العدد 4573 - الأحد 15 مارس 2015م الموافق 24 جمادى الأولى 1436هـ

نعم البحرين كعذاري

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

كثيرةٌ هي الأخبار والمواقف والتحركات التي تجعلنا نتساءل: هل صار وطننا كعذاري بالفعل؛ يسقي البعيد وينسى القريب؟ فهو وطنٌ يتذكر الموارد البشرية في كل دول العالم ويغض طرفه عن أبنائه من الجامعيين والعاطلين الذين ينتظرون أدوارهم للتوظيف لسنواتٍ.

يرى النقص في البنية التحتية لدى كل البلدان ويسعى للتبرع لها، وينسى بنيته التحتية التي تفضحها قطرات المطر في كل موسم، وشكاوى المواطنين وهم يحاولون إبعاد سياراتهم عن مواقع الحفر والشوارع غير المسفلتة بشكل جيد.

يسمع عن فقراء العالم ويقدّم لهم المساعدات المالية والعينية وفي حضنه فقراء لا يجدون ما يعينهم ويقيهم العوز ومد أيديهم لغير الله. يسمع عن المنكوبين في الدول الأخرى جرّاء الزلازل والفيضانات ويبني لهم قرية كاملة وينسى طلبات مواطنيه الذين يستخرجون بطاقات طلباتهم الإسكانية في كل نهاية عام منذ العام 1992 وما يليه. ونحن لا نعني بما كتبنا ألا يسعى وطننا لتقديم المعونات الخارجية كغيره من الأوطان، ولكن أهل الدار أولى بخيراتها، والمحافظة على المال أولى من مراكمة الدين العام وتضخمه عاماً بعد عام من أجل علاقات عامة أو تحسين الصورة أو مجاراة الدول الجارة التي لا تعاني نقصاً في ميزانياتها ولا ديناً كالذي نعانيه، ولا يعاني أبناؤها كما يعاني مواطنونا.

ومن الأدلة على ما ذكر أعلاه هو خبر وصول 15 طبيباً كوبياً للعمل في البحرين وهم الدفعة الأولى كما نص الخبر الذي نشر في صحيفة «الوسط» يوم الأربعاء الماضي، وفي العدد ذاته نشر تصريح للنائبة البرلمانية الطبيبة جميلة السماك عن النقص الشديد في الكوادر الطبية مقابل استقدام كوادر خارجية بحجة «كونهم أكثر تأهيلاً وخبرة»، مع العلم أن لدينا من العاطلين الجامعيين في المجال الصحي الكثير، كما نُشر في العدد ذاته والذي يليه، خبرٌ حول مدرسة السنابس الإبتدائية وما تعانيه الطالبات والهيئتان الإدارية والتعليمية. فالمدرسة وكما وصفها أولياء الأمور ووصفتها الصور لا تصلح للاستخدام بشكلها الحالي، خصوصاً مع وجود الجرذان والفئران والحشرات المختلفة، ومع قدم البناء وسوء المرافق الصحية.

وإذا ما تجاهلنا عدد الطالبات في الصف الواحد والذي يستدعي بناء مدرسة أخرى باعتباره عدداً كبيراً على المعلمات، ويحول دون أخذ كل طالبة حقها في الاهتمام، وهو حال كثيرٍ من المدارس الحكومية حالياً، لا يمكننا تجاهل سوء البيئة التي تعيش فيها الطالبات أكثر من نصف يومهن، وهو الأمر الذي لا شك سيؤثر على تحصيلهن وعلى رغبتهن في الذهاب إلى المدرسة كل صباح، حيث تنتشر الحشرات والفئران، فضلاً عن الحاجة إلى مرافق صحية نظيفة مجهزة بكل ما يحتاجه أي مواطن في أي بلد خليجي.

بعد التطور الذي طال كل شيء، كان بإمكان عذاري - لو بقيت - أن تسقي ما جاورها، وكان بإمكانها أن تفند الأمثلة التي تقال عنها حول سقيها البعيد ونسيان القريب، ولكن هل يمكننا أن نجد من بلادنا التي نعشق ما يغيّر وجهة نظرنا تجاهها في هذا الأمر، ونجدها تسقي القريب قبل الغريب أيّاً كان هذا الغريب وأيّاً كان هدفها من مساعدته؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4573 - الأحد 15 مارس 2015م الموافق 24 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:22 ص

      السبب يعود ..

      الى النوم في الآلة .. تحياتي ريز

    • زائر 12 | 8:02 ص

      اختى سوسن

      انها العنصريه محاربة الشيعة لانهم فقط طالبو بحقهم ويقولون لاتوجد عنصريه المشتكى لله والله افرج عن شعب البحرين المظلووووم

    • زائر 10 | 6:15 ص

      آه يا وطني

      في كل شي المواطن مظلوم ومحروم من حقوقه من التوظيف ومن توفير المسكن بينما هالحكومه تستجلب العماله من الخارج وتوفر اليهم الوظيغه وبرواتب خياليه وتوفر اليهم المسكن والسيارات وكل شي اليهم وابن البلد يطالع يتحسر
      لكن ننام مظلومين ولا ننام ظالمين
      ولكل ظالم حساب يوم الحساب وكل من حط روحه راعي بيتسائل عن رعيته

    • زائر 9 | 2:16 ص

      العاطين في كل مجال

      العاطلين ليس في الحقل الطبي فقط فهم في التربية والطب والهندسة ووو
      حين نتكلم عن القطاع الخاص فهم يبحثون عن الرخص والتكاليف وغض النظر عن المواطنة وغيرها من المسميات ولكن المصيبة في القطاع الحكومي حين ينسف طلبات ابنائه ويلجأ الى توظيف الاجانب واستجلاب الاجانب وبتكلفة تفوق تكلفة توظيف المواطن !!!
      هنا تكمن المصيبة صح لو غلط كلامي ؟؟؟

    • زائر 8 | 1:42 ص

      ادخلي مجمعات الأجانب لترى بحرين غير البحرين التي يراها الناس

      تدخل المجمعات لترى فلل فارهة ومجمعات منظمة وسيارات فارهة، اذا دخلت المجمعات التي تسكنها الأجانب تذهب نفسي حسرة على شعب البحرين المسكين.
      وظائف ورواتب خيالية وبالطبع هذه المؤسسات توفّر لموظفيها هذا النوع من السكن الراقي .
      ربما يقول البعض ان الموظفين الاجانب يحملون شهادات عليا واقول نحن نحمل نفس المؤهلات واثبتنا اننا افضل بكثير من هؤلاء الاجانب رغم المعوقات علينا

    • زائر 7 | 1:34 ص

      نعم هي عذاري وأكثر

      نعم كل شيئ في البلد وسياسات الحكومة تقول أنها عذاري تسقي البعيد وتترك القريب.
      1) الأولوية في التوظيف للأجانب وأخيرا تقره المؤسسة التشريعية!
      2) الإسكان يستفيد منه ال.... والأصلاء ينتظرون أكثر من 20 سنة.
      3) الإستثمار في الخارج بأموال التأمينات وغيرها مع أن البلد بحاجة لفتح استثمارات داخلية.
      4) وزارة التنمية تضيق الخناق على الجمعيات الخيرية التي تعمل داخل البحرين وللبحرين وتطلق العنان للجمعيات التي تعمل للخارج.
      5) وعشرات الأمثلة التي يقصر البيان عن ذكرها.
      المشتكى إلى الله

    • زائر 6 | 1:18 ص

      صباح الامل والفرج .

      نحتاج لمعالجة جذرية لا ترقيعيه ع جميع الاصعده .

    • زائر 5 | 1:12 ص

      جان على چذي

      هاذلين مو بس يخلون القريب هاذلين لا يرحمون ولا يخلون رحمة الله تنزل حتى اذا صندوق خيري او جمعية ايتام بتساعد حطوا ليها الف شرط وشرط ومراقبة وووو بس علشان لا يساعدون محتاج

    • زائر 4 | 12:08 ص

      محمود

      ياليت

    • زائر 3 | 12:04 ص

      وزارة التربية ايضا

      ليست الصحة والاشغال والبلديات هي المقصرة التربية ايضا تستجلب المعلمين من الخارج ولدينا اعداد كبيرة من العاطلين خريجين التربية اذا لم توظفهم الدولة ستصبح البحرين كغيرها من الدول التي تصدر العمالة للبلدان الاخرى

    • زائر 11 زائر 3 | 6:30 ص

      ااااه

      إنها ثقافة الانتقام من أهل البلد

    • زائر 2 | 11:56 م

      عوار قلب

      قلبي على وطني انفطر وقلب وطني علي حجر

    • زائر 1 | 11:23 م

      آه ياعذاري

      تسقين البعيد وتخلين القريب أفأ علي الظلمة السراق.

اقرأ ايضاً