العدد 4681 - الأربعاء 01 يوليو 2015م الموافق 14 رمضان 1436هـ

الإرهاب نتيجة فكر يكره الحياة ويكره البشر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

من المؤسف أن «الهراء السام» يسيطر على المؤدلجين الذين ينظرون الى ما يجري من فظائع باسم الدين وكأنه جزء من مؤامرة كونية، أو أن هذا التنظيم المتطرف أو ذاك تديره قوة تعاديه في العلن وتحركه في السر. مثل هذا الطرح يسعى الى خلط الأوراق لكي يستمر أصحابه في خطاب الكراهية القائم على معادلة «نحن وهم».

إن البشرية تعاني حالياً من شباب تم تجنيده باسم الإسلام من أجل قتل كل أنواع البشر وفي كل مكان، وترى من يقتل الناس يهتف «الله أكبر» وينشر وصيّته التي توضح معالم الفكر الذي أوصله للقيام بعمليات وحشية باسم الدين. ان هذا يوضح كيف أن الدين يمكن أن يُستخدم لتخدير الناس وإبعادهم عن الاهتمام بشئون الحياة، كما أنه يمكن أن يحوّل كل شخص إلى قنبلة تنفجر في أي مكان من أجل إثارة الفزع والفوضى وتقويض حياة الآخرين.

إننا دخلنا مرحلة مختلفة عن السابق؛ وذلك لأنّ اللعبة الخطرة التي تقوم على استخدام الدين، ليس لها حدود عقلية، وما تعتبره الإنسانية مذابح مأساوية، يعتبره الإرهابيون جهاداً في سبيل الله.

دين الإسلام استمد اسمه من السلام، ولكنه الآن يرتبط بسفك الدماء. الدين الإسلامي المرتبط بالفطرة الإنسانية العادلة والمتوازنة أصبح الآن يرتبط في أذهان الكثيرين بالتوحش. اسم الله الذي يربطه القرآن بـ «الرحمن الرحيم» يستخدمه الإرهابيون لإعلان البدء بأعمال العنف ضد الأبرياء. التسامح الذي عُرف عن المسلمين انقلب الآن ليرتبط بالتزمت والانغلاق والجفاء. ديننا الذي يُقدِّس النفس البشرية ويُكرِّم بني آدم أصبح الآن وسيلة للمتطرفين لإزهاق الأرواح.

مسلسل القتل يتنقل بين عواصم العالم، ويعمُّ الكثير من بلدان المسلمين، ليضيع المعايير التي بشّر بها الرسول (ص). مرتكبو أعمال الرعب ينهلون من الفهم المتطرف المنتشر في بلداننا، في وقت منع فيه الناس من حرية التعبير كما تعرفها دول العالم المتقدم، والنتيجة أن شباب منطقتنا يقتلون أنفسهم ويقتلون الآخرين بأبشع الأساليب.

ان المعالم الفكرية والسلوكية للمتطرفين واضحة، وهي ليست نتيجة مؤامرة من قوة أجنبية، كما أنها ليست نتيجة لنهج التزم به ضحايا هذا الإرهاب، كما يطرح ذلك بعض الاعتذاريين. إن هذه المآسي نتيجة مباشرة لفكر كاره للحياة وكاره للبشر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4681 - الأربعاء 01 يوليو 2015م الموافق 14 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 9:10 ص

      وزارة الدفاع الروسية تلوم الغرب لصناعتها داعش ... ام محمود

      روسيا قالت اليوم مثل الكلام الذي قلناه بان داعش خرجت عن السيطرة و من قبل صرح الرئيس بوتين بان امريكا تتحمل مسؤولية صناعة داعش و عدم الجدية في محاربتها و ردعها الان وزارة الدفاع الروسية تقول ان الغرب تعمد زرع داعش لاسقاط نظام الاسد في سوريا و هذا ايضا يتوافق مع ما كتبته من جهة اخرى هناك فضائح تجسس قامت بها المخابرات الامريكية على المانيا و فرنسا و دول اخرى هذا التعقيد سيجر العالم للحرب العالمية الكبرى و التصادم العسكري و اصلا البلاء كله سببه وجود إسرائيل و اخفاقها في حرب لبنان وملف المقاومة

    • زائر 18 | 9:02 ص

      الإرهاب ينشط في أكثر من دولة عربية .... ام محمود

      في شهر رمضان شهر العبادة و الرجوع الى الله وجدنا ان داعش نشطت بشكل متسارع و ملفت لعمل الجرائم الارهابية في اكثر من بلد منها الكويت و التفجير و القتل في مسجد الامام الصادق ع و الكشف عن الخلايا الارهابية و عدد كبير من المتورطين - تونس و قتل الاجانب في سوسة بيد طالب يدعى سيف الله رزقي - مصر و ما حدث امس في سيناء و الشيخ زويد من مواجهات دموية و قتل 100 متشدد و 17 جندي مصري بينهم ضباط و العدد مرشح ل الارتفاع- تهديد داعش لحماس بعمل شلالات من الدماء و الاستيلاء على قطاع غزة- وصول داعش للبحرين

    • زائر 14 | 6:52 ص

      الفكر التنويري أنقذ الكويت

      الفكر التنويري الذي انتشر في الكويت قبل ما يسميه الإسلاميون بالصحوة في التسعينيات هو من أنقذ الكويت لأنه دعا للعلمانية وبأن يعبد الناس ما يشاؤون وأن تتعامل الحكومة مع المواطن لا الطوائف أو السادة أو المثقفين، ومجلة عالم المعرفة وغيرها دليل على ما أقول.

    • زائر 20 زائر 14 | 11:09 ص

      ا

      من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له من هاد نحن لا نستبدل اللذي هو ادنى باللذي هو خير فديننا ودستو رنا القرآن الكريم كفيل بأن يحقق لناالسعاده دنياً وأخره بشرط التطبيق والالتزام لا ان تلعب به فتن الأهواء.

    • زائر 13 | 6:30 ص

      ..................

      يجب محاربة الفكر ا..........لمتطرف اولا

    • زائر 9 | 2:44 ص

      ان الاوان

      علينا حكومة وشعبا مسئولية أكبر من هذه الاحترازات الآنية التي انشغلنا بها وهي في محلها، علينا مسئولية تربية مجتمعنا على الحب بدلا من الكره، وعلى التعايش بدلا من التناوش، والتآزر بدلا من التناحر، والتقارب بدلا من التحارب.
      لا وقت للمجاملات، ولا وقت للمداراة، لا بد أن تتوقف منابر تأليب المسلمين على المسلين، ولا بد أن تتوقف الأقلام التي لا تجيد إلا الفتنة وتحريض الناس على بعضهم بعضا، ولا بد أن نراجع مناهج أبنائنا التي تتشربها عقولهم الطرية في أول الطريق، ولا بد أن نزين لهم حب الجميع، بدلا من حشرهم

    • زائر 8 | 2:15 ص

      الخير الخير

      عن أنس بن مالكٍ - رضِي الله عنه - قال رسول الله - ص -: ((إنَّ من الناس ناسًا مَفاتيح للخير مَغاليق للشَّرِّ، وإنَّ من الناس ناسًا مَفاتيح للشَّرِّ مَغاليق للخير، فطُوبَى لِمَن جعَل الله مَفاتيح الخير على يدَيْه، ووَيْلٌ لِمَن جعَل الله مفاتيح الشَّرِّ على يدَيْه))

    • زائر 7 | 2:05 ص

      كلام عجيب دكتور

      بصراحه كلام عجيب دكتور كل الارهابيون مكان واحد اليش هذ سوال؟؟؟،

    • زائر 4 | 1:17 ص

      الصراحة

      هناك خلل كبير في التفكير الديني لكل العقائد. للعلم فان المسيحيون تصرفوا كالدواعش في حروبهم. اليهود لا بزالون علي نفس المنوال. لو كتبت رأيي لتم زندقتي من قبل كل الأديان.

    • زائر 3 | 1:04 ص

      ينبوع الدواعش

      أننا بسهوله جدا وبدون توضيح أكثر والكل يعرف من أين وفي أين أخذ هؤلاء الأرهابيين دروسهم وتعلمواها بمناهجهم التعليمية بالمدارس الحكومية التي شحنت عقول الغجر وضعفاء العقول الى حد الأنتحار وقتل المسلمين بالمساجد
      ولكن للأسف أصبحت حكوماتهم تتبراء منهم وحتى من ارسلهم للموت يستنكر حتى أصبح المثل يقول صدق أو لا تصدق

    • زائر 2 | 9:55 م

      ا

      مع الأسف وجد الأمريكان لهم احد المذاهب أرض خصبه لتمرير مخططاتهم الإستعماريع بإسم الدين والجهاد ولا استبعد ان هذا الفكر التكفيري معدله سلفا عن طريق الإسرائيليات المدسوسه والملفقه والمزوره ونسبتها للنبي(ص) والنبي منها برئ لتسخير بسطاء العقول وضعفاء النفوس والتضحيه بهم من اجل الوصول الى مبتغاهم وهو السيطره على المنطقه بعد ثورات الربيع العربي .

    • زائر 1 | 9:53 م

      العلمانية بداية الحل

      برأي العلمانية هي بداية الحل فصل الدين عن الدولة و ابعاد رجال الدين عن السياسه
      سبب رأيسي للتطرف بزج الدين في الدولة و تكون الدوله منغلقة على نفسها و يصبح الشعب غير مهيئه للاختلاف او احترام المختلفين عنه ثقافيا
      مشروع مصطفى كمال اتاتورك هو بداية الحل و السلام

    • زائر 10 زائر 1 | 2:56 ص

      سؤال

      و هل هناك نظام لا يرتكز علي عكازة الدين بالاضافة الي القوة القهرية؟

    • زائر 11 زائر 1 | 3:35 ص

      يا اخي ويش تقول !!؟؟

      يعني هل تعتقد ان سيدنا الرسول ما ارتبط بين الدين و السياسة ! طبعا نعم ، و اتاترك هذا الشخص منع الحجاب في زمنه فهل تريد خلع الحجاب ؟؟؟؟؟!!!!

    • زائر 16 زائر 1 | 8:41 ص

      صح السانك

      كلام صحيح 100%

    • زائر 17 زائر 1 | 8:50 ص

      ذبحتنا بالعلمانية وهي كفر .... ام محمود

      كل يوم تكتب نفس التعليق لاكثر من عشر مرات لا يا أخي لا نتفق معك العلمانية ليست من الاسلام و هي منهج الملحدين و مصطفي أتاتورك ليس النموذج لنا عندنا الرسول الاكرم ص و اهل بيته الأئمة الاطهار ع نقتدي بهم
      الدين هو السياسة و الا لماذا خرج الامام الحسين لقتال طاغية زمانه يزيد بن معاوية و لماذا حدثت كل هذه الاهوال و التضحيات الجسيمة

      اقرأ نهج البلاغة لتعرف علم الامام علي و لتتعلم عن الغزوات الاسلامية و الخوارج في ذلك الزمان
      العالم العربي عاش النكبة الثانية بعد ضرب اليمن و نحن في النكبة الثالثة

اقرأ ايضاً