العدد 4662 - الجمعة 12 يونيو 2015م الموافق 25 شعبان 1436هـ

نتائج انتخابات تركيا... هل هي بداية لنكبة الاخوان؟

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لم يبقَ للإخوان المسلمين حكم وعلم بارز سوى تركيا، بعد أفول نجمهم في مصر وتونس، لكن ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات البرلمانية التركية نذير شؤم على هذه الحركة في التفرد باستلام الحكم في العالم الإسلامي، وهي بمثابة هزة كبيرة أصابت الحزب الإخواني التركي، فالمعركة لم تنتهِ بعد والحرب سجال، والعالم في انتظار.

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين من أكبر حركات المعارضة السياسية الإسلامية في كثير من الدول العربية، أسسها الإمام حسن البنا في الإسماعيلية بمصر العام 1928، ثم انتقلت إلى القاهرة ومنها إلى معظم مدن وأرياف مصر. وقد بلغ عدد شعبهم في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي حوالي ثلاث شعب في كل شعبة آلاف الأشخاص متوزعين في الفروع داخل المساجد والمدارس والنوادي الرياضية.

وانتقلت الحركة إلى الأقطار العربية وصار لها وجود قوي في سورية وفلسطين والأردن ولبنان والعراق واليمن والسودان. وهناك العديد من الشخصيات الإخوانية التي ظهرت مثل الشيخ محمد محمود الصواف والذي كان مؤسساً ومراقباً عاماً للإخوان المسلمين في العراق، ومصطفى السباعي أول مراقب عام للإخوان المسلمين في سورية، والشيخ عبد اللطيف أبو قورة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في الأردن 1945، وهو الذي قاد كتيبة الإخوان في الأردن إلى فلسطين سنة 1948.

يقول حسن البنا عن هذه الدعوة: «إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية». وكان شعار الإخوان سيفين متقاطعين يحيطان بمصحف شريف، واللفظة القرآنية (وأعدوا)، وثلاث كلمات هي: حق، قوة، حرية. هذه الحركة دأبت في مواجهة مع السلطات الحاكمة ما سبب أضراراً لها خصوصاً في مصر وسورية، حيث فقدت العديد من قياداتها المؤثرة، وتعرض المنتمون إليها للتعذيب في المعتقلات، ما أثّر على تواجدها، فاضطرها لتعديل توجهها السياسي.

هذا الأمر أعاد لها الظهور بقوة في التسعينيات من القرن الماضي، إذ سيطرت الجماعة بصورة واضحة على النقابات المهنية، وبدأ تنظير الإخوان السياسي المنطلق من فكرهم الفقهي السياسي في أن «الدين هو الأساس والسلطان هو الحارس».

وجاء رجب طيب أرودغان في وقت كانت شعبية الإخوان في أوجها بين الشباب المسلم، ففوز أردوغان كان علامة بارزة في التاريخ التركي، فبعد سيطرة النظام العلماني طيلة ثمانين عاماً، ظهر حزب إسلامي بديل، التفت حوله الطبقات الوسطى الشعبية. وما ميّز سيرة أردوغان في سياسته الخارجية وأصبح مثار إعجاب للشعوب الإسلامية، موقفه من حرب غزة 2009، وفي المؤتمر الذي عقده حزبه (العدالة والتنمية) العام 2012، حيث لم يخفَ على أحدٍ حضور زعماء الإخوان في العالم الإسلامي للمؤتمر، وعلى رأسهم الرئيس المصري السابق محمد مرسي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية خالد مشعل، الذي وصف الزعيم التركي بقوله: «لم يعد زعيماً في تركيا فحسب، بل أصبح زعيماً في العالم الإسلامي».

هذه الفزعة الإخوانية تنامت مع اندلاع الأزمة السورية، إذ تحوّل أردوغان بين عشية وضحاها إلى حامل اللواء العثماني، مذكّراً العالم بالتوسع العثماني وأيام السلطنة. وتعاظمت حين أعلن عن مشروعه في تحويل النظام البرلماني إلى نظام رئاسي، مع توزيع البلاد إلى أقاليم وحكومات محلية، بما يشبه النظام الفدرالي، لكن جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية التركية، والتي لم تسعفه لتحقيق طموحه في الحصول على ثلثي مقاعد البرلمان، وبالتالي تغيير الدستور.

تركيا التي تمثل الركيزة الأخير لحكم الإخوان المسلمين، باتت أمام مفترق الطرق، فهل هي كبوة فارس، أم هي مطلع نكبة تاريخية شبيهة بنكبة البرامكة؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4662 - الجمعة 12 يونيو 2015م الموافق 25 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:16 ص

      لن يتغير شيء

      تركيا كانت طوال حكم أوردغان علمانية فما الذي سيتغير

    • زائر 1 | 12:07 ص

      مغالطات

      مقال مليء بالمغالطات. الشعب التركي يختلف عن الشعوب العربية ولا تقاس المقارنات بالعرب بل تقاس باوروبا وتقبل الديموقراطية. انظري الى بريطانيا مثلا والانتخابات الاخيرة والنتائج المفاجأه للجميع.

اقرأ ايضاً