العدد 4677 - السبت 27 يونيو 2015م الموافق 10 رمضان 1436هـ

أهل الكويت مصابكم هو مصابنا

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لقد هزّت الخليج العربي بأكمله حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر في دولة الكويت الشقيقة، ولا نعتقد بأنّ هناك منزلاً من المنازل لم يتكلّم عن هذا التفجير، ناهيك عن قنوات التواصل الاجتماعي التي تحرّكت في كل ثانية، والتي أكثرها كانت ترفض وتشجب وتندّد بما قام به الدواعش من مؤامرة على أهل الكويت.

أهل الكويت، نعزّيكم في هذا المصاب الجلل، ونقول لكم بأنّ مصابكم هو مصابنا. أيُّ قلب هذا الذي يستطيع قتل الأبرياء؟ وأي تنظيم هذا الذي يدّعي التأسلم وتكفير الملل الأخرى؟ وكيف أصبحت إباحة الدم بهذه السهولة في خليجنا العربي؟ ومن هو وراء «داعش»؟ تنظيم القاعدة الذي وعد في الثمانينيات بفتوحات إسلامية تبدأ من بلاد الشام؟ أم كما يقول البعض بأنّ إيران هي التي وراءه؟

هذه المرّة نعلم بأنّ إيران بعيدة كل البعد عن تنظيم «داعش»، وأنّ هذا التنظيم الخبيث يستشري في دول الخليج كالسرطان والعياذ بالله، فهناك من الشباب من يؤمن بما يقوم به «داعش» من قتل وسفك للدماء، وهناك من الشباب من يجري خلف «داعش» من دون تفكير، فهؤلاء يستميلون العواطف، وخصوصاً عواطف شبابنا الصغار، ومن بعدها يمتصّون قوّتهم وطاقتهم، ويوجّهونهم إلى طريق التهلكة، من دون الشعور بأنّ المرتزقة من أمثال «داعش» ينوّمونهم مغناطيسياً، حتى يقوموا بالتفجيرات والأعمال الشنيعة من دون قلب.

فمن لديه قلب لا يستطيع القتل، ومن لديه عقل لا يتجرأ على دخول بيوت الله وتفجيرها، ذلك أن لهذه البيوت حرمة وقداسة، أيّاً كانت هذه البيوت، بيوت الله الصوفية أو بيوت الله الشيعية أو بيوت الله السنّية، فكلّها تقوم على نفس المنهج وهو عبادة الله.

لقد حذّرت النائبة صفاء الهاشم في أكثر من محفل، من الفكر التطرّفي الداعشي، ووصفت من يقوم بتسويق قتل الناس وسفك دمائهم بالصفيق الحر الذي يجب إيقافه من الدولة، وأشارت إلى تلك القنوات التي فاحت منها رائحة العفن الفكري، ولكن المسئولين في الدولة لم يعيروها انتباهاً، ولم يتوقّعوا ما كانت تخبّئه الأيام لهم.

وحسناً فعلت حكومة الكويت بغلق قناة «وصال» التحريضية، ونتمنّى من جميع حكومات العالم إيقاف كل قناة تدعو إلى الفتنة والتفرقة بين المسلمين، سواءً كانت تلك القناة سنّية أو شيعية أو تكفيرية أو مسيحية، فنحن متساوون في البشرية، لا أحد أفضل من أحد، ولا أحد منّا يتحمّل هذه الدماء التي أصبحنا نشاهدها هذه الأيام.

بحسب ماهو متناقل فإن «داعش» هدّدت بأنّ المحطّة التالية في الجمعة القادمة هي البحرين، وهيهات أن تمس البحرين وشعبها وقيادتها متأهّبه تمام التأهّب، وما قامت به «داعش» ما هو إلاّ زيادة للحمة الوطنية والاتّحاد، لأنّ الجميع استنكر والجميع اتّصل، والجميع تواصل أيضاً، ونحن ننتظر الدواعش في أرضنا، نطلب من أهل البحرين التوجّه إلى بيوت الله التي في مناطقهم، حتى لا يندس غريب لا يعرفونه، والجميع يدٌ واحدةٌ ضد هذا الإرهاب الذي لا يمت لدين محمّد بصلة.

حفظك الله يا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، فدموعك غالية على شعبك وعلى شعوب الخليج، ووجودك بعد الحادث دليل على قربك من قلوب النّاس، ولا أراك الله مكروهاً لا أنت ولا شعبك ولا شعب الخليج ولا شعوب العالم أجمع، ونشد على يدك، ونمد أيدينا لك ولشعب الكويت، فنحن وأنت واحد، ولا يفرّقنا الدواعش بل يوحدّوننا أكثر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4677 - السبت 27 يونيو 2015م الموافق 10 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 9:10 ص

      الدواعش

      الدواعش لازالوا يخطبون على المنابر يوم الجمعة وليس سرا ويكفرون ويتوعدون الاخرين والجميع يعرفهم ومنهم من صور افلام فيديو مشاركته في القتال ضد الفقراء في سوريا ويتباهون بقطع الرؤس ولا زالوا طلاقا مادري لماذا لم يقدموا الى المحاكمة الى اليوم قبل مايوقع الفأس على الرأس

    • زائر 9 | 4:31 ص

      السلام على الدماء الزكية التي سالت في مسجد الامام الصادق

      الرحمة والخلود لشهداء الكويت

    • زائر 7 | 4:22 ص

      اخ يا مريم على حالنا

      تعازينا للكويت الحبيبة ، ولكن يا مريم عناك من يستغل هذا المصاب الاليم عندنا ليصب حقده على الفئة المغدور بها ويدس السم بالعسل تفحصي فيما يكتب هذه الأيام وسترين العجائب ، فبعضهم يقول تعلموا من الكويت في حين هو لم يتعلم لا من الكويت ولا من غيرها الوطنية يحث المنتسبة للمغدورين على الشيء الذي يفتقده هو ، ونسأل لماذا لم يتعلم هو واقصد كتاب الزار والفتنة في زمن المحنة م....

    • زائر 6 | 4:13 ص

      لاحول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون

      يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
      يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
      يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
      للأسف نحن أمة أقرأ ولا نقرأ
      افقهوا هيهات ينفع الندم ---- يحكم القران لا خط القلم
      نحن أصحاب الميادئ والقيم --- لسنا والله مهزلة للأمم

    • زائر 5 | 4:08 ص

      الدواعش معروفين في البحرين

      وصورهم نشرت في كل مكان وهم يحملون الاسلحة ويقفون بين دواعش سوريا ولكن لا زالوا يسرحون ويمرحون دون محاسبة لابد من فضحهم وذكرهم بالاسم وهذا هو الحل الامثل

    • زائر 3 | 2:41 ص

      أختي مريم

      المصاب مصابك ومصابي في أهلنا في الكويت وليس مصاب ...والتكفيريين ومنهم ن.... وكلهم في الهواء سوى وشوفي لين كلفوا أنفسهم بإصدار إدانة رائحة طائفيتهم تفوح من بيانهم.

    • زائر 2 | 2:27 ص

      شكرا للأخت الكاتبة..

      السؤال المهم والكبير ماهو الإجراء لتلك الشخوص الت شاركت بالمال والسلاح والعمليلت العسكرية خارج البلاد وبالتهجم والتهديد والتصريح والتلميح لضرب مكون رئيسي في البلد وكان يوم من الأيام سوط يجلد هذا الشعب ويفصل وينهي ويأمر وووو ماهو الإجراء الآن بعد ما ((بان الصباح لذي عينين)) يجب ان نكون واضحين كما هم اوضح فإنهم والله سيشربون دماء من يمولهم ويتستر عليهم قبل غيرهم وكم من المرات ضبطوا بأسلحتهم وأعتدتم ليش السكوت وعد تسمية الأمور بأسمائها؟

    • زائر 1 | 2:16 ص

      صباح الخير

      أريد أن أثير نقطة مهمة هي أن أغلب المتعاطفين و المعلقين يتحدثون عن اعتداء على الكويت و شعب الكويت و أنا لا أوافق على هذه الطرح بالنظر الى أدبيات داعش و من ورائهم الكثير في مجتمعاتنا يتحدثون عن محاربة و قتل و إبادة الشيعة فهم لا يهمهم الموقع الكويت أو السعودية أو البحرين أو الصين بقدر ما يتلذذون بقتل الشيعة. فلتكن عندنا الموضوعية في الطرح و الشجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها.

    • زائر 12 زائر 1 | 12:53 م

      زائر 1

      دبحتوونا
      كلامك طائفي بغيض
      داعش عدوة السنة قبل الشيعة
      لأن يجندووون هالجهال لي يفجرووونهم لما يعطونهم مخدرات وغيره
      السنة متضررين
      وداعش عدوة السنة والشيعة وبسك تطرف

اقرأ ايضاً