العدد 4691 - السبت 11 يوليو 2015م الموافق 24 رمضان 1436هـ

اتهام المعارضة بالإرهاب

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حالة العداء التي يعيشها البعض تجاه الجمعيات والقوى السياسية المعارضة التي لا يمكن تفسيرها، تجعله يتشبث بكل ما يمكن أن يشوّه صورة المعارضة.

كنا نسمع عن عمالة القوى المعارضة للدول الأجنبية كالولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وإيران، أما الآن فإن الموضة السائدة هي ربط المعارضة بالإرهاب، ومقارنة ما يقوم به جزء من المعارضة الشعبية من احتجاجات تتصف بالعنف كحرق إطارات في الشارع، مقارنته بما تقوم به الخلايا الداعشية في الدول الخليجية من عمليات انتحارية وتفجير المساجد وقتل المصلين، وإطلاق النار من رشاشات الكلاشنكوف بهدف قتل أكبر عدد من الأبرياء.

في ليلة عيد الأضحى الماضي حدث تفجير في أحد البنوك المحلية في قلب العاصمة المنامة، وحينها أشرت في أحد الأعمدة إلى وجود أيدٍ داعشية وراء هذا التفجير، حينها لم تكن الصورة واضحةً تماماً للجميع، ولكن عمليات مماثلة حدثت في السابق كوضع قنابل محلية الصنع في مكبات النفايات، وقلت أن هذا الأسلوب لا يمكن أن يكون من صنع أيٍّ من القوى السياسية المعارضة مهما كان توجّهها، لسبب بسيط وهو عدم وجود مبرّر لذلك. حينها تم اتهامي بالكذب والتلفيق، وها هو الواقع يؤكّد ما ذهبت إليه.

مهما بلغ حد العنف الذي يستخدمه فصيلٌ معينٌ من المعارضة فإنه لن يصل إلى حد استهداف الأبرياء على الإطلاق، وغاية ما قد يحدث خلال المواجهات بين المحتجين وقوى الأمن هو استهداف كلٍّ منهما الآخر، ومع ذلك فإن جميع القوى السياسية تقف ضد هذا الأسلوب وتؤكّد على سلمية الحراك الشعبي.

نعم هناك من استخدم أسلوب العنف ضد رجال الأمن، لا أحد ينكر ذلك، ولا أحد يبرّره أو يقف معه، حتى وإن كان ذلك ضمن مناوشات يستخدم فيها كل طرف أسلوب العنف غير المبرّر، أو المبالغة في استخدامه، وذلك لم يكن من جانب واحد فقط وإنما كان من الجانبين، كما جاء في تقرير اللجنة الوطنية لكشف الحقائق، وكان ذلك في فترة محددة تم تجاوزها في الوقت الحالي، ولم يبق الآن من استخدام العنف غير حالات قليلة آخذة في التقلص شيئاً فشيئاً يتم خلالها حرق الإطارات.

كما أن خلط الأمور من خلال وصف جميع الجمعيات السياسية المعارضة بالتطرف والإرهاب لكسب تعاطف الرأي العام، أسلوبٌ فيه من الكذب والتلفيق والتزوير ما لا يمكن لأحد تصديقه، فلا يمكن لأحدٍ أن يقتنع بأن أعضاء جمعية المنبر التقدمي أو جمعية العمل الديمقراطي «وعد» أو جمعية الإخاء أو جمعية التجمع الوطني الديمقراطي أو جمعية التجمع القومي الديمقراطي أو حتى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية يمكن أن يمارسوا أعمال عنف أو تخريب، فهذه الجمعيات معروف تماماً خطها السياسي وأسلوب عملها وأهدافها.

محاولة إقناع الناس بأن حرق إطار في شارع، وتفجير حزام ناسف في مسجد في إطار واحد وخانة واحدة ووصف العملين بالإرهاب الذي يجب محاربته والقضاء عليه دون تفريق، وخلط الأمور بهذه الصورة المتعمدة، تحتاج للقيام بها إلى ساحر أو مشعوذ.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4691 - السبت 11 يوليو 2015م الموافق 24 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 12:42 م

      ............

      لن تستطيعون فعل بعد تخلي إيران عنكم .......

    • زائر 16 | 10:55 ص

      الحق

      الحركة المطلبية كانت سلميه وجميع الشباب قدمو الوروود بداية الثورة الى الشرطة والصور تشهد لاكن ان تفعل الشرطة من قتل وهجوم على البيوت وتريد الناس تسكت مستحيل نحن اناس لانحب احد ان يعتدى علينا وخصوصا اعراضنا لهدا اتجهنا الى العنف فى الشارع وها دفاع مقدس الله شرعهو فى كتابه وقال من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وهم هدمو المساجد وحرقو القران والصور تشهد اما حرق التايرات فهو احتجاج عالمى كل البلدان تستخدموه والله ياخد الحق

    • زائر 15 | 8:35 ص

      شبعنا من دغدغة هذا الطرف أو ذاك هذا لا يخرج الوطن من محنته

      بل بحث الأسباب التي إوصلتنا إلى هذا والبحث عن حلول بدل الوقوع في دائرة الاتهام المتبادل التي لا تفضي إلا مزيد من الفرقة والكراهية ومزيد من انعدام الثقة اذا لم يتحد الشعب والجميع يدعوا إلى الوحدة الوطنية وترك ما مافرق المواطنين وهي الجمعيات المذهبية وعمل جمعيات أساسها المواطنة فقط بغير هذا نبقى في دائرة يصعب الخروج منها

    • زائر 14 | 8:34 ص

      الله يهديك

      معقوله في احد يتهم المعارضة بلارهاب مب معقولة حرق رجال الامن والاعتداء على المارين برمي المولوتوف العشوائي لا يعد ارهاب هذا يعد نوع من انواع السلمية

    • زائر 10 | 3:18 ص

      صباح الخير ،،كان الكاتب لا يعيش في البحرين

      صح النوم ،، هل تتذكر اسماء افراد الامن اللذين استشهدوا ؟؟ هل تتذكر الضابط الشحي من الإمارات الحبيبة هل تتذكر مجالس عزاء شهدا الواجب الذين غدر بهم وتم تفجيرهم غدرا وجبنا ؟؟ ام تراك نسيت هل تعرف اسماء المئات من رجال الامن المعاقين والمشوهين ؟؟ من قام بذلك يا سيدي ؟؟ هل فجرت الداخلية رجالها ؟؟

    • زائر 9 | 3:10 ص

      صحيح يا فيلسوف

      مو قلك العنف مدان!.....عنف العصابة اللا اسلامية- ولا ترددوا كلمة داعش كالببغاء لأن لا علاقة لها بالإسلام-من قتل وسفك واغتصب وسبي و دمر ونكح وزندق وقتل رجال الدين لا يقارن بحرق إطار هنا او هناك..... منعتم عنهم حرية التعبير السلمي وسجنتموهم على ذلك...ما بقى الا تخنقوهم!...العنف مدان؟

    • زائر 8 | 3:01 ص

      وهل تسمي هؤلاء بالمعارضة

      هؤلاء الذين اطلقوا على انفسه م ( معارضة ) الأجدى ان يسموا .................فهؤلاء اتيحت لهم فرض تاريخية نادرة في فبراير 2011 إلا انهم ونتيجة .............فرطوا بجميع مكتسبات هذا الشعب انت اليوم على الحصيرة تستجدي العطاء ، ثم هل انت ..................... عندما تقول ( وحينها أشرت في أحد الأعمدة إلى وجود أيدٍ داعشية وراء هذا التفجير ) كيف عرفت ذلك ومن قال لك ومن اين مصدر معلوماتك ام انك تتحدث جزافا وهرارا

    • زائر 7 | 2:43 ص

      شكرا للمعارضة لأن ماطالبت به هو مايحتاجه كل شخص حر

      وشكرا لقيادات المعارضة جميعهم في السجون مضحيين من أجلنا

    • زائر 6 | 2:40 ص

      الاعمى اعمى البصيرة

      عندما تسحتوذ الاحقاد قلوبهم فهم لا يرون الا الخطيئة والشر من الطرف الاخر مهما كان سلميا

    • زائر 5 | 1:52 ص

      العنف مدان و مرفوض

      العنف كله مدان لا يوجد عنف غير مدان يا اخي

    • زائر 12 زائر 5 | 3:44 ص

      أنزين والعنف

      لي حصله ضابط العكر وش نوعه؟؟
      داعشي مثلاااا
      حرق المنزل تهديمه وضع سلندر وأهله فيه ولولا ستر الله جان ماتو الموجودين وحرق سيارته ؟؟
      تقطيع النخيل
      تهديم الجدران
      سرقه النوافذ والأبواب ومازال التهديم جاري فيه؟؟
      كل هذا داعشي
      هذا مو كله عنف
      اسمح ليي من ثلاث سنوات وهالعايله متمرمطه ويش السبب أن عائلها ينتسب للداخلية

      ولي صار فيهم حرام حرام وروحوا صوروا البيت شوفوا وش صاار فيه قبل وبعد والحين بعد

    • زائر 2 | 12:13 ص

      ليس لديهم ثقافة.

      هل تعتقد بأنهم يستسلمون وهم فقراء ثقافه؟وهل تعتقد بانهم يسكتون عل من يريد سلبهم من ما سرقوه وتعودوا عليه لمد الحياه بهذه السهوله؟سيشوهون سمعة اى شخص يقف فى طريق حرمانهم من الغنائم مهما وصل الامر اليه.

اقرأ ايضاً