العدد 4688 - الأربعاء 08 يوليو 2015م الموافق 21 رمضان 1436هـ

تستكشف الهندُ الفضاءَ وتستكشف «داعش» مساجد للتفخيخ

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

بعد استعراض مشهدَين أو صورتين حققتهما الهند في أقل من عامين، تمثَّلا في التلسكوب «شيرينكوف»، وقبله المركبة الفضائية «مانغاليان» التي أطلقت عبر مسبارها صوراً للمريخ، أنهينا الجزء الأول من المقال الذي حمل عنوان بين تلسكوب الهند ومسبارها وتفخيخ وعمى «داعش» الانتحاري، بالتذكير بأن الرئيس الحادي عشر للهند في الفترة ما بين العام 2002 و2007، هو مسلم وأبو القنبلة الذرية في الهند، عالم الفيزياء والفضاء زين العابدين عبدالكلام؛ على رغم التقسيم الديموغرافي الذي تضيع فيه أعداد المسلمين؛ إلا أن الالتفات إلى التفاصيل تلك - تمييزاً - لن يحقق للهند تجاوز الأرض وصولاً إلى الفضاء!

لنذهب إلى الجانب الآخر من المشهد والصورة في العالم العربي الذي يضم في تكوينه الديني الرئيسي الإسلام والمسيحية؛ فيما اليهودية وجدت وطناً مغتصباً يضمها. تفرع المذاهب عن الإسلام هو ما يُراد له أن يكون مشكلة، وتبريراً لكل حفلات الدم الماجنة التي تهيمن على ما تبقى فيه من فضاء.

بالنظر إلى خريطة تمدد الإرهاب الذي تمثل «داعش» صورته الدموية الفاقعة، انطلاقاً من إفريقيا الشمالية والوسطى، هناك في الجزائر «جند الخلافة»، وفي ليبيا ونيجيريا والصومال. في جنوب آسيا، هنالك حركة أوزبكستان المسلحة، التي تنشط في أفغانستان وبين القبائل الباكستانية، وجماعة «أنصار التوحيد في بلاد الهند». «داعش» نفسها تضم مئات المقاتلين الشيشان، ولم يعد خافياً تمدد «داعش» في الجزيرة العربية ودول الخليج!

قبل الذهاب إلى الإحصاءات والتقارير، علينا أن نعرف أن الصين التي يتجاوز عدد سكانها المليار والثلاثمئة مليون نسمة، نفذت بأحكام قضائية وليست ميدانية في العام 2014 ثلاثة آلاف إعدام، لاقت إدانة دولية واسعة.

لنبدأ من سورية لنقف على الإنجاز الأرضي لا الفضائي؛ واستناداً إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ حيث نفذ ما يسمى تنظيم «الدولة الاسلامية» أكثر من ثلاثة آلاف عملية إعدام، منذ إعلان ما يسمى «الخلافة الإسلامية»، من بينهم 1787 مدنياً و881 جندياً نظامياً. وقد وثّق المرصد السوري في الذكرى الأولى لإعلان تنظيم الدولة الإسلامية «الخلافة» حصول 3027 عملية إعدام نفذها منذ 29 يونيو/ حزيران 2014 في سورية وحدها.

وفي التفاصيل: «بلغ عدد المدنيين الذين أعدموا 1787 بينهم 74 طفلاً و86 امرأة. وبين هؤلاء 930 مواطناً من العرب السنة المنتمين إلى عشيرة الشعيطات التي وقف أفرادها في مواجهة التنظيم لدى بدء توسعه في محافظة دير الزور، و223 مدنياً كردياً قتلوا في 48 ساعة في منطقة كوباني في محافظة حلب». كما أعدم التنظيم 143 عنصراً من عناصره بتهمة «الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية». من جهة المنظمة الدولية، أكّدت الأمم المتحدة بتاريخ 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، مقتل 10 آلاف شخص وإصابة 20 ألفاً آخرين في العراق منذ مطلع العام.

المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد بن رعد الحسين، قال إن التنظيم «نفذ جرائم لا يمكن إنكارها وتفوق الوصف». وأضاف أن «من بين جرائم داعش، القتل والانتهاك والاغتصاب وبيع النساء والفتيات الصغيرات والأطفال، كما تم انتهاك متعمد لحقوق الأقليات كون داعش أنكر كل الحقوق الأساسية للإنسان». وأشار إلى أنه «تم بيع الفتيات بعمر لا يتجاوز الـ 12 سنة، فيما تمّ إجبار الأطفال على مشاهدة الإعدامات وأرسل أطفالاً آخرين إلى القتال».

من جانبها، وصفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، على لسان عضو المفوضية فاضل العزاوي العام 2014، بأنه أكثر الأعوام «عنفاً ووحشية» بسبب جرائم «داعش»، فيما أوضحت أن عدد الانتهاكات التي ارتكبتها العصابات الإرهابية في العراق تخطى الثلاثة ملايين و981 ألفاً و597 انتهاكاً.

بين تلسكوب الهند ومسبارها وعمى التنظيمات التكفيرية، يكمن الفارق بين الذين يصنعون الحياة والذين يعملون على وضع حد لها؛ ولنا في المنطقة من أولئك، النصيب الأوفر بين إرهابيي العالم؛ لكن هذه المرة باسم الله والدِّين والفضيلة؛ ولا يحتاج أيٌّ منا إلى نظر كي يكتشف غياب كل ذلك في الممارسة؛ بغلبة منطق «جئناكم بالنحر» والتكفير الرسمي في مناهجه، والشعبي في ما يتاح له من فضاء افتراضي لا يتجرأ فيه على انتقاد حفرةٍ في شارع يؤدي إلى وزارة سيادية!

وعلينا ألاَّ ننسى للمرة العاشرة أيضاً، أنه في الوقت الذي تستكشف فيه الهند مجاهل الفضاء؛ تستكشف «داعش» المعلوم من مساجد المسلمين في يوم الجمعة، فترسل كائناتها «الأرضية» المفخخة مع الحرص على جرعة «الشابو»، لتتوهَّم قدرتها على نسف الفضاء الروحي لمصلين ركّع سجود من القديح والعنود؛ وليس انتهاء بالكويت!

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 4688 - الأربعاء 08 يوليو 2015م الموافق 21 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:38 م

      وتمددها استكشاف حقير

      للاسف تمددهم يستكشف حقارة ودناءة استقواىهم على الناس ، للاسف استكشاف المريخ وتطورات الغرب. نتج لنا اقبح قاذورات خرجت من المجاري وبنتاج .. ليخرج لنا سفاكي الدماء ومحللي الجنس الوسخ وكل من يتجه لهم يحجز له حوريات بجهنم وبىس المصير

    • زائر 4 | 4:13 ص

      اسمه الأخير أبو الكلام

      ليس عبد الكلام

    • زائر 1 | 10:20 م

      من يساندهم

      لماذا استقوت داعش ومن يدعمها ولمذا هذا التمدد المخيف لهم حتما هناك مافيا دوليه عدوه للاسلام وللمسلمين لتشويه صورة الاسلام الحنيفوالسمح

اقرأ ايضاً