العدد 4565 - السبت 07 مارس 2015م الموافق 16 جمادى الأولى 1436هـ

الثامن من مارس... يومٌ لا يشبهنا

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كم يوماً لنا نحن النساء؟ وهل كل تلك الأيام هي ملكنا؟ وهل نحظى فيها بما لا نحظى به في أيامٍ غيرها؟ وهل وُجدت لتكون في حياتنا شيئاً مغايراً؟ وما الذي يجعل بعض الأيام لها ذكرى، ومن يصنع الذكرى: اليوم نفسه أم الحدث أم الشخوص؟

الأسئلة تراءت بعدما حدث نقاش في الأوساط النسائية الإسلامية: هل الثامن من مارس/ آذار هو منا؟ ولما لا نحتفي بيوم المرأة المسلمة في يومٍ لا تبحث فيه تلك المرأة عن حق بقدر ما تبحث فيه عن دور؟

اليوم العالمي للمرأة هو 8 مارس، وهو صنيعة الفكر الاشتراكي، ويرتبط أصله بمجموعة من الأحداث أولها كان تحديداً في العام 1856، في مدينة نيويورك، عندما خرجت عاملات النسيج (الأغلبية الساحقة من العاملين في مصانع النسيج الأميركية آنذاك كانت من النساء) إلى الشوارع احتجاجاً على ظروف عملهن، حيث يمتد إلى 12 ساعةً يومياً.

المسيرة قوبلت بوحشية من قبل الشرطة، لكنها في المقابل طرحت مسألة المرأة العاملة على الرأي العام وأجندة السياسيين. وبعد عامين تم تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في أميركا، وبعد خمسين عاماً (في 8 مارس 1908) تظاهرت ما يقارب 15 ألف عاملة نسيج في نيويورك حاملاتٍ الوردَ والخبزَ، ومطالباتٍ بخفض ساعات العمل ومنع تشغيل الأطفال وحق التصويت. وفي العام التالي شكّل إضراب ما يفوق 20 ألف عاملة ولمدة 3 أسابيع، أكبر إضراب نسائي في العالم، بدعمٍ من الحزب الاشتراكي وصحيفته «نداء نيويورك»، والذي أعلن بعدها عن احتفالية اليوم الوطني للمرأة الأميركية كل آخر يوم أحد من شهر فبراير/ شباط، وظل الاحتفال بهذا اليوم حتى العام 1913.

أما في أوروبا، فقد كان الجو مهيئاً، خصوصاً في ألمانيا والنمسا، حيث كانت الحركة النسائية من البداية تحت تأثير الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ففي العام 1910، سافر وفد نسائي أميركي للمؤتمر العالمي الثاني للنساء الديمقراطيات الاشتراكيات في كوبنهاغن (الدنمارك)، حيث اقترح تكريس يوم المرأة العالمي. ووافق المؤتمر الذي شاركت فيه ما يزيد على 100 امرأة من 17 بلداً على هذا الاقتراح بالإجماع.

وفي روسيا، خرجت النساء في فبراير 1917 بمسيرة عفوية ضخمة غالبيتهن كانت من زوجات الجنود الذين يشاركون في الحرب العالمية الأولى، وكانت شعاراتهن «الخبز لأولادنا» و»العودة لأزواجنا من المتاريس». ثورة فبراير النسائية مهّدت للثورة البلشفية في روسيا والتي أدت إلى الإطاحة بالحكم القيصري، وتم الاحتفال بيوم المرأة فيما يعرف بثورة شباط حتى تم تغييره فيما بعد إلى 8 مارس، حين وافقت منظمة الأمم المتحدة على تبني تلك المناسبة في العام 1977، حينما أصدرت قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يتم اختياره يكون يوماً للاحتفال بالمرأة، فقرّرت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.

هو يومٌ للتضامن مع المرأة، اتفقت العالمية على أن يكون هو بالذات مع اختلاف منشأه وظروفه، فرض من واقع غربي لجميع نساء العالم تختلط فيه حقوق النساء، لكنه أصبح عنواناً للحق، بعد قرن من الزمان أصبح التفكير فيه عن بعد، خصوصاً من يحمل ثقافة وعقيدة مختلفة، لما لا أصنع يوماً مختلفاً وأبرز فيه شيئاً مختلفاً، شيئاً يشبهني، يعكس ما بداخلي، يبحث عما أريد، فلست مجبرةً أن ألبس ثوباً طرّزه غيري، ليأتي السؤال المعاكس: لم المشاكسة؟ وما الضير أن نبقى في ضوء المناسبة كما هي، فكلنا في الإنسانية سواء.

المسألة هنا ليست في الرفض لأصل القضية، دعونا نحملها لأننا كلنا نساء، ولكن الضير يكمن في أن يصبح هو قاعدتي الثقافية وهو منطلقي. فالثقافة الإسلامية لا ترتكز على الحقوق المجزّأة بقدر ما تفرض الحق الإنساني في مجمله كقاعدة، فيومٌ للمرأة المسلمة كفيل بإيصال رسالتها المرتكزة على الدور والأصل، فهل نصنع لنا يوماً؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4565 - السبت 07 مارس 2015م الموافق 16 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:10 ص

      نور الزهراء

      يوم المرأة العالمي هو يوم انبلج نور الزهراء بنت محمد ص

    • زائر 2 | 1:17 ص

      في الصميم

      سلمت اناملك اختي العزيزه ،،،ما طرح بالمقال يحتاج للعرض والتباحث، والعمل لايجاد ارضية للعمل على تفعيل دور المرأة في المجتمع عمليا ،وتنقيح الادوار التي تخل بكرامتها من خلال النظره السلبية اليها .

    • زائر 1 | 12:09 ص

      الرجل لا يستطيع أن يعيش بدون المرأة .

      حياته جحيم من غير ابتسامة وحنان أمه , و جمعة خواته , و ود زوجته , المرأة وردة اينما حلت . ولا تحتاج ليوم للاحتفال بها لانها ببساطة لا يستغنى عنها .

اقرأ ايضاً