التجارية و قدرتها على تدميرالاساطيل البحرية من خلال الاسلحة الجديدة و قلب المعادلات و هناك قوة عراقية جديدة للردع و قوة يمنية
      النصر يقترب

    • زائر 4 زائر 1 | 11:54 م

      ايران

      اعتقد ان ايران تعتبر انموذج في الصبر الاستراتيجي خصوصا على مستوى الصبر على الحصار الاقتصادي والسياسي والمجال الآخر هو الصبر في مجال المشروع النووي وبدون تفاصيل.

    • زائر 8 زائر 1 | 1:35 ص

      نعم النصر يقترب في عقول الطائفيين وهذا حلمهم في استباحة الأراضي العربية 0945

      صباح الخير هل مرض الطائفية يجعل الإنسان ينسلخ من عروبتة ويقف مع أعداء الأمة العربية والإسلامية وهل أخطاء أنظمتنا تبرر هذا

اقرأ ايضاً