العدد 4661 - الخميس 11 يونيو 2015م الموافق 24 شعبان 1436هـ

استثمر في الإعلام الاجتماعي

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

أكملت للتو تدريب عدد من مسئولي حسابات المؤسسات الحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان، في ورشة عمل حملت عنوان «قياس العائد على الاستثمار في الإعلام الاجتماعي».

هناك، وجدت شغفاً كبيراً من قبل الحضور، ومن قبل أصحاب المؤسسات الحكومية تجاه استثمار وسائل الإعلام الاجتماعي بالشكل الأمثل، وتحقيق أقصى فاعلية ممكنة في التواصل مع متلقي الخدمات الحكومية من مواطنين ومقيمين.

وأستطيع أن أؤكد أن تقديم الخدمات الحكومية عبر وسائل الإعلام الاجتماعي وتطبيقات الهاتف النقال هو جزء أساسي من التحول باتجاه الحكومة الذكية، لكن ما يجب التأكيد عليه أكثر هو أهمية تدريب مسئولي قنوات الإعلام الاجتماعي في المؤسسات الحكومية على كيفية إنشاء المحتوى ونشره، والرد على العملاء، وقياس العائد على استخدام هذه القنوات، كما أن هناك أولوية أكبر وهي إقناع القائمين على المؤسسات الحكومية بأهمية استثمار ما تقدمه وسائل الإعلام الاجتماعي من طرق تواصل وتفاعل غير مسبوقة.

إن الاستثمار في الإعلام الاجتماعي بالنسبة للمؤسسات الحكومية لا يعتمد على صرف أموال بقدر ما يعتمد على تدريب الكوادر البشرية، كما أن العائد على هذا الاستثمار لا يكون على شكل أرباح ونقود، وإنما على شكل سرعة الوصول للمتعاملين وتلبية تطلعاتهم من الخدمة، وهذا هو جوهر والهدف الأعلى للأداء الحكومي المؤسسي.

لقد نقل الإعلام الاجتماعي العالم من قرية صغيرة، لغرفة كبيرة تضُم الجميع، ونقل الابتكار من مراكز مُتخصصة لساحة مفتوحة لملايين المُبدعين، وما علينا سوى تعزيز إيماننا بأهمية الإعلام الاجتماعي في حياتنا وأعمالنا، واستشراف أفق تطور صناعة هذا الإعلام، وتوطين التجارب المتقدمة وتطويرها.

ولعليّ في هذه العجالة لا أستطيع الدخول في التفاصيل التقنية لكيفية بناء استراتيجية متكاملة لإدارة أداء المؤسسات الحكومية على وسائل الإعلام الاجتماعي، وربما أكتفى بالقول إن الحصول على معلومات دقيقة بشأن مدى فعالية استخدام المؤسسات الحكومية لوسائل مثل «تويتر» و «انستغرام» و «فيسبوك» هو أمر مهم جداً، ويمكِّن من تعزيز استثمار تلك الوسائل لزيادة الانتشار والربحية، وخاصة أن الاستثمار الأمثل لما توفره وسائل الإعلام الاجتماعي أمام الأفراد والمؤسسات من فرص نمو هائلة يتطلب قياس الأداء ومعرفة مدى فاعلية الجهود التي يبذلها القائمون على تلك الوسائل، وبما يساعد في إجراء تقييم وتطوير مستمرين، وقياس العائد على الاستثمار في وسائل الإعلام الاجتماعي بدقة متناهية.

إن قطاع الأعمال أدرك في وقت مبكر أهمية استثمار وسائل الإعلام الاجتماعي في التواصل مع العملاء، وبناء الوعي حول العلامة التجارية، وزيادة الاهتمام بالشبكات الاجتماعية لتحقيق عوائد ربحية، لكن القطاع الحكومي بشكل عام مازالت أمامه خطوات ليست بقصيرة في هذا المجال.

وإن قياس العائد على الاستثمار في وسائل الإعلام الاجتماعي يعنى وضع الهدف المطلوب من هذه الوسائل، وتحديد حجم الاستثمار المالي والبشري فيها، وما هو الهدف أو الأهداف المراد تحقيقها، إضافة إلى استخدام الأدوات والتحليلات لقياس العائد على الاستثمار، وإصدار كل ذلك في جداول، ثم العمل على تصويب وتطوير الأداء بشكل مستمر.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 4661 - الخميس 11 يونيو 2015م الموافق 24 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً