العدد 4679 - الإثنين 29 يونيو 2015م الموافق 12 رمضان 1436هـ

كيف الخلاص وكلّهم أعدائي!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إنّي بُليت بأربعٍ ما سُلّطوا

إلا لأجل تعاستي وشقائي

إبليس والدنيا ونفسي والهوى

كيف الخلاص وكلّهم أعدائي!

تأمّلوا هذين البيتين، إبليس والدنيا والنفس والهوى، أعداء ملازمون للبشر، ولكنّهم أعداء مقرّبون، لا نستطيع الخلاص منهم بسهولة، وكلّ على حسب هواه وما يشتهيه، فبعض النّاس تشتهي المخدّرات وبعض النّاس تشتهي قتل الأبرياء، والاثنان تمكّن منهم الهوى والدنيا والنفس الأمّارة بالسوء والدمار، وإبليس والعياذ بالله منه.

لنتوقّف عند من يشتهون قتل الأبرياء، لأنّهم اليوم يتربّعون على ساحة الأخبار، ويتفنّنون بالقتل والنحر وتفجير خلق الله، ولا يهمّهم دين ولا صلاة، ولا توقفهم آية ولا حديث، فعقولهم مبرمجة على تكفير الآخرين، مثل سياسة جورج بوش الابن، أتذكرونه، عندما قال «إمّا معنا أو ضدّنا»! فإمّا أن تكون تكفيرياً مثلهم أو ضدّهم فتُقتل.

وفي كلتا الحالتين أنتَ خسران في قاموسهم، فإن انجررت خلف هؤلاء فإنّك تخسر دينك، وإن وقفت ضدّهم فإنهم يهدّدونك ويتوعّدونك ويتبنّون عمليات إرهابية لتخويفك وإرعابك، أو لقتلك!

هذا الفكر التكفيري الشنيع يستشري بين أبنائنا للأسف الشديد، إمّا بسبب الجماعات المتطرّفة التي تغذّي هذا الفكر وإمّا جهاز الحاسب الآلي الذي يسوّق للشباب الجنّة ومفاتيحها، ولكأنّ الجنّة بين أيديهم وليس بيد الله، وقد عشنا فترة الثمانينيات ونحن نسمع هؤلاء وهم يكفّرون ويهيّئون للعمليات الإرهابية (الجهادية) بقتل النفس التي حرّم الله قتلها، وها هم بدأوا في بلاد الشام كما سمعناهم في الثمانينيات يعدون ببدء الجهاد والقتال فيها، ويحاولون الانتشار في بلاد الخليج.

من جانب آخر تعاني بلاد الخليج الأمرّين حالياً جرّاء الحملات الطائفية، في ظل وجود مزرعة خصبة لإشعال الفتنة بين السنّة والشيعة، وقد حاولنا مراراً فتح الأعين حول هذا المخطط، ولكن أصبحنا نحن الخونة، وأصيح الخائن هو الأمين الصادق الصدوق!

انقلبت الآية بعد أحداث التفجيرات في المملكة العربية السعودية، واشتدّت بعد أحداث دولة الكويت الشقيقة، ومن كان يفاخر بـ «تجهيز غازي» قبل سنوات، أصبح خانعاً خائفاً مرعوباً مما صرّح به ونشره من مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنّ الجميع اكتووا اليوم بنار عمليات «تجهيز الغزاة»، والجميع يحصد نار تأجيج الطائفية التي دسّها هؤلاء بين النّاس.

نعم، توقّف بعضهم عن التحشيد والطأفنة، ولكن بقي الفكر لدى النّاس، فنحن مازلنا نُنعت بالخونة من قبل الناس البسطاء، لا لشيء إلا بسبب خطورة الفكر الذي لعب به دعاة التديّن والتأسلم، أولئك الذين استخدموا الدين كتذكرة ليقتاتوا على جراح الآخرين، وخرجت لنا فئة تكفّر وتجاهر بتكفير النّاس والطوائف، وخرجت فئة أخرى تفجّر وتستبيح دماء النّاس.

وكلّما كتبنا أو تحدّثنا عن الوحدة وعن حرمة القتل، جاءت اسطوانة استباحة دم أهلنا السنّة في العراق من قبل «ميليشيات الرافضة»، ولكأنّ هذا هو الحد الذي بيننا وبين الآخرين، كما تدين تدان، كما تقتل تُقتل، وكما تهدر دم السنّة سنهدر دم الشيعة، متناسين بأنّ الناس ليسوا سواء، وأنّ ما يحدث ويُحاك في العراق ما هو إلاّ خطة مُحكمة من أجل زيادة إشعال الفتنة والطائفية لغرض آخر بعيد كل البعد عن الدين!

انهارت العراق، وسورية دُمّرت، وليبيا وتونس تعيشان في شقاء، فمن بقي مستقراً اليوم؟ أهل الخليج مُسلّط الضوء عليهم، وهم يعانون الأمرّين جرّاء 3 حوادث تفجيرية هي البداية، ورُفعت حالة التأهّب لدينا إلى أقصاها، وبين ملاحقة التكفيريين والتأهّب الذي ذكرناه، ندعو في هذا الشهر العظيم أن يحفظ الله البحرين ودول الخليج من «داعش» وأخواتها، فهم الخطر الذي يواجهنا، وإن لم نتصدّى له فإنّنا سنضيع كما ضاعت الأمم الأخرى، والتصدّي له لا يتم إلاّ بتقوية الجبهة الداخلية من خلال الوحدة والتوافق الوطني وبروز الحل السياسي في الأفق سريعاً جدّاً.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4679 - الإثنين 29 يونيو 2015م الموافق 12 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 10:01 ص

      نعم أستاذة

      بصلاح بيتنا الداخلي نبعد عنا الشر.

    • زائر 15 | 6:43 ص

      مساء الخير

      لماذا الآن بذءنا نفكر ونتحسس الخطر هادا الفكر التكفيري الوهابي السلفي ما يقارب 200 سنه وأكثر من1703م والآن نحن في، 2015 م ربع ميزانية الدولة في السعودية تنفق بمايسمي هيئه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في اعتقادهم الخاطى هم الفئه الناجيه وهم اول من حارب المسلمين في نجد وأطلقوا عليها بلغزوات واستولو على أموال المسلمين واغتصبوا النساء وهدموا القبور والأضرحة في المدينه المنوره وبعدئدا كفروا كل من ليس على مذهبهم وهاهم اليوم نفس الفكر بمسى آخر

    • زائر 12 | 4:45 ص

      كيف الخلاص وكلهم احبابي

      اسمحي لي يا استاذة على استخدام العنوان في الرد للضرورةا
      اني استعنت بأربع ما سلطوا
      إلا لأجل سعادتي ورخائي
      المال والأملاك وملأ حقيبتي
      وما علي سوى التحريض والإقصاء
      ما أجمل الحقد الذي يغمرني
      محرض منافق مخرب وكلها اسمائي
      هذا هو لسان حال المحرضات والمحرضين في مملكتنا الحبيبة ضد مكون كبيرلكي ينشروا الفتنة والدمار وشكرا لك ولكل كتاب الوسط المحترمين

    • زائر 8 | 3:39 ص

      أصبح خانعاً خائفاً مرعوباً مما صرّح به ونشره ( عزيزتنا مريم )

      اتوقع بل اجزم ان ما قلتيه او ما هو واقع من خوف البعض وخنوعهم سينطبق على بعض ( كتبة الفتن والتحريض ) وانهم سيتوارون ويجب ان يتوارون من اليوم قبل ان يأتي اليوم الذي يزاحون فيه بفعل التيار الذي سيجرفهم بأفكارهم الهدامة للنسيج الوطني الجامع لأن البعض منهم لا زال مصرا على خلط الأوراق وجمع داعش بالمطالبين بالحقوق ووضع الجميع في سلة واحدة من يخرج في مسيرة حقوقية مع من قتل الناس بالتفجير لأجندة في نفسه الخبيثة ولكن نتوقع انهم أيضا سيأتي دورهم في التواري والأختباء وسيلبسون ( البراقع ) ذلك اليوم مو بعيد

    • زائر 5 | 3:01 ص

      الدواعش معروفين شوفي من يفجر ويفخخ بالأحزمة الناسفة ؟ وفي من ؟

      معروفين الدواعش الدمويين ومن يرعاهم لوجستيا ومن أي الفئات هم

    • زائر 14 زائر 5 | 6:41 ص

      زائر 5

      اسال نفسك من مستفيد من داعش ؟ اليست ايران هى المستفيدة ما يحدث فى دول العربية ,اذا عرف السبب بطل العجب

    • زائر 4 | 3:00 ص

      نعم يا مريم انهم خائفون لأنهم كاذبون

      وانكشف الزيف وازيل القناع ، هم اليوم خائفون من كذبهم وهم ( مجهزي الغزاة )بين نارين اما ان يستمورا فيما بدأو فيه من تجهيز الغزاة وغسل ادمغة الشباب وقد جاءتهم النتائج وردات الفعل التي جعلتهم يتوارون أو يضعوا الأحزمة الناسفة على اجسادهم ويفجروها فيمن رجوا لقتلهم ، توارو يا مريم لأنهم يردون زج الناس لأتون الحرب ورميهم في جهنم وهم ينعمون ببحبوحة العيش ، ولكن هناك نفر منهم لا زال صوته ( يلعلع ) ولا ننسى كانت له صولات وجولات ابان الأزمة في البلد في التحريض العلني على المطالبين بالحقوق ( يبغي له كف )

    • زائر 3 | 12:23 ص

      اين

      اين تفرون إللاطحين. الشيعه في العراق لم يقتلو احد من ابناء السنه واذا كان من قتل فتأكده انها رده فعل فالنترك هذه الاسطوانه. ونحن لن نقول السنه بدئوبل نقول من ملئ عقله بالتفخيخ الفكري وشحن هو من بدأ. هنا نقول ان هذا الفكر قادم من اغلبيه سنيه.

    • زائر 2 | 11:42 م

      خلط السم في العسل أشد فتكاً ..

      جاءت اسطوانة استباحة دم أهلنا السنّة في العراق من قبل «ميليشيات الرافضة»..
      لم أتوقع من كاتبة مرموقة تردد كلام (أو إسطوانة كما قالت) بدون دليل وتدقيق.. من الواضح بأن الحشد الشعبي أو ما تسميهم ميليشيات هي تقاتل داعش وحواضنها في المناطق المتواجدة فيها العصابات الإجرامية (الكل يعرف من أي فئة هم الدواعش ومن أي فئة هي الحواضن لهم).. فماذا تتوقعين القتلى؟ نصارى أو إيزيديين؟
      أسأل الكاتبة: هل سمعت بأن أي مما تسميه ميليشيات قتلت سنة في مدن الجنوب أو الشمال التي لا يوجد بها الدواعش ومن يجيرهم؟

    • زائر 6 زائر 2 | 3:14 ص

      حركات غبية من بعض الكتاب لخلط الأمور

      الكاتبة توضح الاستهبال الذي تمارسه بعض الاقلام وخلط الأمور وواستغباء صغار العقول واللعب على الوتر الطائفي وطمس الحقائق ومحاولة تبرير جرائم داعش ( وظاهريا ادانتها ) كردة فعل على ....الأطراف الاخرى

    • زائر 7 زائر 2 | 3:30 ص

      السلام عليكم

      يا زائر 2 اول اقرأ المقال عدل بعدين علق، الظاهر مآثر عليك الصوم

    • زائر 9 زائر 2 | 4:09 ص

      منطق صحيح

      العالم باجمعه يقاتل الدواعش والسؤال الاهم هؤلاء الدواعش الى اي مذهب ينتمون المذهب الشيعي او الاباضي او الدين المسيحي او الدين البوذي الإجاب

      ة فقط يا استاذة نريد معرفة الدواعش لاي مذهب ينتمون أفيدونا يا جماعة

    • زائر 11 زائر 2 | 4:39 ص

      غلطان اخي

      هي تدخض هذي المسألة

    • زائر 13 زائر 2 | 6:09 ص

      بس شبعنا كذب

      انتوا كله ما تسوون شي ما شاء الله ملائكة. في البحزين ما تسوون شي ولا في العراق ولا في سوريه نساكين وديعين. العالم كله يدري وانتوا تكذبون الي متي الكل يشوف ويسمع بسكم عاد

    • زائر 18 زائر 2 | 4:51 م

      ا

      اخي اقرأ المقال جيدا ثم علق فهي لم تخلط سما في عسل مقال واقعي جدا

اقرأ ايضاً