العدد 4686 - الإثنين 06 يوليو 2015م الموافق 19 رمضان 1436هـ

المشروع قبل الشخوص

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

التعاقد مع المدربين العالميين ليس هدفاً بحد ذاته بقدر ما هو وسيلة ضمن مشروع متكامل للتطوير الرياضي.

عندما يتحول تعاقدنا إلى هدف منفصل فإن النتائج بلا شك ستكون سلبية كوننا قد وصلنا إلى هدفنا المنشود بمجرد التعاقد.

الأهم من التعاقد هو مشروع أو برنامج العمل الذي من خلاله يمكن الاستفادة من قدرات هذا المدرب أو ذاك، ومن دون هذا البرنامج فإن الأمور ستظل متضاربة وصولاً إلى فك الارتباط كما حصل ذلك في الكثير من الأحيان.

قبل أن أوقع مع هذا المدرب أو ذاك يجب أن أحدد تماماً أهدافي المرحلية والمستقبلية كما أضع الأولويات على الطاولة للمفاضلة بينها وأقيس إمكاناتي وقدراتي بدقة وهو ما سيساعدني كثيراً في إبرام تعاقدات ناجحة وإن كانت أقل شهرة.

عدم وضوح الأهداف والأولويات وعدم المعرفة الدقيقة للإمكانات والقدرات سيؤدي إلى التخبطات الحالية لأن كل طرف يعمل في جزيرة منفصلة عن الطرف الآخر بل قد يكون عملهم متضارباً في بعض الأحيان.

المشروع أهم من الشخوص، والسياسات الحكيمة والعملية التي نهضت بها الأمم هي سياسة المشاريع الناجحة وليس سياسة الشخوص الخارقة لأنه بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام لم يعد هناك من يمتلك لوحده المعجزات.

وجود هذا المدرب أو ذاك على رأس الإدارة الفنية لفريق أو منتخب ليس كافياً وحده لتحقيق النجاح وخصوصاً إذا ما تعارضت أهداف وسياسات الإدارات مع توجهات المدرب، وإذا ما اختلف التقييم للإمكانات والقدرات بين الطرفين.

الأنباء التي باتت متداولة عن الصعوبات التي يواجهها مدرب منتخبنا الجديد الأرجنتيني باتيستا لا شك أنها تكشف غياب الرؤية المشتركة بين الطرفين وهو ما حدث بالضبط عند التعاقد مع المدرب العراقي عدنان حمد.

غياب الرؤية المشتركة والمشروع الواحد يؤدي عاجلاً أو آجلاً إلى التضارب ومن ثم إلى الانفصال أو الإخفاق.

قبل أن نتعاقد مع هذا أو ذاك، يجب أن نسأل أنفسنا، من نحن وما هو موقعنا في خريطة العالم والمنطقة وما هي إمكاناتنا المتاحة؟، وإذا ما حصلنا على الإجابات العلمية لهذه التساؤلات يجب أن نسأل بعدها، ما هي أهدافنا وهل هي واقعية وقابلة للتحقق وما هي وسائلنا للوصول إلى هذه الأهداف، وكيف نرتب الأولويات؟، وإذا ما توفرت الإجابات أيضاً ننتقل للسؤال الأهم، من هم الأشخاص القادرون على تحقيق هذه الأهداف؟.

وبعدها نقيم عملنا إن كنا بالفعل قد نجحنا في خطتنا وفي اختياراتنا وإن كنا بالفعل قد حققنا أهدافنا.

فتحديد الأشخاص هي المرحلة الأخيرة في الخطة والتي تسبق مرحلة التقييم وليس بداية الخطة أو الهدف الرئيسي منها.

المدرب في المنتخب أو الفريق يبقى بالتأكيد الجزء الأهم من الخطة لأنه الشخص الفني المؤهل المشرف على التنفيذ فهو بمثابة المدير التنفيذي في المؤسسات التجارية والصناعية والمالية، أو ما يطلق عليه اصطلاحاً في عالم الرياضة المدير الفني والذي تحدد مسئولياته وحدود صلاحياته بدقة وبالاتفاق المسبق بين مجلس الإدارة وبين هذا المدير، أما تنازع الصلاحيات بعد التوقيع فهو كمن يبحث عن الحلول بعد خراب البصرة.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4686 - الإثنين 06 يوليو 2015م الموافق 19 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً