العدد 4613 - الجمعة 24 أبريل 2015م الموافق 05 رجب 1436هـ

مظهر جيد لشعور أفضل رغم السرطان

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

إحساسٌ يراود الكثيرين من المصابين/ المحاربين لمرض السرطان بشأن التغيرات الجسدية/ الشكلية كنتيجة حتمية للمرض، أو كأعراض جانبية للعلاج فيما يخصّ تساقط الشعر، تغيّر الوزن زيادة أو نقصاناً، إلى جانب التغيّرات التي تحدث نتيجة إجراء العمليات الجراحية، أو الشعور بالضعف والإنهاك العام أو التوتر المصاحب نتيجة الصدمة أو مضاعفات العلاج أو حدوث الإنتكاسات المستقبلية، وهذا كله حتماً يؤثّر وبشكل بليغ، على الشكل والنفسية ويشكّل هاجساً أولياً وأولوياً ومصدر قلق مستمر.

نسمع ونرى ونقرأ عن الكثير من القصص الإبداعية والأمثلة العديدة في مجتمعاتنا أو في المجتمعات الغربية غالباً من المصابين/ المحاربين أو من أهاليهم وأصدقائهم، عن أفعال تنم عن روح المساندة الإيجابية. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، حلق الشعر الجماعي من مجموعة أصدقاء أو من الأهل أو شريك الحياة أو الأبناء، وهناك من يعمل على جلسات عامة من أجل بث روح المرح والضحك في نفسية المصاب/ المحارب.

يوجد العديد من مؤسسات المجتمع المدني وخصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، تقدّم المساندة المعنوية و/أو المادية والبرامج لمرضى السرطان، نذكر منها «جمعية السرطان الأميركية» التي تقدّم برنامج «مظهر جيد، شعور أفضل»، وهو برنامج خدماتي عام بهدف تقديم المساعدة والمساندة للمصابين/ المحاربين لمرض السرطان، للتغلب على التغيرات الشكلية الجسدية أو تساقط الشعر. وهناك «جمعية رعاية السرطان» التي تقدّم الإستشارات النفسية والدعم ورفع الوعي للمرضى/ المحاربين. و»جمعية لِنَعِشْ أقوياء»، التي تقدّم برامج رياضية لمدة 12 أسبوعاً لمجاميع صغيرة ضمن فئة الناجين من السرطان الشباب، وذلك ضمن برامج إعادة التأهيل من أجل رجوعهم لحياتهم الطبيعية بعد الشفاء التام من المرض.

يهدف هذا المقال لجميع المصابين/ المحاربين والناجين من مرض السرطان ولأهاليهم، للنظر بأهمية قصوى وبمنظور أعمق لمسألة التغير في الشكل الخارجي الجسماني أثناء العلاجات أو بعد الشفاء التام، بحيث يتم التركيز على كيفية الإحساس العميق بالراحة النفسية داخل الذهن مع وجود هذه التغيرات الشكلية/ الجسدية، وإبراز الشجاعة الكامنة لمواجهة هذه التغيرات لنعيش بها في المجتمع من دون أي حرج، مهما كانت بشاعة التغيير الشكلي.

وفي هذا السياق نتطرق إلى بعض الإرشادات والطرق المذكورة على موقع «جمعية السرطان الأميركية» من أجل الاستفادة منها وتطبيقها لتحقيق هذا الشعار «مظهر جيد، شعور أفضل». ونذكر من هذه الإرشادات أهمية ارتداء الملابس الأنيقة التي تناسب التغيّر في الوزن نقصاناً أو زيادة؛ ارتداء القبعات الأنيقة حسب ما يلائم الذوق الشخصي ويناسب الذوق العام للمصاب/ المحارب، أو وضع الشعر المستعار مع وضع المكياجات الخفيفة المريحة الملائمة للتغيرات الشكلية في الوجه؛ مراعاة الجسد والإنصات له والإهتمام به على أكمل وجه؛ والأهم مراعاة التقلبات والمفاجآت النفسية وذلك بعمل جلسات مساج للإرتخاء بشكل دوري ومستمر.

أساليب كثيرة وأفكار إبداعية عديدة، ولكن المهم هو التركيز على الأفكار الإيجابية وإعطائها زخماً يومياً من أجل تقوية ورفع الروح المعنوية والشعور بالاطمئنان والسكينة والسلام الداخلي، ونبقى نتذكر دائماً: «مظهر جيد، شعور أفضل».

ملحوظة: يدعوكم «فريق الناجين من السرطان» إلى برنامج احتفالية «يوم الناجين من السرطان» يوم الجمعة 5 يونيو 2015 في نادي الشباب من الساعة 7:30 مساءً.

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 4613 - الجمعة 24 أبريل 2015م الموافق 05 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً