العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ

البحث عن أجوبة في «حوار المنامة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحروب والفتن والإِرهاب والاحتكاكات والمماحكات تعمُّ منطقة الشرق الأوسط، والسؤال الذي يبحثه الكثيرون يتمحور حول العوامل المطلوبة لتحقيق استقرار بعيد المدى في هذه المنطقة التي لم تهدأ بصورة مرضية لفترة طويلة.

وقد أعلن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجيَّة أنَّ موضوعات مؤتمر «حوار المنامة» في دورته الحادية عشرة التي ستنعقد في الفترة بين (30 أكتوبر/ تشرين الأول) و(1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) ستناقش الرؤى المستقبليَّة المُتوقعة في منطقة الشرق الأوسط بعد توقيع الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران، ودور الولايات المتَّحدة وموقفها من الأمن الإقليمي، وتحدّيات التطرُّف وتأثيراتها على المنطقة، إضافة إلى الصراعات والتحالفات في الشرق الأوسط.

جلسات «حوار المنامة» ستسعى لفهم دور الولايات المتَّحدة وموقفها من الأمن الإقليمي؛ لأَنَّ هذا الدور كان - ولايزال إلى الآن - المرتكز الأَساس لما يسمى بـ «أمن الخليج» منذ انتهاء الحرب العالميَّة الثانية، وهو دور تأكد أَكثر بعد انسحاب القوَّات البريطانيَّة من شرق السويس ومن الخليج في مطلع السبعينات من القرن الماضي.

والحديث يدور حاليّاً حول ما إِذا كانت أميركا قد عقدت العزم على نقل مرتكزها من هذه المنطقة إِلى شرق آسيا، وفي هذه الحال، فإنَّ دول الشرق الأَوسط ستحتاج إِلى تحالفات وتوازنات جديدة؛ لتأسيس نظام جديد للأمن الإِقليمي.

هذا البحث لم يعد موضوعاً أَكاديميّاً؛ لأَنَّ الأَزمات تتفاقم من كل جانب، والمنطقة تستهلك مواردها في شتَّى المجالات، وهذا الاستهلاك المنهِك يأتي في وقت تنخفض فيه أَسعار النفط، وإذا استمرَّ الانخفاض إِلى ما دون 40 دولاراً للبرميل على المديين القريب والمتوسط، فإِنَّ كثيراً من الأُمور ستكون عرضة للتأثُّر بذلك بصورة مباشرة.

وهناك حاليّاً مدرستان في الغرب، إحداهما تقول إِنَّ أَميركا لا تستطيع الخروج من المنطقة مهما كلَّفها ذلك؛ لأَنَّ خروجها سيعني انقلاباً في الموازين بصورة تؤثّر على مصالح عديدة، وأنَّ انعدام الاستقرار في الشرق الأَوسط لا يعني إمكانيَّة حصره في هذه المنطقة، إذ إنَّ آثاره تتمدَّد في أُوروبا ومناطق العالم الأُخرى عبر ازدياد الهجرة وعبر الإِرهاب.

المدرسة الأُخرى تقول إنَّ على دول الشرق الأَوسط أَنْ تتعلَّم كيف تعيش مع بعضها بعضاً، وأَنْ تقيم نظاماً للأَمن الإقليمي يحقّق توازناً بين القوى الفاعلة، وإنَّ الغرب سيكون مسانداً لذلك.

ليس هناك حسم بين هذا الرأي وذاك، وهذا ينعكس على زيادة في التوتُّر من كل جانب.

ومهما يكن، فإنَّ الأفضل لنا جميعاً أَنْ نبحث عن أَفضل السبل؛ لكي نتعايش سلميّاً، ونعيش مع الآخرين على أساس احترام السيادة والابتعاد عن كل ما يثير الفتن والأحقاد، ونأمل أَنْ يوفَّق «حوار المنامة» في تسليط الأَضواء على حلول عقلانيَّة، وبعيدة المدى.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 5:53 ص

      احم احم

      انا افضل وجود الغرب في المنطقة لحين ما توجد دول حقيقية

    • زائر 13 | 1:45 م

      المنطقة مقبلة على صراعات و حروب جديدة ...ام محمود

      دول الشرق الاوسط لا تعرف ان تتعايش مع بعضها البعض في جو من السلام والأمان كل دولة تتامر على الاخرى و تحاربها بابشع الوسائل و من ايام القمم العربية الفاشلة كانت الكراهية و العداء و المؤامرات . اريد ان اقول اني استمعت للكثير من الفلكيين و علم الفلك يختلف عن علم التنجيم لانه عبارة عن معرفة الاحداث من حركة الكواكب و النجوم و جميعهم قالوا ان البحرين مقبلة على موجة من القتل و سفك الدماء
      امريكا حتى لو انتقلت لشرق آسيا فانها لن تقف لتنصر احدا او تساعده الامن الاقليمي يجب ان يكون من مسؤولية الدول نفسها

    • زائر 12 | 8:01 ص

      مطالب الشعب

      مطالب الشعب ان يكون الشعب مصدر السلطات وان تنفد وثيقة المنامه ويفرج عن جميع المساجين السياسيين واهم من كل شى نريد كرامة

    • زائر 5 | 2:06 ص

      نظام عربي جديد

      ما تحتاجه المنطقة هو نظام عربي جديد و هذا النظام بدأت ملامحه تظهر في عملية عاصفة الحزم نحن بحاجة للكثير من هذه العواصف لصد العدوان الإيراني على الوطن العربي

    • زائر 4 | 1:35 ص

      حوار المنامة ليس حوارا

      الحوار هو الشئ و ضده او الوجه و الوجه الاخر وهذا لا يحدث حتى في الحوار في المنامة. التوقعات سلبية للغاية. يجب اشراك الطرف الاخر من المعادلة حتى تتزن.

    • زائر 2 | 10:32 م

      مايثير الفتن والحقد بين الشعوب وحتى الشعب الواحد اسغلال الدين والمذهب

      والتقوية بهم للأهداف السياسية بدل طرح البرامج السياسية المفيدة للوطن ......... ولنا حزب الإخوان المسلمين في مصر اسغلوا الاسم كأنه باقي المصريين ليس مسلمين ويريدون تطبيق فهمهم للإسلام على باقي الشعب

    • زائر 1 | 10:30 م

      تصفير المشاكل

      نحن دولة صغيرة نتمنى من المسئولين العمل بحكمة وعقلانية بعيدة عن التوتر على تصفير المشاكل داخلياً ومع دول الجوار والحلفاء
      وذلك يمكّننا أن نكون ملتقى للحوار والسلام بين الجميع

اقرأ ايضاً