العدد 4724 - الخميس 13 أغسطس 2015م الموافق 28 شوال 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

اليونان... لم تعد بقرة حلوباً لأوروبا

كان الإسكندر المقدوني مع جيشه وكما ينقل أن عدده كان يقدر بمليوني نسمة بقعقعات اللجم، وصهيل الخيل يسير في الصحراء، وإذ برجل منقطع مع ربه دون حراك غير مبال بما حوله ولا بالأسكندر ولا بجيشه فاقترب منه قائلاً له: ويحك ما أرعبتك جنودي وجيشي الجرار؟ فرفع الرجل رأسه وقال كنت أناجي من هو أكبر منك قوة وبأساً وأكثر منك جنودا «ولا يعلم جنود ربك إلا هو»، فهزت كلمات الرجل العابد الأسكندر فقال له لقد أعجبت بكلامك، وطلب منه أن يصحبه، فرفض الرجل فقال له لماذا؟ فرد الرجل لو جئت معك هل تضمن لي حياة بدون موت وسعادة بدون غم وغنى بدون فقر، فرد عليه الأسكندر ويحك لا استطيع ذلك! هذه هي الثقة بالله ولا شيء غيره.

اليونان اليوم حائرة ما بين الجمرة الأوروبية والزيتونة اليونانية، إلا أن موقف شعبها وحكومتها قد حسما خيارهما وأثبتوا للعالم أن اليونان ليست البقرة «ليدي غاغا» والتي فازت بلقب ملكة الجمال على بقرات ألمانيا، ولن تكون البقرة البيضاء الفاقع لونها لتسر الأوروبيين، حيث تبنت الحكومة اليونانية ثقة وتفويضاً من شعبها برفضها الضغوط والإملاءات الأوروبية على تركيع اليونان بعد ما حلبوا من حليب أبقارها وجففوا ما جففوا من خيرات جزرها وسواحلها ثم رموها كالمعلقة، لكن الراعي الأوروبي لن يترك اليونان في حالها، من التكهنات التي تدور في فلك الساحة اليونانية وما أسفر عنه من تبعات استفتاء لا: هل سيقطع البنك المركزي الأوروبي تمويله لليونان، ويترك مصارفها تنهار؟ ليعلنها «يونانا للبيع» أم هل ستعيد المصارف فتح أبوابها رغم مخاطر انهيارها تحت وقع نزيف أموال المذعورين؟ رغم ما قام به رئيس حكومتها الشاب أليكسيس تسيبراس من الاجراءات المالية المعقدة نتج عنه إحداث تغيير نوعي في العلاقة مع أوروبا والحفاظ على الحقوق الوطنية داخل بلاده، إلا أن أوروبا استنكرت لليونان كل التنازلات لأن المصالح فوق المبادئ بدليل لم تشفع لليونان حضارتها وتاريخها التجاري والرياضي الزاخر لاوروبا ، فأول شعلة أولمبية رياضية أوقدت فيها في العام 1896، وهل تناست آخر شعلة أوقدت في 2012 الذي استلمها الملاكم البريطاني الكسندر بحضور رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ... واليوم حينما خوت خزائنها ومصارفها من أموالها وأصولها وذهبها وجف حليب أبقارها اتفق رعاة الأبقار الأوروبيون على فتح المزاد لبيعها، رافضين كل التنازلات التي قادها «تسيبراس»حتى جاءت ثورة الزيتونة اليونانية مشكلاً رداً قوياً مفاجئاً لهم وسداً منيعاً في محاولات ابتزازها وتركيعها، بل وصمدت في وجه الحملة الترهيبية الأوروبية غير المسبوقة تخوفهم من «الإخراج» من اليورو.

وكان الاستفتاء الشعبي هو المنقذ وبمثابة الصدمة الكبرى لأوروبا والذي جاء بنتيجة 61.21 في المئة رافضين الخطة الأخيرة التي اقترحها الدائنون الدوليون بسبب صيحات الابتهاج المدوية في ساحة سينتاغما تَرَدَّدَ صداها في كل العالم. شيء مثل الحلم عاشه اليونانيون هناك، وهم يتلقون أنباء فوز المعسكر الرافض للتقشف في استفتاء تاريخي مقابل 38.74 في المئة ممن انبطحوا لها وصفروا لها، وها هو أيضاً نمرود الشيوعية الرئيس فلاديمير بوتين يؤكد من قصره عن دعمه الشعب اليوناني في التغلب على الصعوبات التي تواجهها اليونان، وكذلك بعث كل من فيدل كاسترو برسالته الداعمة لتسيبراس ورئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر والرئيس البوليفي أيفو موراليس لموقف الشعب اليوناني الذي دافع فيها عن هويته وثقافته ضد العدوان الخارجي، لكن المعضلة تكمن في أن اليونان بحاجة للمساندة والدعم المالي، لا قولاً هنا أو تصريحاً هناك لا يتعدى حبراً على ورق سرعان ما يجف هذا الحبر من الصحف في غضون 5 ايام، وهي نفس المهلة المحددة لليونان قبل أن تعلن إفلاسها!

مهدي خليل


سطرت أشواقي بسلسبيل جرى...

سطرت أشواقي بسلسبيل جرى

كللت بالمسكِ وبالعبق تختم

بوارق من فيض آل أحمد

تشرئب للتوحيد أعناقٌ وصوارمُ

تعلقن بمشكاتها أيما داع وذاكرٍ

ينهلُ من معينهم سنىً فيتقدم

للعلمُ قبلةٌ وخيرُ زعامةٍ

بهم الثقلانُ تتزودُ

تبرغ شمسهم، لا تفال محجتها

تتدارسها ذووا النهى وتتسم

لمثل صادق آل البيت تندب صوائحها

وتذرف الدمع حسرة وتتلعثم

تطوي دعمائها رواسٍ راسخات

ثلم بفقده الدينُ وأظلم

أثنى عليه كلٌ بسيمائه

دمث الخلق جليل المحيا

يطأطئ العلم بأعتابه فيلثم

سمته القداسة والقرآن قرينهُ

والصلاة بين جوانحه تتهجد

ما ظنّ امرؤ بسليل طه

يضحى رضيعهم دون الصبا علمُ

نعى العلمُ من للمعالي جنةٌ

وسؤددٌ للقرطاس والقلمُ

بميدانٍ تقى له صال بكل جولةٍ

فأينعت فردوسه للطالبين المنجم

وتسامت على البسيطة بمعدنٍ

به الزاكيات ترقى وسلّم

هذي مكارمُ آل أحمد

شعت على الأكوان بسنى وضيغمُ

تكادُ لا تبرح الخليقة دارٌ لها

ولها في صادق العترة دليلٌ ومعجمُ

من دوحةٍ أثنى الإلهُ بطيب أديمها

تالياتٌ للذكر بسعيها تترنم

عجّ بميدان الفصاحة مجلجلاً

تاريخه يشهدُ والقرآن يقسمُ

تزدان بمبدئه المعارفُ أوجها

وتكتحل بسننه الأمصارُ والأمم

سلوا الماضين عن وجهةٍ لهمُ

يحذوهم الشوقُ نحو آفاقٍ أرحب

سلامٌ على ربوعٍ ظللها أريجٌ

هاشميٌ للأنام ملاذ ومغنمُ

منبعُ طهرٍ تلت قوافيه ذكراً

ورتلت آياتٌ مداحها أنجمُ

لا تعجبنّ من معين لا ينضبُ

يسقى من لجته رواد علمٍ وحكمةٍ

ألا لا تنال النعماءُ إلا من مواطنها

قبسها مؤرّق عينه لا تنامُ

باقياتٌ صالحاتٌ لا تخفى عجائبها

دررٌ بأسرار السماء تنظم

تؤّجج كلما فاحت بصائرها

نبضٌ للحياة وأساورَ بمعصمُ

خصها السبحانُ من كبريائه

تكوينها صدىً دوّى من الوحي الأعظمُ

كهوفُ ملاذٍ لكل طالبٍ

تعهدتها السماء بحفظٍ وتنعم

غدا اللقا في يوم معتركٍ

أرجو الثبات إذ لا يعنى أمٌ ولا أبُ

نهاية الحواج

العدد 4724 - الخميس 13 أغسطس 2015م الموافق 28 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً