العدد 4732 - الجمعة 21 أغسطس 2015م الموافق 07 ذي القعدة 1436هـ

مؤشرات جديدة لمستقبل المنطقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

انتفاضة مفاجئة في العراق تغطي على المآسي الناتجة عن المذابح التي يقوم بها تنظيم «داعش»، وهذه الانتفاضة نتجت عنها لحد الآن تغييرات كبيرة في الحكومة ووعود بإصلاحات سريعة. وقد وصل الأمر إلى أن يحذّر المرجع الديني الأعلى السيدعلي السيستاني من أن عدم مضي الحكومة في تنفيذ «إصلاحات حقيقية» تكافح الفساد سيعرّض البلاد لخطر التقسيم. واتهم السيستاني السياسيين المتعاقبين منذ 2003 بالعمل لفائدة مصالحهم الشخصية والطائفية والعرقية على حساب المصلحة الوطنية، واعتبر أن الفساد كان أحد العوامل، التي ساهمت في سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد.

العامل الذي أشعل الانتفاضة في العراق كان ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات لا تطاق، في الوقت الذي يُحرم أبناء الشعب من الكهرباء بالمستوى الذي تتطلبه المبردات الهوائية لكي لا تنقطع يومياً. ما لم يتوقعه المسئولون العراقيون هو ربط الناس كل ذلك بالفساد الذي استشرى في بلادهم منذ 2003، وكيف أن المحاصصة الطائفية حصَّنت السياسيين من الانتقاد، في الوقت الذي قسَّمت البلاد وأفسحت المجال لتنظيم إرهابي للسيطرة على ثلث مساحتها تقريباً.

ولقد التقط هذا المتغيّر الاستراتيجي الكاتب بصحيفة «نيويورك تايمز» توماس فريدمان، في مقاله بتاريخ 19 أغسطس/ آب 2015، عندما تحدث عن أن ارتفاع درجة الحرارة سيقضي مستقبلاً على الشيعة والسنة وغيرهم، إذا لم يتمكن هؤلاء من القضاء على بعضهم بعضاً حالياً. واستشهد فريدمان بتقارير بيئية تتحدث عن أن مؤشر الحرارة سيصعد إلى أكثر من 70 درجة في بعض المناطق، وذلك مع استمرار موجة الحرارة المرتفعة في طبخ الشرق الأوسط، وما سيؤول إليه وضع المياه التي تتبخر، بينما تصغّر مساحات البحيرات والأنهار، وتخنق الأجواء.

وفي اليوم نفسه الذي نشر فريدمان مقاله، كان المحلل الأميركي فريد زكريا يجيب عن رأيه - عبر موقعه الإلكتروني - عن مستقبل الشرق الأوسط، بالقول «سيكون مستقبل الشرق الأوسط أكثر استقراراً، ولكنه سيكون أقل ثراءً، وأقل أهمية». أما فيما إذا سيكون أكثر ديمقراطية، فأجاب «تلك مسألة معقدة». وأشار زكريا إلى أن الخمس إلى العشر سنوات المقبلة ستشهد «مزيداً من الاضطرابات والفوضى»، ويرجع ذلك إلى تفكك النظام الإقليمي حالياً، وبروز تحديات للأنظمة القائمة من المنظمات الإرهابية والحركات العرقية، في الوقت الذي تشتد فيه الحرب الطائفية بين السنة والشيعة، والتي ستتطلب وقتاً لإنهاك القائمين عليها، وبعد فترة ستبرز معالم لنظام إقليمي جديد، ولن يكون بالضرورة ديمقراطياً، ولكنه أكثر استقراراً مما نراه حالياً، بحسب زكريا.

وسواء كانت هذه التوقعات صحيحة أم مخطئة، فإن هناك مؤشرات جديدة، وهي أن المطالب الحياتية ستعود إلى السطح لتكشف عن حجم الفساد الذي كان يتستَّر بالمحاصصات الطائفية والعرقية وبالتعذر بوجود تهديدات خارجية وإرهابية، وأن هذه المتغيرات تتواكب مع استمرار انخفاض سعر النفط، وازدياد درجة حرارة الطقس، وتدهور البيئة بصورة تؤثر على نوعية الحياة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4732 - الجمعة 21 أغسطس 2015م الموافق 07 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 7:32 م

      اي مستقبل يا دكتور .... ام محمود

      المستقبل المظلم و المأساوي ينتظر المنطقة العربية بعد ان استهدفت البنى التحتية و سرقت الثروات و داعش سيظهر عدده الحقيقي بالملايين في المرحلة الثانية و الحروب الطاحنة و المدن المهدمة و البترول الذين انخفض سعره بشكل متعمد يقولون و خسارة ملايين من الدولارات و من قبل تمت سرقة اموال النفط العراقي و الليبي و الخليجي يعني نحن امام ايام تقشف و افلاس و مجاعة و تحديات بعد تطور الوضع في اليمن و العراق و سوريا و مصر لان أرض الكنانة ستحتل هي الاخرى من الاعلام السود اي التنظيم الإرهابي التكفيري

    • زائر 20 | 1:36 م

      شرق أوسط جديد بكل ما تعنيه الكلمة .

      نحن أمام تحديات عظيمة على جميع الاصعده , وقد وصلنا لزمن الغربلة من سيبقى ومن سيندحر رغما عنه وهناك سقوط لكل الظالمين يلوح فى الافق , ونرجع كما كانوا الناس يبحثون عن لقمة العيش و الماء والكهرباء , نسأل الله أن يلطف بنا ويرحمنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض , فهل أدينا الحقوق التي فى أعناقنا وهل حاسبنا أنفسنا قبل أن نحاسب وماهي أعمالنا , يا الله من عندك الفرج والانفراج , اللهم صل على محمد وآل محمد . يارحمن يارحيم . أم مروه

    • زائر 19 | 12:40 م

      من حكم العراق

      لماذا لا تسمي الاشياء باسماءها ؟؟ من هيمن على الحكم في العراق

    • زائر 15 | 9:50 ص

      مازال يلقي لوم ع داعش ونسي أسباب الفشل والفساد في العراق يتحمله المالكي ،الذي دمر العراق وسلم الموصل لداعش ،وسلم العراق بكل الثروات لي ايران

    • زائر 18 زائر 15 | 12:04 م

      العراق حره حره حره وإيران بر بر

      هتافات العراقيين على إيران

    • زائر 14 | 7:17 ص

      صباح الخير

      يعني السيستاني توه داري انه فيه فساد ؟؟

    • زائر 16 زائر 14 | 9:54 ص

      الفساد في العراق منذ أكثر من نصف قرن .... ام محمود

      الفساد والمحسوبية و الظلم والاغتيال موجود منذ أيام صدام حسين و حزب البعث الذي تسبب بكل هذه الويلات والبلاءالمستمر لأنه كان مدعوم من الخارج لقتل شعبه وكان ممنوع في شهر محرم احياء المناسبة وكانت لديه قصور كثيرة و سيارات فارهة و يخوت و طائرات و استمر الحال ل الأسوأ بعد رحيل الطاغية و ظهر الكثير من المفسدين الذين بعثروا الثروة في الداخل و الخارج على المغنيات و ليالي الطرب و البلد يعاني من أزمات سياسية طاحنة و أزمات إنسانية و إرهاب و تفجير و عدد اليتامى و الأرامل وصل ل الملايين و الحكومة اعتقد ستهتز

    • زائر 12 | 5:30 ص

      درجات الحرارة غير طبيعية و غير مسبوقة ....و حروب غير عادية ........ ام محمود

      مع ارتفاع درجات الحرارة في دول العالم ووصلت الى أرقام قياسية 60 درجة و 70 و سقوط الكثير من القتلى بسبب الحر في مصر و باكستان وهذا انذار للبشر بان الكون سينفجر قريبا وهناك نيازك متساقطة و توقعات بضرب كويكب ل الارض و شروق الشمس من المغرب و دول أخرى تعاني من الأعاصير و الفيضانات و الزلازل و دول سقطت فريسة في الحروب و الإرهاب المدمر
      أمس حدث تبادل في اطلاق الصواريخ بين كوريا الشمالية و الجنوبية منذره بإشعال الحرب
      و إسرائيل اعتدت على القنيطرة السورية و قتلت 7 أشخاص و استهدفت مركبة و مبنى للجيش السوري

    • زائر 11 | 5:22 ص

      سياسة التدمير مستمرة ......... ام محمود

      هناك تقليص للمناصب الحكومية و للحمايات الشخصية و تخفيض رواتب المسئولين الكبار و مطالبات بمحاسبة الفاسدين الذين حصدوا المليارات و الشعب فقير جدا لا يجد قوت يومه و يعيش في بيوت قديمة من القرن الماضي ....
      لفت نظري أمس الجمعة ما كتبته صحيفة الغارديان عن نية زعيم حزب العمال البريطاني المرشح نفسه جيرمي كوربين بانه سيتقدم باعتذار عن مشاركة بلادة في حرب العراق سنة 2003 و قال انه سيعتذر عن الخــــــــــداع الذي سبق الحرب كما ان اعتذاره سيكون موجها للشعب العراقي
      .... ما أقول الا عش رجبا ترى عجبا

    • زائر 10 | 5:16 ص

      العراق على صفيح ساخن ......... ام محمود

      عندما تم توجيه سؤال الى سماحةالمرجع الكبير عن مكافحة الفساد و قتال داعش كانت الإجابة من المؤكد انه لولا استشراء الفساد في مختلف مؤسسات الدولة و لاسيما المؤسسة الأمنية و لولا سوء استخدام السلطة لما تمكن تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة على قسم كبير من الأراضي العراقية و لما كانت هناك حاجة الى دعوة المرجعية العليا للعراقيين الى الالتحاق بالقوات المسلحة للدفاع عن الأرض والعرض و المقدسات واليوم اذا لم يتحقق الإصلاح مع العدالة الاجتماعية فان الأمور ستسوء و ربما تنجر الى ما لا يتمناه أي عراقي محب لوطنه

    • زائر 9 | 5:06 ص

      الشرق الأوسط الى الهاوية ....... ام محمود

      وكالة فرانس برس وجهت عدة أسئلة للمرجعية الدينية في العراق و التي يرأسها السيد علي السيستاني بعد ظهور مظاهرات او انتفاضة شعبية في المدن العراقية تقدر بمئات الآلاف تطالب بمراعاة الأمور المعيشية للشعب من ماء و كهرباء و محاسبة الفاسدين و يتزامن ذلك مع موجة تفجيرات و استهداف الشيعة من الحشد الشعبي و غيرهم من المدنيين الأبرياء في الأسواق وهناك مطالبة بمحاسبة نوري المالكي و غيره من المسئولين الذين ساعدوا بتقاعسهم على دخول داعش الى الموصل في يونيو العام الماضي و ما حدث بعده من تداعيات كبرى و خطيرة

    • زائر 7 | 2:23 ص

      للفساد

      للفساد جذوره ومادامت جذوره باقيه فلن يزول مهما تظاهرت الشعوب وبالملايين وليس عشرات الآلاف لأنها مغلوبة على أمرها .

    • زائر 6 | 2:17 ص

      أستاذي الكريم

      أستاذي الكريم هذا الذي نادينا به من زمان بأن الطقمه الحاكمه في العراق جاءت لتزيد أرصدتها في البنوك وليس لمصلحة الشعب العراقي ولا بلد العراق العظيم ولكن للأسف كل ما طلعت أصوات في السنوات الماضيه تطالب بالاصلاحات أستشاط المالكي الفاسد بأن هؤلاء بقايا حزب البعث وووو أنا أعتقد بأن لو كان المالكي حتى الان في السلطه لقام بقمع هؤلاء الذين يطالبون بألاصلاحات

    • زائر 2 | 1:50 ص

      بحريني

      الوضع شبيه جداً بالبحرين، فالطائفية والتمييز دمر البحرين، من خلال توظيف غير الأكفاء وترقياتهم، والفساد الاداري والمالي، و منح البعثات التعليمية لغير مستحقيها، ومن خلال التجنيس الهائل على حساب المواطنين وخدماتهم، و غيرها من الأمور التي أستنزف فيها غير الوطنيين ميزانية الدولة من خلال توظيف الأقرباء والتوظيف الوهمي و التوظيف الزائد بحيث ترى أغلب الموظفين يأكلون حب الشمسي أو يلعبون بالتلفونات ليستلموا رواتبا عالية نهاية الشهر!!!!!!

    • زائر 5 زائر 2 | 2:16 ص

      نعم كلام صحيح

      ما ذكرت كلام صحيح

    • زائر 1 | 1:25 ص

      العراق إلى المجهول بسبب الأحزاب الدينية والمذهبية

      إذا لم يشترك العراقيين في أحزاب مدنية عراقية لن تنتهي هذه الفتنة

اقرأ ايضاً