العدد 4574 - الإثنين 16 مارس 2015م الموافق 25 جمادى الأولى 1436هـ

التغيُّر المناخي خطرٌ على الأمن العالمي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل أربعة أيام ضربت عاصفة استوائية هائلة (إعصار بام) جزر «فانواتو» التي يبلغ عدد سكانها نحو 270 ألف نسمة، وتقع في جنوب المحيط الهادي (إلى الشمال من نيوزيلندا)، فيما يُعتبر أحد الإنذارات الواضحة لخطر «التغيُّر المناخي» على الاستقرار العالمي. وعلينا أن نتصوَّر ما سيحدث في أي بلد لو ضربته رياح عاتية تبلغ سرعتها 320 كيلومتراً في الساعة وتقتلع كل شيء أمامها.

البنك الدولي كان ضمن الداعين إلى التحرك الجاد لمواجهة التغيُّر المناخي بعد هذه الكارثة الأخيرة، مذكِّراً المجتمع الدولي بأنّ هذا الإعصار المدمر جاء متزامناً مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة في اليابان بشأن الوقاية من الكوارث الطبيعية.

جاء التحذير على لسان نائبة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي راشيل ميا التي قالت لوكالة الأنباء الفرنسية، على هامش مناقشات المؤتمر الأممي: «أليس من سخرية القدر أن يضرب هذا الإعصار فانواتو فيما نلتقي جميعنا هنا؟». كما أن رئيس جمهورية «فانواتو» بلدوين لوسديل كان أيضاً ضمن الحضور في المؤتمر عندما وقعت المأساة على بلاده.

انقطاع خطوط الكهرباء والهاتف يمنع حالياً من التعرف على حجم الأضرار في هذا الأرخبيل، ولكن الخطر لا يخص تلك البلاد النائية (التي لم يسمع بها أكثرنا من قبل)، فالمتسبب في هذه الكارثة هو الانبعاثات المستمرة للغازات السامة التي تقف خلف ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو سبب مستمر وماثل أمام أعيننا جميعاً.

الأخطار الكبرى التي تهدد الأمن العالمي تتوزع بين ثلاثة مصادر: أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب، والتغيُّر المناخي... وما يحدث حالياً في «فانواتو» قد يحدث في أي مكان آخر، ولنتصوَّر لو أن قرى ومناطق سكنية تختفي من الخريطة مع تكرر حدوث مثل هذه الكوارث.

مواجهة التغيُّر المناخي تحتاج إلى تغيير في نمط العيش وفي خطط الاستثمار، ولاسيما فيما يتعلق بالوقود الأحفوري الذي يعتبر من أكبر الملوثات الكونية. كما تحتاج الحكومات للإنفاق أكثر بشكل وقائي في بناء بنى تحتية متينة ونظام إنذار مبكر لإنقاذ الأرواح البشرية عندما تعلن الطوارئ. إضافة إلى كل ذلك، فإنّ العالم يواجه مخاطر الجفاف والتصحُّر وتبخُّر المياه الجوفية... وهذه كلها تحديات كبيرة لا تقلُّ عن خطورة الإرهاب الدموي الذي يلفُّ منطقتنا من كلِّ جانب.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4574 - الإثنين 16 مارس 2015م الموافق 25 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 10:06 ص

      هناك قرى و مدن و مناطق سكنية ستختفي من الخريطة .. صحيح ...عندك حدس تنبؤي دكتور ... ام محمود

      لو قرأنا بعض القصص في القرآن الكريم لوجدنا ان العذاب الشديد الذي أرسله الله سبحانه و تعالى عليهم هو الرياح العاتية الشديدة البرودة أي الأعاصير مثل عاد و ثمود( فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد و ثمود)
      ( فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا و لعذاب الآخرة أخزى و هم لا ينصرون)
      هذا العذاب سنراه في زماننا و هو من الوعد الالهي لبعض الدول و الشعوب التي تسافلت في أخلاقها ووصلت لمرحلة مخزية و المجاهرة بالمعاصي و هناك صورا لاناس عرايا على السواحل الاسترالية

    • زائر 4 | 9:38 ص

      خطورة الارهاب الدموي تتساوى مع خطورة الكوارث من أعاصير و زلازل و براكين بسبب الانحلال الاخلاقي و الابتعاد عن الدين و الظلم ... ام محمود

      قالت الأمم المتحدة، إن 24 شخصًا لقوا حتفهم وشرد 3300 آخرون جراء إعصار بام الذي اجتاح أرخبيل فانواتو جنوب المحيط الهادئ بأستراليا
      وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أحدث تقاريره أمس، بأن أعطال الاتصالات مع الجزر الخارجية لم يتم إصلاحها بعد، مضيفًا أن 3300 شخص يقيمون 37 مركز إيواء على جزيرة إيفات الرئيسية وفي منطقتي توربا وبيناما.
      ***
      الأعاصير والكوارث الطبيعية و الزلازل و الخسف ستكون من سمات عصرنا بسبب طغيان البشر و ستتزامن مع الحروب و الارهاب الاسود الذي فتك ببعض الدول المجاورة

    • زائر 3 | 9:37 ص

      ما معنى ان تحس؟

      عندما يجتمع رؤساء دول لمناقشة مشكلة تمس الجميع ويخرجون بدون حل. هل هدا احساس؟

    • زائر 2 | 1:13 ص

      root causes

      لا يراد معالجة الأسباب الجذرية انما تترك لكي تسمر عملية المستفيدين من صناعة المواد والأدوية وغيرها من الخدمات المسكنة ومن أخطر ملوثات صناعة البشر التي تؤثر على البيئة الملوثات الكيميائية الصناعية والمبيدات في الزراعة ، وبدلا من الحد منها يتم اقحام البيوت بأنواع مختلفة منها والملوثات الرادارية التي تبث موجات دقيقة ترفع من حرارة الجو وبدلا من الحد منها تم تلويث المنازل والمدارس بأنواع واشكال متعددة من التكنولوجيا الاشعاعية المسمى بالذكية

    • زائر 1 | 11:54 م

      هم

      لايشعرون بهذه الكارثه لانهم بعيدين فحينما تكون على مستوى اوسع سوف تتغير طريقة التفكير السلبيه

اقرأ ايضاً