العدد 4691 - السبت 11 يوليو 2015م الموافق 24 رمضان 1436هـ

فلسفتي من العمل الصحافي

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

أحسن الاتحاد البحريني لكرة القدم صنيعاً حينما أوضح لرجال الصحافة على لسان أمين عامه عن نيته إقامة حفل جائزة «الأوسكار» التي وعد بتنظيمها قبل انطلاقة الموسم الرياضي المنتهي. وكان مقرراً إقامتها مرتين في العام الواحد بحسب التعميم الصادرعنه في حينها... ومن قراءتي ما بين سطور هذا التصريح أجده وكأنه يرد بصورة غير مباشرة على ما طرحته في مقالي الأسبوع الماضي. وما أثاره بعض الزملاء الصحافيين في ملاحقهم الرياضية من قبل حول هذه الجائزة... وهو أمر يشكر عليه مجلس إدارة الاتحاد لأنه تجاوب مع ما يطرحه رجال الصحافة.

في اعتقادي الشخصي بأن تنظيم مثل هذه المسابقات يعد تقليداً محموداً إذا ما أقيمت بشكل مثالي عادل، لأنها تشحذ همم رجال الصحافة وتدفع بهم للعمل بتفانٍ من أجل تسليط الضوء بصورة شاملة على برامج الاتحاد... من مسابقات محلية ومشاركات خارجية للمنتخبات الوطنية وما يدور في فلك كرة القدم البحرينية. ويعد هذا بمثابة مكسب إعلامي للاتحاد لأنه سيساعده في الترويج عن أنشطته وبرامجه وسيدفع الشركات والمؤسسات لرعايتها تجارياً ويزيد من عدد الحضور الجماهيري لجميع فعالياته.

تلك النظرة الإيجابية لجائزة «الأوسكار» التي طالبت بها في مقالي الأسبوع الماضي. لا تعني إطلاقاً بأننا معشر الصحافيين نتطلع من وراء هذه المسابقات للحصول على التكريم المادي... فهذا الأمر لم يدر بخلدي أو أفكر به، ولا يوجد بيننا من يفكر في ذلك... فرغم ميول الزملاء وولائهم لأنديتهم وتعصب البعض منهم. إلا أنهم لم ينجرّوا وراء عواطفهم ولم ينحازوا لألوان فرقهم، فالسمة الغالبة على رجال صحافتنا هو النقد القوي البناء... لا يخافون في كتاباتهم لومة لائم... عكس ما أشاهده في كثير من دول الجوار من تحيز فاضح واضح لفرق أنديتهم.

وهذا الأمر يذكرني بتحقيق موسع نشرته مجلة «إستاد الدوحة» القطرية التقت فيه بالعديد من القيادات الصحافية في دول التعاون الخليجي لكي تحاورهم عن قضية «الرشوة في مجال الصحافة الرياضية الخليجية» وطرحت علي السؤال التالي: هل هناك من الصحافة الرياضية البحرينية من يرتشي وتغرر به الأموال ويجعل من قلمه سلعة تباع وتشترى؟ فكانت إجابتي حاسمة... فلم أتردد في القول «لا يوجد في صحافتنا رجل يرضى على نفسه ذلك... ومجتمعنا الصحافي نظيف من هذه التهمة. وأرجعت سبب تأكيدي إلى سببين مهمين:

الأول: جميع الصحافيين العاملين في ملاحقنا الرياضية من الكوادر الوطنية ويصعب رشوتهم، خلاف بعض دول التعاون التي يعمل بها العديد من الجنسيات المختلفة التي قد تساعد على ذلك...

الثاني: لا يوجد في البحرين من رؤساء أندية واتحادات ومسئولين من يدفع ديناراً واحداً من جيبه الخاص لرشوة أقلام الصحافيين أو توجيههم لمصلحته أو التطبيل من أجل فريقه... بخلاف ما نسمع عنه في بعض الدول من قيام الشخصيات الكبار بإغراء الصحافيين للكتابة في صالحهم أو صالح فرقهم».

تلك الفلسفة التي أؤمن بها وأعمل بها في مجال الصحافة وحياتي الخاصة، تقوم على أساس أن الإنسان يجب أن يحافظ على كرامته ويصونها حتى لا تضعف شخصيته ويهتز قلمه ويصبح بلا هوية... والحقيقة تقال بأن هذه الفلسفة لمستها في رجال الصحافة الذين سبقوني في هذا المجال، أو من جاء بعدي من الأقلام الشابة... فتحية لجميع الزملاء في هذا الشهر الكريم... والشكر لمجلس إدارة اتحاد الكرة الذي كان عند كلمته ووفى بوعده. ورفض أن تكون إحدى قراراته مادة من مواد التسويق الإعلامي كما فعل أحد رؤساء الاتحادات من قبل في إحدى البطولات الخليجية!

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 4691 - السبت 11 يوليو 2015م الموافق 24 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً