العدد 4598 - الخميس 09 أبريل 2015م الموافق 19 جمادى الآخرة 1436هـ

«المهارات الناعمة» وأهميتها في إدارة الأعمال

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أشار تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بتاريخ 14 يناير/ كانون الثاني 2015 إلى أن «المهارات الناعمة»، Soft Skills، قد حسّنت الإنتاجية وخفضت تكاليف التشغيل في بريطانيا بمقدار 88 مليار جنيه استرليني (أكثر من 130 مليار دولار) سنوياً على الأقل.

«المهارات الناعمة» مصطلح أصبح يُكرر كثيراً في الفترات الأخيرة، ويُقصد به تلك المهارات الأساسية التي ترتبط بقدرة الشخص على التعامل مع الآخرين، وعرض أفكاره بصورة مقنعة ولبقة، وقدرته على التواصل والاتصالات، واستخدام السلوكيات القيادية التي تميز علاقاته مع الآخرين، والمبادرة، والتفاعل مع الزبائن أثناء خدمتهم، والعمل ضمن فريق عمل مشترك، إلخ.

هذه المهارات الناعمة تكمل «المهارات الصلبة» Hard Skills، التي ترتبط بالمعرفة والخبرة والقدرة على تنفيذ المهمات المحددة في الوصف الوظيفي/ التخصصي/ الاحترافي.

وحالياً، فإن هناك قناعة لدى المعنيين بشئون الاقتصاد وإدارة العمل بضرورة أخذ «المهارات الناعمة» على محمل الجد أكثر من أي وقت مضى، لأنها أصبحت محورية في تحديد عوامل نجاح الأعمال. ويتحدث الخبراء عن أن عدم توافر المهارات الناعمة لدى قوى العمل يؤدي إلى عواقب سلبية، مثل زيادة تكاليف التشغيل، خسارة الأعمال للمنافسين، كثرة المشاكل في تلبية معايير الجودة، التأخير في تقديم منتجات أو خدمات جديدة، إلخ.

تأسيساً على ذلك، فإن إدارة الموارد البشرية تطورت في الفترات الأخيرة لتشمل ما يسمى بمنهج «الكفاءات»، Competencies، والمقصود باعتماد منهج الكفاءات في إدارة الموارد البشرية هو تصميم نظام للمؤسسة يمكن من خلاله تقييم العاملين على أساس ثلاثة محاور أساسية، وهي:

المهارات الصلبة، Hard Skills، والمقصود بها هنا تلك المهارات التخصصية - الاحترافية، التي تحدد القدرات اللازمة لتنفيذ واجبات الوصف الوظيفي، مثل البرمجيات والكمبيوتر، والمحاسبة وغيرها من التخصصات.

المعرفة Knowledge وهي تحدد المستوى الأكاديمي، أو الخبرة التي ينبغي توافرها لدى الموظف للقيام بمهمات عمله.

المهارات الناعمة، Soft Skills، وهذه تحدد السلوك Behaviour المطلوب من الموظف، وهي تحدد الخصائص الشخصية التي يجب أن تتوافر لديه لكي ينجح في بيئة العمل؛ على سبيل المثال، المبادرة، العمل بروح الفريق الواحد، الجودة والتميز في العمل، خدمة الزبائن، مهارات التواصل، العمل كفريق واحد، المبادرة، التخطيط للمستقبل، إدارة الوقت، الاستعداد للتعلم، إدارة الأفراد، القيادة الفاعلة، إدارة التغيير، حلّ الخلافات، التفكير الجانبي، إلخ.

منهج الكفاءات Competencies في إدارة الموارد البشرية يسعى إلى الجمع بين هذه المكونات الأساسية من خلال ربط الاستراتيجية المتوخاة، والثقافة المؤسسية المصاحبة لتلك الاستراتيجية، بالسلوكيات التي ينبغي توافرها في الموظف. هذا التوافق بين سلوكيات الفرد وثقافة المؤسسة هو ما يطلق عليه «Cultural Fit»، بمعنى أن سلوكيات الشخص تناسب ثقافة الشركة ورؤيتها المستقبلية.

هذه المكونات الأساسية للكفاءات (المهارات الصلبة، المعرفة، والمهارات الناعمة) تساهم في تعزيز أداء الموظفين وتؤدي في نهاية المطاف إلى النجاح المؤسسي من خلال توفير خريطة طريق لزيادة القدرة الإنتاجية.

مثل هذا التوجه يحتاج إلى ربط السلوكيات الفردية بثقافة وقيم المؤسسة، مع التركيز على كيفية تحقيق النتائج، وليس فقط التركيز على النتيجة النهائية بصورة مجردة. هذا النهج يسعى إلى تحقيق الرضا الوظيفي، وسد الفجوة بين إدارة الأداء وتطوير الموظفين من خلال بيئة دائمة التعلم تنمو مع المتغيرات في سوق العمل وتتناغم مع آخر التطورات التكنولوجية، أو أنها تقود تلك التطورات من خلال الابتكار وريادة الأعمال.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4598 - الخميس 09 أبريل 2015م الموافق 19 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً